المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السحابة المأمورة بسقية حديقة رجل صالح



Don't play with me
18-10-2010, 02:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت هذه القصه
فى احد الكتب
وحبيت انشرها لكم لتعم الفائده

قصة السحابة المأمورة بسقية حديقة رجل صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بين رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سَحابة: اسق حديقةَ فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان، بالاسم الذي في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لِمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هو ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثه)).


الدروس المستفادة من القصة:

1- تيسير الأرزاق بسبب الصدقات:

تتعدد في القرآن الكريم أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الوصايا بالصدقة، والحث على الاهتمام بها، وفي إطار هذه الوصايا تؤكد الآيات والأحاديث على أن الصدقة لا تنتقص من المال شيئًا، بل على العكس تبارك فيه، وتكون سببًا في وجود خلف لها بعد خروجها.

وفي الإشارة إلى هذا المعنى يقول الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سبأ: 39)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا مَلَكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفا)).

وإذا كانت الصدقة إنفاقًا من الشخص لبعض ماله، فإن النقص المادي الظاهري في المال شيء ملموس، فكيف يمكن أن نوفق بين هذا الشيء وبين نفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنقاص المال بالصدقة؟

يرى العلماء النقص الحاصل بسبب الصدقة ينجبر بأحد صورتين:

أ- إيجاد البركة في المال، ودفع المضرات عنه، فينجبر النقص الظاهر بالبركة الحقيقية.

ب- أن الثواب المرتب على الصدقة في الآخرة، والذي يضاعَف إلى أضعاف كثيرة يجبر أيَّ نقص في المال.

2- فضل الإنفاق على الأهل:

تدل الصدقة على أن الرجل كان يتعامل مع ما يخرج من الأرض باستثناء الجزء الذي يعود فيها بإنفاقه في جهتين، وهما التصدق بالثلث -وقد بينا فضل ذلك- وإنفاق الثلث الباقي على عياله، وفي هذا التصرف وسَوْقه -صلى الله عليه وسلم- له مساق المدح، ما يدل على أن المرء مأجور فيما ينفقه على عياله.

3- وفي مباشرة الرجل عمله بيده في الحديقة: ما يدل على فضل كسب المرء من عمل يده، وفي الحديث: ((ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده)).

وإنما كان الأكل من عمل اليد خيرًا مما عداه؛ لعدة أسباب:

1- أن فيه إيصال النفع للمكتسب ولغيره.

2- أن فيه تعففًا عن ذل السؤال.

3- أن فيه قطعًا للبطالة، والتي تؤدي إلى الفراغ والفضول مما يضيع حياة المرء سدًى.

4- أن فيه استغلالًا لخيرات الله المبثوثة في الأرض، والتي لولا العملُ لضاعت الفائدة منها.

ولأن كانت هذه الفائدة في حق عامة الناس ومنهم الدعاة، فإن للدعاة في هذا الدرس فائدة تخصُّهم، وهي أن كلمة الحق التي يُطالَبون بتبليغها للناس لن تكون ذاتَ أثر فعال ما لم يصحبها استغناء عن الناس، ولا يكون ذلك إلا بالاكتساب والأكل من عمل اليد.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Don't play with me
19-10-2010, 11:43 AM
بارك الله فيكى على المرور
الغالى نورتى الموضوع