المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يشم الطفل الرضيع



ayoun elkamr
24-08-2012, 12:34 AM
إن المؤشرات البصرية التي تسيطر على عالم الراشدين هي من الوفرة والسعة بحيث لا يبقى للروائح دور أصغر تؤديه في حياتهم اليومية, إننا نتفاعل بقوة مع أريج العطر الثمين، ومع نتانة الطعام الفاسد، أو مع رائحة الأشياء المحروقة، غير أن هذا ليس سوى ردود فعل منتظمة, إننا نميز تماماً وفي معظم الوقت، روائح الوسط المحيط بنا.
وترانا نتيه إذا ما أغمضنا، ولكن يمكننا العيش عيشاً عادياً دون عناء كبير إذا ما حرمنا من الشم, هذا بالنسبة لنا نحن الكبار, ولكن من الصعب أن نعرف بدقة مدى حساسية الطفل الوليد إزاء الوسط المحيط.


لقد أظهرت اختبارات مختلفة أنه قادر على التفاعل مع روائح مواد معينة مثل اليانسون ،وحمض الخليك (الإيثانويك), و أنف الرضيعهو عضو ناشط منذ الأسابيع الأولى من الحياة, وعدا من راوئح المستحضرات والمنتجات الكاوية، يتفاعل الوليد مع رائحة واحدة على الأقل، هي رائحة جسم أمه, ووفقاً للمعطيات المستخلصة من خلال الملاحظات الدقيقة، فإن الرضيع قادر على أن يميز رائحة ثدي أمه عن رائحة أثداء النساء الأخريات.
في الواقع، يعتاد الوليد سريعاً جداً على لفت رأسه نحو ثدي أمه عند اقترابه, و بتجربة إذا بللنا قطعتي قطن, الأولى بحليب الأم و الأخرى برائحة ثانية و قربناهما من الرضيع فإن الحركة الرأسية غالباً ما تكون نحو قطعة القطن التي مسح بها ثدي الأم، ولا يبديالرضيع إلا القليل من الاهتمام بقطعة القطن الأخرى أو أية قطعة لم تبلل بأية رائحة.
تشير هذه القدرة على تمييز رائحة الأم إلا أي مدى هو الطفل محمي من الجوع, إ ن بوسع الرضيع الالتفات،حتى في الظلام، إلى منبع غذائه، تنبيه أمه إلى رغبته في أن يرضعو ويمكنه ،في هذا المضمار على الأقل، أن يكون أكثر حساسية وانتقائية من الراشد، رغم أن بعض الاختبارات الحديثة قد أظهرت أننا نستخدم أنوفنا على نحو أبرز مما نظن، وبالأخص على صعيد الروائح الشخصية.
يتعلم الوليد سريعاً جداً تمييز رائحة أمه, عندما لا يكون هنالك حاجز صنعي بين الأم والطفل، عند الولادة مباشرة ،فإن خمساً وأربعين ساعة كافية كي يميز الوليد أمه عن النساء الأخريات،بالرائحة, والأغرب من ذلك أن لدى الأمهات القدرة نفسها, فإذا ما بقيت الأم على تماس وثيق مع صغيرها خلال نصف الساعة الأولى التي تعقب الولادة،فإنها ستغدو قادرة على تمييز وليدها بالرائحة بعد ست ساعات لاحقة.

إن حاسة الشم لدى الطفل الرضيع هي من القوة، بحيث إن الخدج قادرون على تمييز روائح عدة مواد, ويبدو الشم من بين حواسنا الخمس, أنه الأبكر نضجاً، و الأكثر استمرارية، رغم الشيخوخة, وربما كان ذلك لأنه الأقدم و الأكثر بدائية بينهما جميعاً.
عندما تلد القطة صغارها، يغدو لكل واحد منها ثديه الخاص به عند الرضاعة، يعود إليه تحديداً كلما تمددت الأم قرب الصغار،عارضة حضنها للرضاعة فلا يكون هناك صخب ولا جلبة، لأن كل صغير يحصل على مكانه المفضل, وتكرر صغار القطة سلوكها هذا بالرائحة،كما لو أن لكل ثدي من أثداء القطة رائحة مميزة.
وبما أن هذا غير محتمل، فقد أظهرت اختبارات بسيطة أن الروائح المختلفة تأتي من خلال الرضعات السابقة بعبارة أخرى،لا تفرز أثداء القطة تشكيلة من الروائح،لكن القط الصغير، عندما يرضع يترك رائحته الخاصة به على الثدي وهذا الأثر هو الذي يتيح له أن يميز ذك الثدي الذي يخصه.
قد يكون الأمر متعلقاً بظاهرة مشابهة عند صغير الإنسان،حيث يترك الوليد بصمته الشخصية على ثدي أمهوهكذا يفعل الأطفال فيما يتعلق بالقطائف والمناديل و الألعاب الناعمة، التي يفضلونها يحبون لمسها،و جرها و ضمها, لذلك سرعان ما يكتشف الأهل أن صغارهم قد تخلوا عن تلك الدمى والألعاب الآلية، التي لا تتشبع بروائحهم،بعد أن اشتروها لهم بمختلف الأثمان.

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
28-08-2012, 07:44 PM
سبحان الله
تسلم ايدك يا رورو