نبض الحنين
11-09-2011, 05:58 PM
مد خــــــــــــــل
اعظم الأشياء في الدنيا بلا بداية… وبلا نهاية… الأرض تحتنا بلا نهاية.. والسماء فوقنا بلا نهاية… وأقل الأشياء قيمة في الحياة هي تلك التي تنحصر بين البداية والنهاية بما في ذلك عمر الإنسان نفسه.* فاروق جويده
حكاية لم تكتمل
قال لي: مابك ؟ ولماذا الصمت ؟ أم أنني صرتُ عتيقاً أبعث على السأم .. كثرت مغاورى حتى أصبحتُ مخبأً للملل .. تطاول الأسى وزرع جذوره في جوفى أصبحتُ مهترئاً سهل السقوط .. فلا نامت أعين الجبناء .
قلت: لا تقل هذا أنت كما أنت عندي لا أملَـك ,ولا أملُّ حديثك .. لكنه البحر ,قلت لك يوما البحر الثائر يخيفني .. يرعبني ارتطام موجه .. ثوراته واضطرابه ..
قال:ولماذا جئتي اليوم إليه ؟
قلت :جئت لأني أعلم أني سأجدك هنا .. تحكي للبحر عن مغامراتك , وحكاياتك التي لم تكتمل ..حكاياتنا التي يكتبها الزمن لينسينا بذكراها زمنا آخرا .. جئت لأجلك .. علني أرمم الجرح .
صمت وراح يحدق في البحر .. كنت أريد أن أتأمله .. ليمتلئ قلبي بملامح وجهه ..كنت أريد لو تكلم فلطالما ملك قلبي بحديثه وضحكه .. وحسن أدبه لكننا اليوم في رهبة الصمت .. نخفي صهيل الرعب في دواخلنا . ونغرق في غربتنا .. وهانحن أمام البحر الذي يحبه وأكرهه ترتد نظراتنا في الفراغ والأصداء .
أطرق طويلا ثم قال: هل جئتي اليوم لتواسيني ؟ وماذا ستقولين ..؟ اصبر .. !!لابد أن هناك أمل ..!!
أعرف كل تلك الكلمات ولطالما قلتيها للناس .. إنني أستقبل الموت يا صاحبتي ..الموت .. ياللرهبة ..
قلت: كلنا سنموت .
قال: أعرف لكن فرق بين أن تعيش وأنت لا تدري متى يأتي الموت ,اليوم , أو بعد مئة عام ..
وأن تعيش وأنت تعرف أن أيامك محدودة .. تموت من الرعب في اليوم ألف مرة حتى لو داهمك صداع بسيط ..
ترتعب من اضطرابك و يزداد قلقك ..
هل ستكون الحكاية وقتها حكاية يلاطفها الشوق ..ويمازحها عناء رحلة فسيحة .. أم ستكون حكاية العذاب وملامح الشقاء .. .وتبدل الأشياء الجميلة لتشارك المرض في إعداد عدة الرحيل ..
الذات الساردة لا تستطيع أن تنفض عن نفسها شبح الموت و تخرج للحياة ...
حتى النوم الذي كان يأتي هادئا لأنعم بالسلام تبدل
أتعلمين كيف أصبحت مع النوم ؟
عندما أضع رأسي على الوسادة و أستقر بجسدي على السرير وأغلق عيني التي أرهقها
ضوء الحياة الصاخب يبدأ هو حكايته .فبعد أن كان همسا ساحرا ، ضوءا خافتا ، و حياة جديدة .
أصبح يطيل النظر إلي من بعيد ولا يأتي . يعلم جيدا أني بحاجة إليه ،لكنه يتمرد حتى احتسي عقاقير كثيرة..
ليسكن ألمي ..بعدها أحتاج وقتا لأنفض عني الخوف من أن أنام فلا أفيق ..
قلت :يكفي أرجوك لاتتكلم.. الأمر مرهون برحمة الله ..الأمر كله بيده.
قال:ألم تأتي لتسمعني .؟
قلت:بلى جئت لأسمعك ..
كانت عيناه تنظران للأفق البعيد كأنه يخاف أن يخذله صوته,
عاد ليقول بصوت مضطرب :حين تكون قريبا من الموت تتجلى لك حياتك كلها ..
أخطاؤك.. كبيرها وصغيرها ..وقتها تشعر أنك كنت صغيرا كثير الذنب طويل الأمل ..
كل الأشياء تفقد قيمتها ,فلا تبكي الحب الضائع , أو الوقت المهدر في البحث عن إثبات الوجود.
كل العمر يختصر في ساعة ..ساعة كل شيء, وهي نفسها ساعة اللاشيء ..
