المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحولت سلوكات لاأخلاقية لعادات مألوفة..؟؟



Don't play with me
14-11-2011, 08:25 PM
كيف تحولت سلوكات لاأخلاقية لعادات مألوفة..؟؟




أنطلق من قولة للفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه" ثائرا على القيم العتيقة و البالية ( الحقائق أوهام نسينا أنها




كذلك ) مؤسسا لمشروعه الأكبر ;قلب القيم ; أي الانتقال من قيم الزهد و السلم و الانكماش..والتي كرسها




علماء اللاهوت و عززتها غريزة الانسان المتمثلة في حب البقاء,فأصبحت تمتلك طابع الحقيقة نظرا لاستعمالها المتكرر




..الى القول بقيم تخدم الحياة من ارادة القوة و الخلق الايمان بالحرب...لألتمس من هذه الانطلاقة الوسيلة للقول مباشرة




أن كثير من قيمنا المتوارثة و عاداتنا المعيشة هي في عمقها و بعدها الانساني تعاني من خلل خطير لسنا واعين به,لأنها




تتمثل في سلوكات عامة و جارية يحكمها منطق التكرار و النمطية و التقليد,تتجاوز استخدام ملكة العقل التي تميز بين




الخطأ و الصواب,وتمارس في غفلة و نسيان..فتحجب فيما ورائها مجموعة من النظم التي لايمكن لاي مجتمع أن يتقدم




بدونها وهي من قبيل المساواة و العدل و الاعتراف بالآخر....




_ أولادكم فتنة...._




المنهجية المتبعة في طرقنا التربوية و تنشئتنا الاجتماعية تقوم على نزعة ذاتية عاطفية من شأنها ازهاق القيم المنفتحة




و الكونية,و على سبيل المثال لا الحصرذلك الحياد الدائم للأبناء عند حدوث مشادات بينهم و بين آخرين,بدون أو




قبل معرفة الموضوع المشكل..ان مثل هذه ردود الفعل و هذا التحيز المبالغ فيه يعلم الأبناء الحكم بمنطلق غريزي




و عاطفي على اعتبار أن سلوكات المربيين تبرمج كتمثلات لاواعية تكون هي الكامنة وراء كثير من أفعالنا,كما أنها




تلقن استراتيجية لحل الوضعية المشكلة,و التي قد توظف تلقائيا في قضايا و مشاكل أكبر يكون أساس حلها هو




تضخم الأنا و عدم الاعتراف بحقوق الغير,فلا يعد من الخطأ ذلك الدفاع المهول عن المصالح الشخصية بطرق ملتوية




تفضي الى دهورة حقوق الآخر و تعطيل ميزان تكافؤ الفرص,مع العلم أن العقل الذي كرم به الانسان هو ملكة الشعور




بكرامة شخصه في غيره و كرامة غيره في شخصه..




_ الأنانية تعصب للذات.._




و لما كانت الأنانية هي التعصب للذات فحتما ستتفرع عنها عصبيات أخرى كالتعصب للدين أو العرق..و بالتالي لا




غرابة في نشأة التفرقة في صفوف البلدان العربية,فتلك النزعات لم تتمخض عن ارادات سياسية بقدرما تولدت عن




مكتسبات ثقافية اجتماعية تنبني على مفاهيم الطبقية و التراتبية و الانطوائية و غلق أبواب المساعدة..حتى اذا عانى




أحد ما من ذائقة مالية و كان مشكل سهل حله من آخر..ظل مع ذلك قائما و عسيرا يسقط صاحبه في غربة..




و يسقط قيم التضامن تحت نازلة "كلنا انسان"




_ كرة القدم و ملابساتها.._




هذه النازلة التي تضرب بجذورها على عرض الحائط في ظاهرة رياضية أكثر شيوعا و سخطا,تعبر عن نفسها في ذلك




التعصب المهول لفريق المنتخب أو فريق معين في كرة القدم,ليس عيبا أن نميل لفوزفريقنا المفضل,لكن بكل ذلك




الغضب و التعنف و دون الاحتكام لجودة اللعب و السخط على الفريق الآخر لمجرد أنه منافس..هنا تختفي الروح




