المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدبني ربي { سلسلة الأخلاق النبوية }



Don't play with me
03-12-2010, 06:44 PM
http://www.zahrferdaws.com/vb/images/misc/bismillah.png




وصَلِّ اللَهُمَ على منْ جمَعْتَ لهُ بالفضِلِ العظيمِ مكَارمٌ ؛ منْ مثلُها يُعطى أو حتى يُقارِبهُ ؛ وعلى آلهِ أهلُ الفضلِ ومنْ بالأفضالِ يُعْرَفْ ؛ والصحبُ ممنْ صاحَبهُ وبهِ إقتدى وتآسْىَ ؛ ومنْ والاهُ ومنْ تلا بإحسانٍ وبعدْ ..

أدَبهُ رَبهُ جَلّ من رَباهُ ..

وأتَمَ خُلُقَهُ فسُبحانَ منْ اعطاهُ ..

ومَنَ عَليهِ بفَيضِ شمائلٍ ..

لكْأنَ القُرآنَ في محْياهَ ..

ونورُ الإلهِ يُسفِرُ ضاحكًا ..

من وجههِ ومن ثناياهَ ..

حتى إذا رأيتهُ رأيتَ البدرَ نزلَ من علياهَ ..

وإنْ تبسمَ منْ نواجذهِ أشرقتْ شمسٌ بطيبِ رِضاهُ ..

وأعلى اللهُ بالقُرآنِ ذِكْرَهَ ..

{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

عودُ القمري رائحتهُ ونورُ وجههِ كالبدرِ في التمامْ..

سوادُ الدُجى في عينيهِ رُبعهٌ في الطولِ وسيمْ الاقسامْ ..

صبوحٌ باسمُ الثَغْرِ حُلو المنطقُ بليغَ الكلامْ ..

مكَارمُ الاخلاقِ جُمِعَتْ فيهِ مصارحُ العلمِ في يدهِ اقلامْ ..

سديدُ الرأي إن حكمْ حازمٌ ذو عزمٍ و اقدامْ ..

صبورٌ حليمٌ اذا ما غضبْ ضابطٌ للنفسِ باِحكامِ ..

وقال سُبحانهُ ..

{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

فَدينُهُ الإسلامْ ..

وخُلُقَهُ القُرآنْ ..

فعن أم المؤمنين عائشة رضي اللهُ عنها قالت ..

" كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن "

- رواه أحمد ومسلم وأبو داود،

وزاد مسلم

يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.

صلى اللهُ عليهِ وسلم

رباكَ رَبُكَ جَلَ منْ رّبـــــَـــاكَ..

ورعاكَ في كَنفِ الهُدى وَحمَاكَ ..

سُبْحَانهُ اعطاكَ فَيضُ فضائلٍ ..

لمْ يُعْطها في العالمينَ سِـــــواكَ ..

سَوْاكَ في خُلقٍ عظيمٍ وارتقاَ ..

فيكَ الجمـــالُ فجّلَ منْ سُــــوْاكَ ..

*****

فَسُبْحانَ منْ رباهُ ..


كُنا حيارى في الظلامِ فأشْرَقتْ ..

شمسُ الهدايةِ يومَ لاحَ سنــاكْ ..

كُنى وَرَبي غَارقينَ بغَـــــــــِينا ..

حتى ربطْنـــا حبْلُنـــا بِعُــــراكَ ..

لولاك كُنى ســــــاجدينَ لصخرةٍ ..

أو كوكــبٍ لانعرفُ الا شـــراك ..

لولاك لم نعبــــدْ إلهً واحـــــــــدً ..

حتى هـَـــــدانَا اللهُ يومَ هـــداكْ ..

انتَ الذي حنَ الجمــــادُ لعـــطفهِ ..

وشكا لك الحــيوانُ يــوم رآكْ ..

والجـــذعُ يُسْمَعُ بالحنينُ انـــينَهُ ..

وبكــاؤهُ شوقـٌ الى لُقْيـــــــآكْ ..

فتابعونا

لنُبحر سويًا ..

في بحارِ الأخلاق والفضائل النبوية ..

نتعلم ونقتدي ونتعرف بجميل أخلاق رسولنا الكريم ..