المعاني الجميلة تذهب عن أهلها وتغرقهم في بحر النسيان..فتعلم أنك ستسقط من ذكراهم وتنساك دعواتهم..
رحلتي أوشكت أن تنتهي وأنا لم أبدأها بعد.. وروحي سجينة جسدي تنتظر أن يفتح باب سجنها لتنطلق ..
فتنتهي القصة بنفس لحظة الانطلاق ..
آه يا صديقتي ..أرجو أن أذهب لقبري طاهرا من كل شيء .من كل شيء.
لم أتمالك نفسي فبكيت ....كنت أغالب دمعي فيغلبني .. فيتحول لنشيج . أمسح الدمع بيد مضطربة لأواجه نظرته المتفحصة ..
قال ..هل كنت تحبنني ياصديقتي ؟
قلت: أتسأل عن الحب ..ألم تحسه في جرحك حين يقطر نزفه في قلبي ..
ألم تخبرك عنه آهاتك حين ترتدي كل أحزانها ثم تأتي لتسكب في ساحتي طوفانها ..
كان حرفك يأتي لي كسحابة تظلل علي غربتي .. أسافر معه إليك .. فأحس بدفء
يبدد صقيع الغربة .أنت صديقي الذي أحبه ،الذي يعرف كيف يغسل لي يومي ،
كيف يطوي كل صفحة بؤس تمر بي .. ويجعل الحب نقيا لا دنس فيه.
لم أشعر أن أحدا قد فهمني يوما كما فهمتني أنت،أو منحني إنصاته كما فعلت أنت ..
لم تكن صديقا بل كنت تؤأم الروح ..أتسألني الآن عن الحب . ؟
قال : وصديقك اليوم منكسر ..أفسد المرض عليه حلمه .
قلت : ياصديقي لاشيء بعد انكسارك إلا... أنا .
ابتسم ابتسامة الحب , فالتمعت بأشعة من ضياء أشرقت في وجهه الحبيب فغلبت نظرة الموت في عينيه
وأعادت في لحظة حياة تجلت في صورة الحب
قال .هات يدك عل دفؤها يمنحني بعض أمل .
احتضنته واحتضنني وبقينا على حالنا وقتا نبكي بدمع حار ..الحياة, والصداقة, والقلم
لم أعرف كم مضى علينا ونحن معا.. كل ما أدركته أن أنفاسه تكاد تنقطع و أن قلبه يوشك أن يتوقف
و علمت حينها أنه الوداع الأخير
اعظم الأشياء في الدنيا بلا بداية… وبلا نهاية… الأرض تحتنا بلا نهاية.. والسماء فوقنا بلا نهاية… وأقل الأشياء قيمة في الحياة هي تلك التي تنحصر بين البداية والنهاية بما في ذلك عمر الإنسان نفسه.* فاروق جويده
حكاية لم تكتمل
قال لي: مابك ؟ ولماذا الصمت ؟ أم أنني صرتُ عتيقاً أبعث على السأم .. كثرت مغاورى حتى أصبحتُ مخبأً للملل .. تطاول الأسى وزرع جذوره في جوفى أصبحتُ مهترئاً سهل السقوط .. فلا نامت أعين الجبناء .
قلت: لا تقل هذا أنت كما أنت عندي لا أملَـك ,ولا أملُّ حديثك .. لكنه البحر ,قلت لك يوما البحر الثائر يخيفني .. يرعبني ارتطام موجه .. ثوراته واضطرابه ..
قال:ولماذا جئتي اليوم إليه ؟
قلت :جئت لأني أعلم أني سأجدك هنا .. تحكي للبحر عن مغامراتك , وحكاياتك التي لم تكتمل ..حكاياتنا التي يكتبها الزمن لينسينا بذكراها زمنا آخرا .. جئت لأجلك .. علني أرمم الجرح .
صمت وراح يحدق في البحر .. كنت أريد أن أتأمله .. ليمتلئ قلبي بملامح وجهه ..كنت أريد لو تكلم فلطالما ملك قلبي بحديثه وضحكه .. وحسن أدبه لكننا اليوم في رهبة الصمت .. نخفي صهيل الرعب في دواخلنا . ونغرق في غربتنا .. وهانحن أمام البحر الذي يحبه وأكرهه ترتد نظراتنا في الفراغ والأصداء .
أطرق طويلا ثم قال: هل جئتي اليوم لتواسيني ؟ وماذا ستقولين ..؟ اصبر .. !!لابد أن هناك أمل ..!!
أعرف كل تلك الكلمات ولطالما قلتيها للناس .. إنني أستقبل الموت يا صاحبتي ..الموت .. ياللرهبة ..
قلت: كلنا سنموت .
قال: أعرف لكن فرق بين أن تعيش وأنت لا تدري متى يأتي الموت ,اليوم , أو بعد مئة عام ..
