المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرح جزء من الشريعة واللهو المباح جزء من طبيعة الحياة الكاتب: الإسلام



ayoun elkamr
03-10-2012, 04:06 PM
البهجة لا تتوقف على الأطفال والنبي كان يلتقط السعادة من كل معنى
- على الإنسان أن يفرح كطفل ولا يكثر الحسابات التي تغتال لحظاته الجميلة
- درب نفسك على أن تفرح للآخرين حتى وإن لم يطاوعك قلبك في البداية
- على الإسلاميين تفعيل مبدأ المشاركة والمسئولية أكبر من أن يتحملها فصيل واحد
- النفس المرحة بطبيعتها تعزز التقارب.. والحب أساس التواصل
- الاحتفال بعيد الميلاد أو الزواج لا يدخل في الإطار المرفوض أو التشبه المذموم
- التشبه المذموم هو المتعلق بمحاكاة الآخرين أما أعياد الفرح فهو سلوك الفردي
- الإسلام لم ينف من عادات الجاهلية إلا ما تعارض مع الشريعة
- على المغتربين تسويق أعيادنا الإسلامية ليعلموا أن في ديننا فسحة
أوضح الدكتور سلمان فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن البهجة والإحساس بالفرحة والمتعة، جزء من طبيعته الإنسان عند الكبير والصغير بشكل واضح، إلا أن الكبار يتخفون منها ويحاولون كتمانها، مرجعا ذلك إلى خلل في الثقافة، أو خلل في فهم الدين ذاته.
وخلال حلقة اليوم والتي جاءت بعنوان "ساعة وساعة"، أكد د. العودة أن النبي -صلى الله عليه وسلم كان يهتبل تلك الساعة التي تستعيد فيها الروح وهجها وإشراقها وفرحتها وتلتقط السعادة من أي معنى؛ مشيرا إلى مزاحه ـ صلى الله عليه وسلم، مثلما جاءته امرأة تسأله عن زوجها، فقال: أهو الذي في عينه بياض؟ فكأنها ارتاعت، فقال: كل إنسان في عينه بياض، أو تلك المرأة الأخرى التي سألت أن تدخل الجنة، فقال: إن الجنة لا يدخلها عجوز، وتلا قوله تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ).
ولفت إلى قول جرير: (مَا حَجَبَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلاَ رَآنِى إِلاَّ تَبَسَّمَ فِى وَجْهِى)، بينما تجد البعض يعتبرون أن كثرة التبسم دليل على اهتزاز شخصية الإنسان أو نقص في ثقله وفي تفكيره وعقله مثلاً.



البهجة والشريعة




وأضاف، أن الشريعة جاءت بمخاطبة الكينونة الإنسانية، ولذلك جعل الله تعالى الفرح جزءاً من شريعتنا، كالفرح بالأعياد؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى، وكذلك الفرح بالمناسبات؛ الفرح بالمولود الجديد، الفرح بالختان، الفرح بالزواج.، حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « يَا عَائِشَةُ مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ»، واقترح عليها بعض الأبيات أن تقولها:



أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم





ولولا الحبة السوداء ما جئنا لواديكم





ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم




وكأنما كان ـ صلى الله عهليه وسلم ـ يلقنها نمطاً من الكلام الجميل والعذب المناسب.



لهو مباح




ولفت فضيلته إلى أن في قول الله سبحانه: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً) دليل على أن اللهو المباح هو جزء من طبيعة الحياة ومن الاحتياج البشري كما هو الحال بالنسبة للتجارة أو المال الذي يحبه الإنسان ولا تقوم الحياة البشرية إلا به.
وشدد على خطورة البرمجة السلبية التي تعكس قناعة داخلية لدى الإنسان بالفشل تتحول مع الوقت إلى عادة.



