المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقص سكر الدم الحاد



ayoun elkamr
16-04-2012, 05:44 AM
يتميز نقص سكر الدم (Hypoglycemia) الحاد بمستويات منخفضة واضطراب في مستوى السكر في الدم (غلوكوز في الدم). بسبب احتياج كل انسجة الجسم، وخصوصا الدماغ للجلوكوز كمصدر طاقة اساسي، يشوش نقص سكر الدم النشاط السليم للدماغ. عند تواجد شخص ما بحالة نقص سكر الدم فانه يشعر بدوخة، صداع، تشويش في الرؤية، صعوبة في التركيز واعراض عصبية اخرى. اما في حالة انخفاض درجة السكر في الدم لمستويات اشد انخفاضا، فيحدث افراز هورموني لابينيفرين (Epinephrine) ونورابينيفرين (Norepinephrine)، تساعد هذه الهورمونات الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم. انه بسبب افراز الابينيفرين (Epinephrine) والنورابينفرين (Norepinephrine) للدورة الدموية ، تزداد الاعراض المميزة لنقص سكر الدم الحاد. قد يشعر المريض بقشعريرة، تعرق غزير (Diaphoresis)، زيادة في معدل نبضات القلب، قلق وجوع.
يحدث نقص سكر الدم الحاد، او كما يطلق عليه باللغة الانجليزية Hypoglycemia، بالاساس لدى مرضى السكري. وسط هؤلاء المرضى من الممكن ان يحدث نقص سكر الدم كنتيجة لاستهلاك مفرط لادوية مضادة للسكري (انسولين، Insulin) او بسبب تغيير النظام الغذائي والقيام بالرياضة. ان اتباع الشخص المعافى نظاما غذائيا صحيا، والقيام بنشاط رياضي يساعد على تقليل مستوى السكر، وفي المقابل يزيد الاكل من مستوى السكر، تحدث هذه الظاهرة بشكل اسرع لدى مرضى السكري الاكثر حساسية لمستوى السكر في الدم. ان نقص سكر الدم والاعراض المرافقة له، تكون اكثر شيوعا لدى الاشخاص المصابين بالسكري والخاضعين لعلاج بحقن الانسولين او ادوية تحفز البنكرياس على افراز الانسولين، مثل الادوية التابعة لعائلة السلفونيل يوريا (Sulphonylurea) او من مجموعة الميجليتينايدز (Meglitinides)، مثل، ريباجلينايد (Repaglinide).
ان الظروف الرئيسية المسببة لظهور نقص سكر الدم في العلاج بهذه الادوية، هو عدم الملاءمة بين وقت وجرعة العلاج الدوائي، كمية الطعام والنشاط الجسماني. يدخل الانسولين المعطى او المفرز من قبل الادوية، السكر للخلايا ويؤدي لانخفاض مستواه في الدم. يؤدي النشاط الرياضي ايضا لدخول السكر للخلايا ولانخفاض اضافي في مستوى السكر. اذا اضفنا لهذه الامور، ايضا، عدم الاكل الذي من شانه ان يمنع الانخفاض الحاد بمستوى السكر، عندها سيؤدي هذا لحدوث نقص سكر الدم وظهور الاعراض المميزة لهذه الحالة. ان التثقيف يهدف لمنع نقص سكر الدم عن طريق المراقبة الذاتية لمستوى السكر، ملاءمة جرعات الدواء للقيم التي يتم قياسها، للنشاط الرياضي المنجز، بالاضافة لكمية ونوع الطعام المستهلك، كل هذه الخطوات من شانها ان تمنع بشكل كبير اعراض نقص سكر في الدم، غير المريحة والتي قد تكون خطيرة ايضا.

الأسباب وعوامل الخطر

يبقى مستوى السكر في الدم بشكل عام، ضمن نطاق 80-120 ملغم/ديسيلتر، ولدى النساء من الممكن ان تكون هذه القيمة اقل بـ 15-20 ملغم واكثر. تظهر هذه الاعراض لدى الاشخاص الاصحاء، عند وصول قيم السكر في الدم لـ 40-50 ملغم/ديسيلتر، ولدى الاشخاص المصابين بالسكري قد تبدا بالظهور بقيم سكر اعلى وتصل 90-100 ملغم/ديسيلتر وما فوق- وفقا لوتيرة انخفاض السكر ومستوى السكر الاولي. كلما كان مستوى السكر الاولي اكثر ارتفاعا ووتيرة انخفاض السكر اسرع، تظهر اعراض انخفاض السكر بقيم اعلى. ينبع الشعور الاولي لانخفاض درجة السكر، من تفعيل جهاز الاعصاب اللا ارادي (المستقل – Autonomic) بكلتا ذراعيه، الودية (Sympathetic) واللا ودية (Parasympathetic). يتمثل النشاط المفرط لهذا الجهاز بالاعراض الاتية: التململ (Restlessness)، التعرق، الارتجاف، الجوع والخفقان (Palpitations).

