المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ننشر نص خطاب "البياضى" لـ"الغريانى" حول موقفه من التأسيسية



ayoun elkamr
18-11-2012, 02:32 PM
http://img.youm7.com/images/NewsPics/large/s120114115549.jpg
الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية
كتبت نور على ونورا فخرى ونرمين عبد الظاهر


حصل "اليوم السابع" على نسخة من الخطاب الذى أرسلة القس الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، إلى المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وأعضاء التأسيسية حول موقفه من التأسيسية، والذى جاء فيه.


"لقد آثرت أن أكتب إليكم بعضاً من هواجسى وخوفى من أن نفترق قبيل نهاية أعمالنا قبل أن نتفق، وذلك انطلاقاً من الجلستين الأخيرتين الاثنين والثلاثاء 12،13 من شهر نوفمبر. ولأننى مضطر للسفر إلى تركيا ليومين اثنين كنت أظن أنهما يدخلان فى عطلتنا الأسبوعية كما تعودنا، ومن نغمة ونبرة حوار اليومين الأخيرين تزايدت المخاوف التى كانت لدى الكثيرين وكنا نقاومها بشدة إلا أن التوجه بدا على غير ما بدأنا.
لذا أرفق تصورى ليبقى محصورا بيننا كفريق وليس للعلن، لعلنا نراجع نفوسنا ونعود لما توافقنا عليه.

حفظ الله بلادنا كما حفظها لآلاف السنين وإلى آخر الزمان بإذن الله.

دستور مصرى أم تفصيلى

لقد عشنا معاً قرابة نصف عام نتحاور ونتجاور، نتقارب ونتجاذب، أكثر من مائة رجل وسيدة، متنوعون فى الخلفيات، متعددون فى الأفكار والمذاهب والعقائد، نختلف ونتفق، يقود الجلسات رجل قانون ضليع فى علمه، ماهر فى فهم ما يدور حوله، ومع طول المدة استطاع أن يقرأ ما بين سطور المتحدثين، يضيق مرات براغبى الحديث الذين يعرفون كيف ومتى يبدأون، إلا أن شهوة الميكروفون كثيراً ما تستهوى هواة التحدث، ويبدو أن أمثال أهل بلاد الشام لها مدلولها عندما قالوا: "شهوة المرأة فى سماعة التليفون ورجال الدين والقانون فى الميكروفون".

أما وقد اقترب الموعد المضروب للانتهاء من أعمال الجمعية التأسيسية للدستور، وكأن القطار يدنو من محطة الوصول، فقد تزايدت المطالب الفئوية – إذا صح هذا التعبير- وبدأت تظهر المواد التى كانت مسار حوارات وضغوط لتمر تحقيقاً لما يدور فى فكر أصحابها، وتوافقنا على استبعادها فى اللجان، إلا أننا نراها تطل علينا فى الأيام الأخيرة لعمل الجمعية، وبعد انتهاء لجانها من وضع ما اتفق عليه، فالأفراد والمجموعات الصغيرة يطرحون ما لم يتفق عليه فى اللجان النوعية، لعلهم يحققون ما لم يتفق عليه فى الشهور الطويلة الماضية.

لقد تماسكنا وتمسكنا بالبقاء على أساس الحوار والتوافق، وقبلنا مبدأ ما لا نتوافق عليه يترك للأجيال القادمة، إلا أنه يبدو أن ما بفكر البعض أنه لا قبول حقيقى لمبدأ التوافق، فبدأت الضغوط تظهر، والإصرار على تمرير ما لم نتوافق عليه، وأخشى كل ما أخشاه أن ينتهى الأمر إلى التفرق بدل التوافق لإصرار البعض أن يخرج بمسودة "سوداء" لا توافق عليها بالمعنى المقصود من التوافق، لاسيما وقد بدأنا نحصى أصوات المؤيدين والمعارضين، ونسمع لغة ما عهدناها منذ البداية بأن تطرح المواد غير التوافقية للمساومة بمواد تم التوافق حولها، وهذا ما بدا واضحاً فى جلستى الاثنين والثلاثاء، ولست أدرى ما سيدور يوم الأربعاء 14-11، وقبيل عطلة السنة الهجرية الجديدة ونهاية الأسبوع، ومع أننى مضطر للسفر والتغيب عن جلسة اليوم، فإنى أخشى أن تأتى الرياح بما لا نشتهى، وقبل الانتهاء نفترق بغير اتفاق ليبقى من يغالب بالصوت العالى والضغوط العقائدية، والعجالة الحماسية لتحقيق كل - وليس بعض - المطالب المتشددة وكأن مصر ليست لكل المصريين كما ننادى ونتغنى ونتمنى.

لقد وضعت على نفسى أن أصبر مهما كانت مرارة الصبر، وأن أقاوم ضد الرغبة فى الانسحاب التى نادى بها كثيرون، ولا يزالون، إلا أن التوجهات الأخيرة التى أشم منها رائحة النكوص فى ما اتفق عليه أنه لن تمر مادة واحدة بالمغالبة، فالتوافق هو الأساس، ولنترك غير ذلك للزمن، إلا أن رأس التغالب قد بدا وكأنها فرصة الاقتناص.

ومرة أخرى أرجو أن تكون تلك الهجمة عابرة، ولن تستمر على ما هل علينا فى الجلستين الأخيرتين. ومرة أخرى أحيى رئيس الجمعية على مثابرته، إلا أن مخاوفى لها مبررها، وأرجو أن ننتهى بالتوافق لا بالافتراق على غير اتفاق من أحل مصر وكل المصريين، وليست مصر التى يصورها البعض وكأنها ملك خالص لهم، وليس لشركائهم فيها نصيب منها.