الفرح للآخرين




وأضاف د. العودة أن على الإنسان أن يفرح كطفل، ولا يكثر الحسابات التي من شأنها أن تغتال هذه اللحظة الجميلة، وأن يعوّد الإنسان نفسه على استقبال الفرحة والتفاعل معها في لحظتها أياً كانت، بحيث يفرح الإنسان بسيارة جديدة، بعمل جديد، بترقية، بمولود جديد، بزواج له أو لأصدقائه أو لمن يحب، ويفرح للآخرين وهذا بُعد أكثر من رائع"، مشيرا إلى ضرورة أن تكون "قلوبنا واسعة ونفرح للآخرين بخير حصلوه أو بشفاء أو بعافية أو ببيت جديد سكنوا فيه، أو بتوفيق، أو بنجاح معين النجاح لأن النجاح ليس خسارة عليك، ولا تعتقد أن هذا النجاح مأخوذ من كيسك بحيث يقلقك ويحزنك أن ينجح الآخرون، بارك نجاحهم، وادع لهم، وأرسل لهم التهنئة، حتى وإذا لم يجد الإنسان قلبه يساعده فإن التجربة والاستمرار سيعوده على الفرح للآخرين".
وأضاف أنه على الإنسان أن يتعاطى مع أي ظروف بشكل إيجابي وأن يقرأ وجهها الطيب المشرق، يكفي أنها من عند الله، ويكفي أن الله تعالى هو خالق وصانع ومبدع هذه الأشياء، وهو كاتبها ومقدرها.



متعة العقل




وأشار د. العودة إلى أن متعة العقل والفكر والعلم والاكتشاف لا تقل عن أي متعة أخرى، بحيث يستمتع بالقراءة ويستمتع بجمع المعلومات، ويستمتع بتقديمها للشباب، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يكرر نفسه أو يقدم مادة مستهلكة.
وأضاف: "تعودت أن أقرأ قراءة سريعة للكتب والأبحاث وأسجل فوائدها، وإذا شعرت بالملل أهدأ ثم أعود مرة أخرى"، مشيراً إلى أنه وبعد كل حلقة نشعر بقدر ما نحن سعداء بما قدمناه وما عملناه إلا أننا حزينون أيضاً لأشياء كثيرة جداً قد نكون أغفلناها".



العادات السبع




وحول كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"، لـ"ستيفن ر.كوفي"، والذي وزع أكثر من 15 مليون نسخة أشاد د. العودة به معتبرا أنه مفيد جدا، وفيه العادات السبعة المعروفة منها عملية -مثلاً- مراعاة الأولويات، التواصل، التعاون، شحذ المنشار كما يسميه، ابدأ والغاية في ذهنك، المبادرة.. إلى آخره.
وأوضح أن ستيفن كوفي أستاذ جامعي ينتمي لطائفة "المورمون" المتشددة، والتي حتى مجرد الشاي والقهوة لا تتناوله، لافتا إلى أن الغريم الأمريكي لأوباما المرشح الآخر للجمهوريين "مت رومني" ينتمي لهذه الطائفة.



صعود الإسلاميين




وأبدى د. العودة تعجبه من استنكار الكثيرين في الوطن ـ أعقاب الثورات والتحولات في تونس وفي ليبيا وفي مصر وفي اليمن وفي الشام ـ من بروز القوى الإسلامية، بينما الفكرة موجودة عالميا حتى في الكيان الصهيوني الذي تتزايد بداخله نسب التيارات والطوائف الدينية.
وأشار في الوقت ذاته إلى ضرورة أن يراعي الإسلاميون المرحلة التي يعيشونها، لأنهم في نظر الكثير من الناس رمز للإسلام، والواقع أنه لا أحد يمثل الإسلام إلا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قوله وفعله تشريع وهو مبلغ عن ربه -عز وجل- أو الإجماع القطعي من الأمة.



وعي التجربة




وأشار إلى ضرورة أن يكون هذا الأمر واضحاً للناس، كما أن على الإسلاميين أن يدركوا أن الشعوب ربما تختارهم بفارق بسيط أو تختارهم لاعتبارات معينة لأنها بين خيارين في نظر البعض لابد من أحدهما، وإلا ربما أكثر الناس لهم رأي آخر، وبالتالي فعلينا إدراك أن القصة تتطلب احترام إرادة هذه الشعوب، والممارسة الواقعية العاقلة البعيدة عن المبالغة.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك مشاركة حقيقية وصادقة للجميع في حمل الهمّ والتبعات وفي تحمل الإخفاق أيضاً؛ إضافة إلى ضرورة أن يعي الإسلاميون أنهم كانوا - يوماً من الأيام ـ معارضة وكانوا يحتجون على إقصائهم مما يحتم بقبولهم وجود معارضة، قد تنجح و تستقطب الناس وقد تقوم بتجمعات مليونية ضدهم.



