المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم والنخلة



Don't play with me
03-11-2010, 09:28 AM
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة على سيد المرسلين
سينا محمد وآلة آجمعين

عن ابن عمر رضي الله عنهما :
عن النبي صلى الله عليه و سلم ،

قال :
" إن من الشجر شجرة ، لا يسقط ورقها . وإنها مثل المسلم . حدثوني ما هي ؟ " . قال: فوقع الناس في شجر البوادي . قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : " هي النخلة " . رواه البخاري في صحيحه

كتاب العلم باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم .


ذكر ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة أوجه التشابه بين المسلم والنخلة التي شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم بها ،

أحببت أن أتحفكم بها .


قال رحمه الله : " تأمل هذه النخلة التي هي إحدى آيات الله تجد فيها من الآيات والعجائب ما يبهرك . وهي تشبه المؤمن من وجوه كثيرة .


أحدها : ثبات أصلها في الأرض ،واستقراره فيها ، وليست بمنزلة الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .


الثاني : طيب ثمرتها وحلاوتها وعموم المنفعة بها .

كذلك المؤمن طيبالكلام .
طيب العمل .
فيه المنفعة لنفسه ولغيره .


الثالث : دوام لباسها وزينتها ،
فلا يسقط عنها صيفا ، ولا شتاء .

كذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافي ربه تعالى .


الرابع : سهولة تناول ثمرتها ،وتيسره . أمَّا قصيرُها ، فلا يُحْوِجُ المتناولَ أن يرقاها .

وأما باسِقُها ،فصعوده سهل بالنسبة إلى صعود الشجر الطوال ، وغيرها ، فتراها كأنها قد هيئت منهاالمراقي والدرج إلى أعلاها .

وكذلك المؤمن خيره سهل قريب لمن رام تناوله لا بالغرِّ، ولا باللئيم .


الخامس : أن ثمرتها من أنفع ثمار العالم ، فإنه يؤكل رطبه فاكهة وحلاوة ، ويابسه يكون قُوْتًا وأُدُمًا وفاكهة ، ويتخذ منه الخلوالناطف والحلوى ، ويدخل في الأدوية ، والأشربة ، وعموم المنفعة به وبالعنب فوق كل الثمار .



الوجه السادس : أن النخلة أصبر الشجر على الرياح ، والجهدوغيرها من الدوح العظام . تميلها الريح تارة ، وتقلعها تارة ، وتقصف أفنانها . ولاصبر لكثير منها على العطش كصبر النخلة .

فكذلك المؤمن صبور على البلاء لا تزعزعه الرياح .


السابع : أن النخلة كلها منفعة ، لا يسقط منها شيءبغير منفعة . فثمرها منفعة ، وجذعها فيه من المنافع مالا يجهل ، للأبنية والسقوف ،وغير ذلك . وسعفها تسقف به البيوت مكان القصب ، ويستر به الفرج والخلل ، وخُوصُهايتخذ منه المكاتل ، والزَّنابِيل ، وأنواع الآنية ، والحُصُر ، وغيرها ، وليفهاوكربها فيه من المنافع ما هو معلوم عند الناس .


وقد طابق بعض الناس هذه المنافع ، وصفات المسلم وجعل لكل منفعة منها صفة في المسلم تقابلها .

فلما جاء إلىالشوك الذي في النخلة جعل بإزائه من المسلم صفة الحِدِّة على أعداء الله ،
وأهل الفجور ، فيكون عليهم في الشدة والغلظة بمنزلة الشوك ،

وللمؤمنين والمتقين بمنزلة الرُّطَب حَلاوة ولِينا : أشداء على الكفار رحماء بينهم .


الثامن : أنها كلماأطال عمرها . ازداد خيرها ، وجاد ثمرها ،

وكذلك المؤمن ، إذا طال عمره ازداد خيره ،وحسن عمله .


التاسع : أن قلبها من أطيب القلوب ، وأحلاه . وهذاأمر خُصَّت به دون سائر الشجر .

وكذلك قلب المؤمن من أطيب القلوب .



العاشر : أنها لا يتعطل نفعها بالكلية أبدا . بل إن تعطلت منها منفعة ،ففيها منافع أُخَر حتى لو تعطلت ثمارها سنة ، لكان للناس في سعفها وخوصها وليفهاوكربها منافع ،

وهكذا المؤمن لا يخلو عن شيء من خصال الخير قط . إن أجدب منه جانب من الخير ، أخصب منه جانب ، فلا يزال خيره مأمولا ، وشره مأمونا .

ورد في الترمذي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " خيركم من يرجى خيره ، ويؤمن شره ، وشركم من لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره "


والله تعالى أعلم



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر
انظر مفتاح دار السعادة ج 1 ص230
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
09-11-2010, 09:24 AM
تسلم يا رمضان

جزاك الله كل خير

وجعله فى ميزان حسناتك

Don't play with me
09-11-2010, 11:50 AM
شكراا لمرورك الغالى

نورتينى

Don't play with me
15-11-2010, 02:36 PM
شكراا لكى على المرورك الغالى