المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكثير من الحب يؤدي إلى الإدمان



ayoun elkamr
30-07-2012, 06:18 AM
الفروق بين نفسية الرجل والمرأة عديدة، فالنساء مثلا يربطن علاقتهن بالزوج بالحب والجنس، لذلك فإن أكثر الإشكالات التي تنشأ في الحياة الزوجية تكمن في ما يطلق عليه تسمية (الإدمان العاطفي)المختصون النفسيون يرون أن هذا الأمر يتعلق بالنساء أكثر من الرجال محذرين من أن هذا الأمر يمكن أن يعكر الحياة الزوجية.
أما أسباب نشوء الإدمان العاطفي فعديدة، غير ان أساسها يكمن في طريقة التعاطي مع العواطف بين الطرفين. ويرى بعض الأطباء النفسيين بأن النساء يلحقن بسرعة جداً بزملائهن في مجال العمل والإرتقاء الوظيفي ويصبحن ناجحات ويحققن الإكتفاء الذاتي، غير أنهن يتخلفن عن الرجال في مسألة أساسية وهي طريقة التعاطي مع العواطف.


وهذه المسألة تجعل منهن شخصيات منقسمة على نفسها، فأمام الناس وفي المجتمع يظهرن مبتسمات وسعيدات لذلك يحظين بالتقدير والإعتراف، غير أنهن بعد أن يغلقن أبواب منازلهن عليهن يصبحن حساسات وغيورات ومشككات, لغة العواطف وعلى خلاف تعاملهن مع الناس في محيطهن الإجتماعي والمهني، حيث يحكمن على الأمور وفق المنطق ويسعين إلى التصرف العقلاني، فإنهن في التواصل مع الشريك الحياتي لا يسيطرن على الوضع ويتكلمن في أغلب الأحيان بلغة العواطف بشكل قوي.
ففي الوقت الذي تكون فيه المرأة بين زملائها وأصدقائها مرحة ضاحكة وواثقة بنفسها، قد تكون في حياتها الشخصية في المنزل باكية وشخصية تابعة عاطفياً. وتظهر علائم التبعية أو الإدمان العاطفي من خلال أشكال مختلفة، لكنها ترتبط دائما بقلة وجود الإهتمامات الشخصية وعدم الثقة بشريك الحياة، إنطلاقاً من عدم الثقة بالنفس والخوف من أن يجد الرجل امرأة أخرى.
شك وإبتزاز مثل هذا النوع من النساء يراقبن عادة أزواجهن، ويحرصن على التنصت على مكالماتهم أو البحث في دفاتر هواتفهم وبرامج أعمالهم ومع من يلتقون ويقابلون، كما يحاولن التلاعب برجالهن وابتزازهم عاطفيا. غير أن المشكلة هنا تكمن في أن جميع هذه التصرفات تسعى إلى هدف واحد، هو الرغبة بالعثور على الضمان الذي يؤكد لهن أنهن يشكلن الإهتمام الرئيسي في حياة رجالهن، ما يعني عملياً أنهن يردن إحتكارهم لأنفسهن.
ويرى الاختصاصيون النفسيون بأن الإدمان العاطفي يمكن مقارنته من حيث شدته بالإدمان على التدخين أو الكحول أو المخدرات، لأنه يحد من حرية الشخص ويقيده ويؤثر سلباً على حياته، أما المظهر الأساسي للإدمان على الآخر فيكمن في عدم الرضا عن الحياة الخاصة، وبالتالي البحث عن حل لذلك من خلال تحويل الرجل إلى المحور الرئيسي لها, نهاية محزنة وهناك العديد من الحالات التي كان فيها هذا الإدمان السبب في إفتراق الكثير من الأزواج، لأن الرجل لم يعد يستطيع تحمل الشكوك المستمرة به والإتهامات الموجهة إليه ومحاسبته وهجمات الغيرة التي يشهدها من جهة شريكته.
وتقوم المرأة المدمنة عاطفياً في الحالات الأفضل بالشك بشريكها، وبدلاً من الإهتمام بهواياتها وإهتماماتها، تصر على مشاركة زوجها إهتماماته على الرغم من أنها تكون مختلفة تماماً عن رغباتها وأمنياتها, إن أغلب النساء يتخلين خلال الحياة الزوجية عن صديقاتهن ويتوقفن عن ممارسة هواياتهن، وبدلاً من ذلك يقبلن بأصدقاء وهوايات أزواجهن، الأمر الذي يحدث في اغلب الأحيان بشكل عفوي وتدريجي وغير لافت.
غير أن هذا الأمر يمكن أن ينتهي بأزمة كبيرة لأن الرجل يصبح في هذه الحالة موضع متابعة مكثفة من قبل زوجته، وبالتالي يتعمق لديها الإدمان العاطفي الذي يخلق عدة مشاكل لاحقاً. وتصبح المشكلة أكبر عندما يقرر الرجل التوقف عن تحمل هذه المعاناة وترك الحياة المشتركة، لأن المرأة تشعر وقتها بنوع من اليأس وفقدان الأمل، لهذا تعمد إلى الإبتزاز العاطفي بمختلف أشكاله، وتصبح وحيدة بحزنها ويأسها لأنها لا تجد أصدقاء لها يساندونها في محنتها، بعد أن ابتعدت عنهم أثناء الحياة الزوجية.


الخروج من المأزق وهناك الكثير من الطرق التي تساعد المرأة على تجنب نشوء حالة الإدمان العاطفي، وأهمها توافر الإهتمامات والهوايات لديها، فالسبب الأكثر شيوعا للإدمان العاطفي هو فقدان ما يملأ وقت الفراغ وقلة الأصدقاء، وبالتالي إذا أرادت المرأة أن لا تصبح مدمنة عاطفياً يتعيّن عليها أن تطور إهتماماتها وهواياتها، وأن تجد دائماً الوقت الكافي لنفسها لتحقيق ذلك، كما يتعيّن عليها على الدوام أن لا تتخلى عن معارفها وصديقاتها، بل على العكس عليها أن تشارك في مختلف الفعاليات والنشاطات التي كانت تحبها في الماضي، أي قبل زواجها. ومن الحلول العملية المفيدة أيضا لمنع نشوء الإدمان العاطفي الإلتحاق بدورات مختلفة لا تؤمن لها فقط ملء الفراغ، إنما تمنحها أيضا الفرصة لعقد صداقات وكسب معارف جدد، لأن هذا يساعدها في تحقيق ذاتها وتطويرها.