المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والد يوسف: السباك دبح ابنى عشان "50 جنيه"



ayoun elkamr
15-01-2013, 07:50 AM
http://img.youm7.com/images/NewsPics/large/s12201222103658.jpg
والد يوسف مع محرر اليوم السابع

عندما يهون الدم وتنقطع صلات الصداقة ويتدخل الشيطان تصبح الجريمة أمراً سهلاً، فيذبح الصديق صديقه بسبب 50 جنيها، ويرفض كل توسلاته فى الإبقاء على حياته، فتم القبض على المتهم الذى انهار أمام ضباط المباحث واعترف بما اقترفت يداه فى حق صديق عمره.

التقى "اليوم السابع" بوالد القتيل فرحات عبد النور ـ مزارع، والذى سكن الألم والحزن قلبه على فقدان أصغر أولاده الثلاثة "يوسف" ذو الـ15 سنة، فالدموع لا تفارق عينيه، ولسانه لا يتوقف عن تكرارها "حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى حرمنى منك يا يوسف".

وأضاف والد "يوسف" الطالب بالثانوى التجارى، أن ابنه طلب منه مبلغ 250 جنيها لسداد مصاريف المدرسة، فأعطاهم له على الفور، خاصة أنه مجتهد وملتزم وطيب القلب كما وصفه والده، وذهب الابن إلى المدرسة بأوسيم وسدد المصاريف بالفعل، ثم عاد المنزل وذهب لتأدية صلاة المغرب برفقة والده كعادته، ثم تلقى اتصالا هاتفياً من صديقه "عبد المنعم.ط.ع" الذى يسكن على بعد أمتار من منزلهم بمنطقة الكوم الأحمر، وطلب منه الحضور إليه، حيث استقل الاثنان دراجة بخارية خاصة بـ"عبد المنعم" ولم يعد "يوسف" ولن يعود.

يتوقف الأب عن الكلام.. يضرب بيده على رأسه تارة وعلى قدميه تارة أخرى ألماً على فراق "يوسف" والدموع تتواصل، لكن الأب يتمالك نفسه بعض الشىء ويكمل مؤكدا أنهم اتصلوا على الهاتف المحمول الخاص بـ"يوسف" فكان دائما "مغلقاً" فبحثوا عنه فى كل مكان عند أقاربه وأصدقائه وبالمستشفيات وأقسام الشرطة دون جدوى، واتصلوا هاتفيا على تليفون "عبد المنعم" آخر شخص كان برفقته، فأكد لهم أنه نائم ولا يعرف شيئا عن "يوسف" وسيأتى فى الصباح الباكر للبحث معهم عن صديقه الصدوق.

انتظرت الأسرة عودة الابن حتى عودة الشمس للشروق فى اليوم التالى لعله يعود معها دون فائدة، فذهبوا إلى مركز شرطة أوسيم، وحرروا محضرا باختفائه، ومع انطلاق أذان المغرب بدأت الدموع تعود إلى الأب مرة أخرى، حيث تذكر الابن الذى كان يقف برفقته فى صف المصلين بالأمس، لكنه غاب اليوم ولا يعرف مصيره، وبينما هو مشغول بأمر ابنه، جاء الاستدعاء من ضباط المباحث وطلبوا منه الذهاب معهم إلى طريق زراعى نائى بمنطقة البراجيل، حيث وجد ابنه مذبوحا وملقى بالترعة، فراح يحضنه ويصرخ بأعلى صوته "يوسف.. رد على أبوك يا حبيبى" دون رد.

أضاف الأب أنه كاد أن يصاب بالجنون عندما علم أن القاتل هو صديق ابنه وأنه ارتكب الجريمة بسبب 50 جنيها، فطالما أكل الجانى "عيش وملح" فى منزلهم برفقة المجنى عليه، فيما أكد الجيران أن "يوسف" كان يتمتع بحسن الخلق والطيبة محبوبا لدى الجميع.

ومن جانبه، قال المتهم أنه كان يمر بضائقة مالية وأن أنباء تسربت إليه مفادها أن "يوسف" معه مبلغ 250 جنيها، فاتصل به واستدرجه إلى مكان الجريمة، وأشهر فى وجهه مطواة وطلب منه أن يعطيه منهم 50 جنيها، لكن "يوسف" أكد له أنه سدد المبلغ للمدرسة بالفعل، لكن المتهم لم يبال بكلامه وهدد بالقتل، ورغم توسلات المجنى عليه واستعطافه بحق الصداقة والجيرة والأخوة إلا أن القاتل استبدل قلبه بحجر وذبح الطالب، وفتش فى ملابسه فلم يجد شيئا، وإنما عثر على هاتفه المحمول فاستولى عليه وألقى بالشريحة على الأرض ثم رمى بالجثة فى الترعة وفر هاربا، حيث باع الهاتف، وذهب إلى بيته ونام فى فراشه وكأنه لم يفعل شيئا.

كان العميد حسن عبد الهادى مأمور مركز شرطة أوسيم، تلقى بلاغاً من الأهالى بالبراجيل بالعثور على جثة شاب مذبوحاً من الرقبة وملقى فى ترعة، فانتقل المقدم عطية نجم الدين، رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة لشاب فى العقد الثانى من العمر يرتدى ملابسه كاملة ومذبوح، وأفادت التحريات التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، أن الجثة لطالب بالكوم الأحمر، ومحرر محضر بتغيبه، فتشكل فريق بحث بإشراف اللواء طارق الجزار، نائب مدير مباحث الجيزة للتوصل إلى هوية المتهم والقبض عليه، ودلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة سباك فتم القبض عليه واعترف بارتكابه للجريمة، وتم إخطار اللواء أحمد سالم الناغى مدير أمن الجيزة بالواقعة.