الرياضية و المعايير الأخلاقية..الى أن هذه التعبيرات أصبحت جارية للأسف




_ الوجود الزائف.._




العجيب في الأمر أن هذا الآخر الذي يلقى الاقصاء و التهميش و النبذ..هو نفسه الذي نقبله و نتوحد به في




تفاعلات سلبية غير مجدية,يكون الهدف من ورائها التواري في قطيع بشري و التملص من الهم الوجودي,هنا




نستحضر فلسفة "مارتن هيدجر" الذي يعتبر أن الوجود مع الآخرين من مقومات الوجود الانساني,يبرز




فوق أرضية من الشعور الجماعي الأصيل,الا أن هذا الوجود لا يعني تنازل الانسان عن ذاتيته الخاصة على أنها واقعة




فردية لابد من أخذها على عاتقه و بالتالي الانغماس في الجمهور,فانسان العصر الحديث أصبح يعيش في حالة جماعية




زائفة,لأنه اتخذ من الوجود مع الآخرين ذريعة للتملص من تبعات وجوده الخاص,و صار مجرد موضوع ينطق بلسان




الآخرين وسط حياة جماعية مبتذلة تستحيل فيها "اللغة" الى "ثرثرة" و يتحول "حب الاستطلاع" الى




"فضول" فهبط بذاته الى مستوى الموضوع آملا وراء ذلك التهرب من حريته و التنصل من مسؤوليته و التخلص




من الشعور بالقلق..و الهروب من القلق هو في عمقه هروب من التفكير بالموت عبر الاشتغال بالأدوات




وتفاهات الحياة اليومية.




ان الذات الواعية هي التي تعرف كيف تعطي لكل شيء قيمته و كيف تتحمل تبعات وجودها...




_ نقاوم..و لا نعيش.._




ان هذا الوجود الأصيل الذي تحدث عنه هيدجر غائب عن بنيتنا الفكرية و النفسية,فتمثلنا لمصاعب الواقع




و لاكراهات و اشراطات الحياة وما تزرعه فينا من توترات و ارهاصات نفسية..يحملنا لمعادلة قاسية و هي أننا




نقاوم أكثر من ما نعيش بتلقائية,و المقاومة في علم النفس الاكلنيكي هي ذلك الميكانيزم الدفاعي و الاستراتيجيات




الذكية التي يتوخاها الجسد من أجل محاربة المرض و التوتر,أما على مستوى اللاشعور فهي الرغبة في تجنب الألم




و السعي وراء اللذة و المتعة,من هذين المنطلقين تأسست أشكال مختلفة للمقاومة في يومياتنا و عاداتنا,فمثلا في




الوقت الذي كان من المفروض أن تهولنا فيه التحولات العالمية العميقة من حروب و عمليات ارهابية و مجاعات




و كوارث طبيعية و أوبئة..فضلنا أن نتلقى هذه الفواجع بآلاف الفتيات اللواتي يتراقصن بخصورهن العارية على




الشاشات الفضائية التي ماعادت تحصى..الى أن داهمتنا هذه التحولات بشكل مباشر و أدركنا أنه لامفر من مواجهتها




مفتقدين مع ذلك للحيلة و الحكمة..لأن رواسبنا لا تسمح




_ و أخيرا...._




ان عدم التمحيص في كثير من مواقفنا الحياتية و ممارساتنا اليومية بدعوى المحاكاة و التبعية و بدعوى أنها مواقف




عامة يشترك فيها معظم أفراد المجتمع أو حتى بدافع ذاتي وجداني..من شأنه أن يحيل سلوكاتنا الى آلية ميكانيكية تفتقد




حتما للضمير و لمحفزات الابداع الخلاق و يؤسس لايديولوجيات فتاكة..فلنقف وقفات تأملية نقذية قصد التصالح




مع الذات و قصد بناء علاقات انسانية منظومتها الاحترام و المساواة و التعامل مع الذات كما الآخر كغاية و ليس




وسيلة...




واذا كنا نطالب باصلاحات شتى..فلنعلم قبلها أن الاصلاح ينطلق من اصلاح الذات أولا..هي عملية تتوجه




من الداخل الى الخارج..........

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
13-12-2011, 07:55 AM
عندك حق والله يا رمضان
لنا الله
تسلم ايدك