متعة الإنجاز




وأشار إلى أن الاستمتاع بالإنجاز يمنح الإنسان بهجة كفرحة الطفل حينما يأتي بشهادته من المدرسة، فضلاً عن الفرح بالمعرفة لأن الإنسان يشعر بنمو عقله باكتشاف الجديد مما يضفي على الحياة الإنسانية جمالية وتجددا.
وقال: "حينما يكون لدي مشروع معين يشجعني على العكوف على القراءة، كبرنامج أو كتاب أو مقال أو محاضرة أو شيء من هذا القبيل فإنني أنقطعه له بعيدا عن أي متع أخرى، غير أني أستمتع في النهاية بالإنجاز ذاته، كوني أنهيت الكتاب أو لخصته أو قرأت مجموعة من الكتب".



التواصل




واعتبر د. العودة أن النفس المرحة بطبيعتها تعزز التقارب بين الناس وحتى داخل الأسرة الواحدة، إضافة إلى الحب ذاته والذي يعتبره الكثيرون تافها على الرغم أنه معنى عظيم إذا استظل بظل شريعة الله وبالحلال بعيداً عما حرم الله.
وقال: "التواصل قبل أن يكون تواصلاً بالأجساد هو تواصل بالنفوس والأرواح، مشيرا إلى أن الزوجين -مثلاً- قد يمضون ثلاثين أربعين سنة دون أن يفهموا بعضهم البعض بشكل جيد".
ولفت د. العودة إلى أن هناك حركات نسوية -مثلاً- في الولايات المتحدة وفي غيرها من بلاد العالم تسعى لتحويل العلاقة بين الرجل والمرأة إلى قدر كبير من الاضطراب والصراعية والتنافس على المواقع حتى داخل الأسرة.
وأضاف أن البعض يريد أن يصور المرأة كما لو كانت لغزا يستعصي على الحل وهو بلا شك مبالغة لأن الرجل يريد المرأة كأنها صورة طبق الأصل عن ذاته، مشيرا إلى أن الجمال يكمن في التنوع ، ولذلك فإن الله ـ سبحانه ـ امتن علينا بأن جعل لنا من أنفسنا أزواجاً (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، وفي الوقت ذاته تحدث عن السموات والأرض والمخلوقات وما فيها من تنوع ، ولذلك أحياناً إذا اجتمعت الجماليات كلها كان منظراً في غاية البهجة، وكما يسميه البعض "بانوراما"لما فيه من شمولية وعمومية تعكس بهجة العين، وبهجة الأذن، وبهجة القلب، وبهجة الحس، وبهجة العقل.



أعياد الميلاد




وحول قضية عيد الميلاد والأعياد الأخرى كالزواج وغيره رأى د. العودة أنها ليست أعيادا بالمعنى المذموم؛ لأن عيد الميلاد مثلا يخص هذا الطفل بالتحديد، والمناسبة ليست أكثر من أن يجمع أصدقاءه و قرابته، دون أي شعائر دينية إضافة إلى أنها ليست يوما محددا كالأيام الوطنية التي يحتفل بها الجميع.
ونفى فضيلته أن يكون فيها نوعا من التشبه المذموم لأن معظم العادات هي عادات شائعة بين الشعوب كلها جميعاً، وحتى قبل الإسلام كانت هناك عادات للعرب وأخرى انتقلت إليهم من ثقافات أخرى كالحبشة، والشام، والفرس، وعادات من مصر، وحينما جاء الإسلام لم ينف من هذه العادات إلا ما تعارض مع الشريعة بمعنى ن الإسلام أقر الكثير منها.



ليس تشبها




واعتبر أن التشبه المذموم والمنهي عنه هو التشبه بخصائص الأقوام، والتي بمجرد رؤيتها تدل على أنه من هؤلاء القوم لأنه يحاكيهم أو يقلدهم، أما مسائل الفرح كالاحتفال بأعياد الزواج أو غيرها تدخل ضمن السلوك الفردي الذي ليس فيه معنى من معاني التعبد، حتى ننظر إلى أنه ممنوع أو بدعة، لأن البدعة تكون في الشريعة وهذه أمور عادية دنيوية تماماً، بل حتى في الأمور التعبدية أحياناً حينما يتعود الناس أن يسمعوا حديثاً مرتباً بعد صلاة العصر أو يسمعوا حديثاً مرتباً في أدبار الصلوات، في رمضان أو غيره بشكل منتظم لا تتضمن معنى البدعة؛ لأن الناس لم يقصدوا بها إحداث شيء لم يأذن به الشرع، وإنما هو مجرد وعظ أو تذكير أو ما أشبه ذلك من المعاني الحسنة، فضلاً عن أن الأمور المباحة الدنيوية العادية البحتة الأصل فيها الإذن، والذي يقول بالمنع هو الذي يلزمه الدليل.