ان تفعيل الجهاز العصبي المستقل عند انخفاض مستوى السكر، هو في الواقع الية دفاع للجسم، تهدف للانذار بان هنالك انخفاضا في مستوى السكر، وبالتالي تؤدي بالشخص المصاب بهذه الاعراض، لاكتشاف الامر والاكل، وبذلك يكبح حدوث انخفاض اضافي بمستوى السكر، ويعيد مستواه للقيمة السليمة.
اما في حال عدم اكتشاف الاعراض المستقلة، وعدم حدوث تصحيح للحالة عن طريق الاكل او تناول السكر، فسيستمر مستوى السكر في الدم بالانخفاض، وستظهر اعراض وعلامات مركزية (اعتلال عصبي بنقص السكر –Neuroglycopenic) ناجمة عن نقص السكر في خلايا الدماغ. تشمل هذه الاعراض واحدا او اكثر مما يلي: صداع، ارتباكا(Confusion)، نعاسا، اضطرابا في القدرة على الكلام، تشوشا بالرؤية، سلوكا غريبا او عنيفا، انخفاضا بدرجة الوعي، نوبات صرع (Seizures)، اعراض حادثة وعائية دماغية، مع ضعف او شلل في جزء من الجسم، وفي النهاية غيبوبة (Coma).
بعد ان يتم تفعيل الجهاز المستقل كرد فعل على انخفاض السكر في الدم، يفرز الجسم هورمونات اضافية، الاساسي بينها هو الغلوكاغون (Glucagon) وهورمونات اخرى، وهي الكورتيزول(Cortisol) وهورمون النمو (Growth hormone). تؤدي هذه الهورمونات، لتحليل مخازن السكر في الكبد والعضلات، ولاطلاق السكر من هذه المخازن للدم، تمنع دخول كميات اضافية من السكر للخلايا، كما وتشغل وتحث انتاج السكر من قبل الكبد من مواد خام، تصل اليه من العضلات والدهون (الاحماض الامينية الناجمة عن تحليل العضلات، والغليسيرول (Glycerol) الناتج عن تحليل الخلايا الدهنية). اما في حال وجود خلل في افراز هذه الهورمونات المدافعة، او عند عدم التجاوب بالاكل مع الانذار المعطى بواسطة الاعراض المستقلة، فعندها قد تظهر الاعراض المركزية لنقص سكر الدم.
من هنا، نرى ان العلاج الاكثر نجاعة لنقص سكر الدم، هو تناول سكر فورا عند ظهور الاعراض المستقلة. 15-20 غراما من الجلوكوز (السكر) المتوفر، ستؤدي لارتفاع مستوى السكر في الدم وعودته للاتجاه السليم. هذه الكمية من السكر تتواجد في 3-4 ملاعق صغيرة من السكر، في نصف كاس عصير طبيعي، كاس كولا، ملعقتين من الزبيب وملعقة واحدة من العسل. اذا لم يكن الشخص المصاب بنقص سكر الدم بحالة وعي كاملة، يجب اعطاء الغلوكاغون عن طريق الحقن او اعطاء محلول جلوكوز مركز عن طريق الوريد (من قبل طاقم طبي).
تشمل اسباب حدوث نقص سكر الدم في الاشخاص غير المصابين بالسكري، امراضا تمنع افراز الهورمونات المحفزة لانتاج واطلاق السكر للدم، مثل مرض اديسون (Addison's disease) الذي يضر بانتاج الكورتيزول (Cortisol)، اصابة الغدة النخامية (Pituitary gland)، الامر الذي يمنع هو الاخر افراز الكورتيزول، واصابة البنكرياس، مثل التهاب البنكرياس او اورام في البنكرياس، مما يؤدي لاعاقة افراز الغلوكاغون؛. سوء تغذية خطير، بحيث لا تكون هناك حجارة بناء اساسية لانتاج السكر، فرط استهلاك الكحول الذي يمنع انتاج السكر في الكبد، امراض في الكبد، مثل التهاب الكبد الفيروسي او اورام في الكبد تمنع هي الاخرى انتاج وافراز السكر من الكبد، وبالتالي تتيح حدوث نقص سكر الدم. في حالات نادرة تتطور اورام مفرزة للانسولين في البنكرياس (اورام انسولينية/ جزيرية –Insulinoma) والتي تؤدي لنقص سكر الدم. في هذه الحالة يكون العلاج باستئصال الورم.

rwana
16-04-2012, 10:54 PM
تسلمى على مواضيعك