المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب و التقبل، وما لا يمكنك تقبله



ayoun elkamr
05-05-2012, 06:22 AM
الحب عند الإغريق، أسموه إيروس (اله الحب)، ووصفه أفلاطون بأنه ما يرتقى بالنفس إلى جوهر الجمال المتجسد في كل الأشياء، أن نحب
يعنى أن نرى الجمال في كل الموجودات ليس فقط في من نحب، التقبل إذن بديهي في الحب، نتقبل الآخر كما هو، نرى عيوبه و ندركها ثم لا
ننقد أو نقوم بإصدار الأحكام و لا نحاول تغييره. نراه فقط مختلف، و متميز، و مكتمل بنقصه. و لكن هل يعنى ذلك تقبل أي شيء حتى
الإساءة؟ و هل يعنى ألا نفعل شيئاً مطلقاً؟ ربما يتصور البعض أن التقبل يعنى عدم التصرف حيال أمر ما حتى و إن تجاوز حدود الاختلاف إلى

الإساءة، أو عدم محاولة تغييره، و هذا فهم خاطىء، بل يعنى أن نتقبله أولاً ثم نستجيب له من منطلق الحب، بلطف، و عطف،و حكمة. لحظياً
يمكنك تقبل ما يحدث أيا كان( لأنه يحدث بالفعل)، ثم بعد ذلك يمكنك التعامل بحب، بإدراك لا بانفعال. فلا تدفعنا الإنفعالات اللحظية إلا إلى
العنف و المشاعر السلبية، بينما يحركنا الحب دائماً فى الإتجاه الصحيح بلطف و حكمة و إدراك حقيقى للموقف ربما يفوتنا إدراكه إذا إنسقنا
وراء انفعالاتنا اللحظية. نتقبل أيا ما يحدث بإدراك ووعى، نستجيب بحب، و لا نسمح أبداً لإنفعالاتنا أن أن تقودنا بعيداً عنه إلى العنف أو
المشاعر السلبية، ثم تأتى العلامة الفارقة؛ لا نسمح للموقف بالإستمرار أبداً . إن الإنفعال اللحظى تجاه أى موقف سلبى يقودنا آلياً إلى
طريقين من الإستجابة، كلاهما خاطىء: يمكننا أن نغضب، نبدأ فى إصدار الأحكام على الآخر، ننقده، أو ربما نحاول رد الإساءة. أو يمكننا
بطريقة أخرى أن نشعر بعدم الإستحقاق أو الجدارة، نرسم لأنفسنا صورة الضحية، ثم نسمح بتكرار الإساءة، و يتعمق فينا الإحساس بإنعدام
القيمة أو الإزدراء. بل ربما نتوقع الإساءة من الآخر. التقبل هو اختيار طريق الحب، فإذا كانت الإساءة هى الطريق الذى يسلكه الآخر فى
العلاقة بينكما، فالتقبل يعنى أن تتقبلى مايحدث، ثم تتقبلى أيضاً أنك لا ترضين به، و لا يمكنك تقبل إستمراره، و لن تسمحى أبداً أن تتعرضى
للإساءة. ثم تمنحى لنفسك الحق فى الإبتعاد و إختيار الحب و لو بعيداً عن الشريك، الحب هو الإتجاه الصحيح دائماً، و هو يعنى أن تحبى
نفسك أولاً و لا ترضى أبداً أن تتعرضي للإساءة. إن عدم تقبل السلوك المسىء لا يعنى عدم تقبل الشخص نفسه، بل هو فى صالحه أيضاً،
لأنه لابد يدرك تأثير الإساءة على الآخرين، و عدم تقبلهم لها. تماماً كما نعاقب الأطفال بإلتزام غرفهم إذا اساءوا التصرف، نفعل ذلك لإيصال
رسالة: ” أحبك و أتقبلك، و لكنى لا أتقبل سلوكك المسىءنبتعد عنهم قليلاً، لنقول لا للإساءة و نعم للحب.