المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطود العظيم في نجاة موسى الكليم وهلاك فرعون اللئيم



ayoun elkamr
17-09-2012, 06:24 AM
لما تمادى قبط مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم الطاغية فرعون ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران - عليه السلام - وأقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحير العقول وهم مع ذلك لا يرعوون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون.
لقد تمادى فرعون في سطوته وجبروته وكفره وطغيانه يفتن قومه عن الدين الحق قال الله - تعالى -مخبرا عن فرعون وكفى بالله شهيداً (وإن فرعون لعال في الأرض) أي جبار عنيد مستعل بغير الحق (وإنه لمن المسرفين) أي في جميع أموره وشئونه وأحواله.
ولم بلغ به الأمر مبلغه حتى اعتبر نفسه إلاهاً معبوداً، وهنا لما يبلغ الكفر مبلغه والطغيان منتهاه ويظن الرسل يأتيهم نصر الله، ولقد كانت أول معالم ذلك النصر اجتماع موسى - عليه السلام - بأتباعه يوصيهم ويثبتهم ويرشدهم، ويربطهم بفاطر الأرض والسماء (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) ويأتي الجواب مطمئنا ً لموسى - عليه السلام - ممن تربوا في هذه المدرسة النبوية فقالوا (على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) أمرهم بالتوكل على الله والاستعانة به والالتجاء إليه فأتمروا بذلك فجعل الله لهم مما كانوا فيه فرجا ومخرجا.