مشاركة البهجة




وأضاف أن معنى الفرح يكتمل بإشراك الآخرين لأنه لا معنى لفرح والسائق ـ مثلا ـ الموجود في المنزل يعيش بغرفته كئيباً حزينا، كما هو الأمر بالنسبة للخادمة، والأطفال أيضا، مشيرا إلى أن الأطفال الصغار ينبغي أن يكونوا جزءاً من الفرحة بل هم الفرحة؛ أن يلبس الأطفال جميلاً، أن يتزينوا، أن يكون عندهم ـ مثلا ـ بالونات وألعاب وحلوى، أو ما يسمونه بـ"العيدية".



بهجة المغتربين




وأشار د. العودة إلى أن بهجة المغتربين تكون بالتواصل فيما بينهم، وكثير من الطلبة المبتعثين لهم أماكن تجمع ، بل وعلى العكس هو من شأنه أن يعرف أهل البلاد الأصليين بعادات الفرح كأعيادنا الإسلامية، وتواصلنا وتراحمنا، والناس هناك بطبيعتهم يحبون الاستكشاف، إضافة إلى أهمية توصيل عاداتنا الإسلامية ليعلموا أن في ديننا فسحة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما ترك عائشة تشاهد الحبشة وهم يلعبون في المسجد قال: « لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِى دِينِنَا فُسْحَةً ».



العيد وتجربة السجن




وردا على سؤال حول مشاعر العيد خلال تجربة السجن، قال د. العودة "هي أعياد وآلام في نفس الوقت بمعنى أن الإنسان فيها ليس قادراً على مشاركة الآخرين في الفرح أو الحزن، فإذا حمّل النفس احتملت ، وكثير ما يتكلم شعراء العرب عن هذا المعنى وكيف أن الإنسان إذا حمّلها قرت واستقرت وتقبّلت مثل:



فما أَنا مِن رُزءٍ وَإِن جَلَّ جازِعٌ ... وَلا لسرورٍ بَعدَ مَوتِكَ فارحُ




وقال: "أنا أوافق على الشطر الأول: "فما أَنا مِن رُزءٍ وَإِن جَلَّ جازِعٌ" يعني مصيبة ..وأما: " وَلا لسرورٍ بَعدَ مَوتِكَ فارحُ" فهذا لا أوافق عليه لأن الفرح هو خير ما نداوي به صعوبات الحياة ومتاعبها، وكنا نفرح بالعيد حتى في السجن".



قصائد المعاناة




وأضاف: "كانت الأيام متشابهة، وإن كانت مشاعرنا وأحاسيسنا تتغير حيث كنا نتبادل القصائد والأشعار والكلمات الجميلة من وراء الأبواب".
وذكر أبيات من قصيدة لأحد رفقائه في السجن عبد الله المحيميد قال فيها:



عيد تعاودنا في السجن يا عيد ... وقد مضى زمن فيك الأغاريد





بالأمس أنسٌ وفيك الشمل مجتمع ... واليوم يا عيد تغريب وتشريد





يا عيد أذكيت نار الشوق في كبدي ... ففي الفؤاد من الذكرى تناهيد





ويح الفؤاد على بعدٍ تلامسه ... ذكرى لها في شغاف القلب تخديد




وأشار فضيلته إلى أنه على الرغم من معاناة العديد من الشعوب الإسلامية في اليمن والشام والعراق وبورما، وغيرها، وما يحتم على المسلمين العاطف والتواصل قدر الإمكان إلا أنه لا ينبغي أن نؤجل الفرح حتى تستتب الأمور؛ لأن هذا لن يحدث حتى قيام الساعة، ولذلك ينبغي أن يكون هناك وعي وتوازن في هذه القضية

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
13-10-2012, 09:24 PM
جزاكى الله كل خير يا رورو و جعله فى ميزان حسناتك