وأن تعيش وأنت تعرف أن أيامك محدودة .. تموت من الرعب في اليوم ألف مرة حتى لو داهمك صداع بسيط ..
ترتعب من اضطرابك و يزداد قلقك ..
هل ستكون الحكاية وقتها حكاية يلاطفها الشوق ..ويمازحها عناء رحلة فسيحة .. أم ستكون حكاية العذاب وملامح الشقاء .. .وتبدل الأشياء الجميلة لتشارك المرض في إعداد عدة الرحيل ..
الذات الساردة لا تستطيع أن تنفض عن نفسها شبح الموت و تخرج للحياة ...
حتى النوم الذي كان يأتي هادئا لأنعم بالسلام تبدل
أتعلمين كيف أصبحت مع النوم ؟
عندما أضع رأسي على الوسادة و أستقر بجسدي على السرير وأغلق عيني التي أرهقها
ضوء الحياة الصاخب يبدأ هو حكايته .فبعد أن كان همسا ساحرا ، ضوءا خافتا ، و حياة جديدة .
أصبح يطيل النظر إلي من بعيد ولا يأتي . يعلم جيدا أني بحاجة إليه ،لكنه يتمرد حتى احتسي عقاقير كثيرة..
ليسكن ألمي ..بعدها أحتاج وقتا لأنفض عني الخوف من أن أنام فلا أفيق ..
قلت :يكفي أرجوك لاتتكلم.. الأمر مرهون برحمة الله ..الأمر كله بيده.
قال:ألم تأتي لتسمعني .؟
قلت:بلى جئت لأسمعك ..
كانت عيناه تنظران للأفق البعيد كأنه يخاف أن يخذله صوته,
عاد ليقول بصوت مضطرب :حين تكون قريبا من الموت تتجلى لك حياتك كلها ..
أخطاؤك.. كبيرها وصغيرها ..وقتها تشعر أنك كنت صغيرا كثير الذنب طويل الأمل ..
كل الأشياء تفقد قيمتها ,فلا تبكي الحب الضائع , أو الوقت المهدر في البحث عن إثبات الوجود.
كل العمر يختصر في ساعة ..ساعة كل شيء, وهي نفسها ساعة اللاشيء ..
المعاني الجميلة تذهب عن أهلها وتغرقهم في بحر النسيان..فتعلم أنك ستسقط من ذكراهم وتنساك دعواتهم..
رحلتي أوشكت أن تنتهي وأنا لم أبدأها بعد.. وروحي سجينة جسدي تنتظر أن يفتح باب سجنها لتنطلق ..
فتنتهي القصة بنفس لحظة الانطلاق ..
آه يا صديقتي ..أرجو أن أذهب لقبري طاهرا من كل شيء .من كل شيء.
لم أتمالك نفسي فبكيت ....كنت أغالب دمعي فيغلبني .. فيتحول لنشيج . أمسح الدمع بيد مضطربة لأواجه نظرته المتفحصة ..
قال ..هل كنت تحبنني ياصديقتي ؟
قلت: أتسأل عن الحب ..ألم تحسه في جرحك حين يقطر نزفه في قلبي ..
ألم تخبرك عنه آهاتك حين ترتدي كل أحزانها ثم تأتي لتسكب في ساحتي طوفانها ..
كان حرفك يأتي لي كسحابة تظلل علي غربتي .. أسافر معه إليك .. فأحس بدفء
يبدد صقيع الغربة .أنت صديقي الذي أحبه ،الذي يعرف كيف يغسل لي يومي ،
كيف يطوي كل صفحة بؤس تمر بي .. ويجعل الحب نقيا لا دنس فيه.
لم أشعر أن أحدا قد فهمني يوما كما فهمتني أنت،أو منحني إنصاته كما فعلت أنت ..
لم تكن صديقا بل كنت تؤأم الروح ..أتسألني الآن عن الحب . ؟
قال : وصديقك اليوم منكسر ..أفسد المرض عليه حلمه .
قلت : ياصديقي لاشيء بعد انكسارك إلا... أنا .
ابتسم ابتسامة الحب , فالتمعت بأشعة من ضياء أشرقت في وجهه الحبيب فغلبت نظرة الموت في عينيه
وأعادت في لحظة حياة تجلت في صورة الحب
قال .هات يدك عل دفؤها يمنحني بعض أمل .
احتضنته واحتضنني وبقينا على حالنا وقتا نبكي بدمع حار ..الحياة, والصداقة, والقلم
لم أعرف كم مضى علينا ونحن معا.. كل ما أدركته أن أنفاسه تكاد تنقطع و أن قلبه يوشك أن يتوقف
و علمت حينها أنه الوداع الأخير