صلى اللهُ عليهِ وسلم ..

شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ *** فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ

نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ *** مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ

فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً *** يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ


وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً *** وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ


وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي *** بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ

تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا *** سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ

Don't play with me
04-12-2010, 02:29 PM
لَسْتُ أدْرِيِ ؟؟؟؟

كَيفَ اَبْدأُ مقَالَتي ..

بَلْ وكَيفَ أَصُوغُ مشاعِري ؟؟

وبأيِ لِسَانٍ أخُطُ بيَانِ ..

وهل توُفْهِ كَلماتِ حَقَهُ ..

وهو غني عن الإعلانِ ..

مهما مدَحْتهُ لَسْتُ مؤديًا فضلهُ ..

وَلوْ أطْرّيتُهُ مَدَى الازْمانِ ..

وهل يجري القَلمْ بمَسْكِ بنَانِ ..

وهل يَصْدحُ الحقَ بالتبيانِ ..

مِنْ مَليكُهُ أسْتَمَدَ الهُدَى ..

ومنْ رْبِهِ جميلُ صِفاتهِ ..

قال تعالى

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
صادِقٌ ؛ صَدُوقٌ ؛ صِدّيقٌ ؛ كريمٌ ؛ حليمٌ ؛ أمينٌ ؛ شجاعٌ ؛ حنونٌ ؛ رؤوفٌ ؛ رحيمٌ ؛ طيبٌ ؛ منصفٌ
وَهَلْ يكْفي الحَصرُ والإحْصاءُ ..

فمنْ مثْلهُ جَلّت شمائْلهُ ..

وجَلَّّّّّّّّّّّّّّّّ اللهُ مَنْ رَباهُ ..

هُوَ رسولٌ مِنْ لّدُنْ البارئ ..

فَنِعْمَ الرسولُ والعنُوانْ ..

صلى اللهُ عليهِ وسلمْ ..

*******
سألتُ قلبي ..

مَنْ مُحَمَد .. ؟؟

صلى اللهُ عليه وسلم ..

فأجابني صوتٌ من التأريخِ ماضٍ ..

قالَ أَتَسَلْ عَنْ غُرَةِ المُرسَلينْ ..

ومَنْ لَهُم سَيدْ ..

ومَنْ آمْ النبَيينْ ..

ومَنْ أسْقَطَ الشِركَ ..

وأحيا سُنَنَ الدينْ ..

وهَدَمَ الأصْنامَ وما قَدَسِّ الغابرين ..

فلا الطُغْيانَ يأمَنُ نفسهُ ..

ولا الكُفرانَ ..

ولا المُلحِدين ..

أقامَ بهِ اللهُ دينًا ..

وأفنى ما مَجّدَ دونَهُ الهالكينْ ..


*****

وإذا بصوتٌ من الأزمانِ يدوي ..
قائلاً ..
أصغِ بقلبك لخاَتَمْ النبيين ..
وآجِلْ سَمْعَكَ في ماضِ السابقينَ ..
تَرَى الحقَ آبلجَ حينَ يُذكَرْ ..
يَوْمَ وَحّدَ اللهُ العَظيمْ ..
وطَهَرَهُ مِنْ إشراكِ الْسَالِفِينْ ..
فهو اللهُ الواحدُ الأحدُ المُبين ..
فأسْمَعْ لصوتِ الحقْ ..
لِرَحْمةِ العالمَينْ ..
فهو الصادِقُ البَرّ الأمين ..
صلى اللهُ عليهِ وسلّم ..

يُتبَعْ ..

معَ الخُلُقِ الأوَلْ


الْصِدْقْ ..

Don't play with me
04-12-2010, 02:31 PM
لما شدا البلبل وترَنم ..


وشقشق الفجرُ وتبسْم ..


أصغى الكونُ وتأهبْ ..


لصوتٌ من مكةِ يتردد ..


رددهُ خيرُ الأكوانِ مُحَمَدَهُ ..


فأرتاعَ الرومُ ومالِكُهُمْ ..


واِهتزَ الكِسْرى كَبيرُ الفُرسِ وسَيدُهْمْ ..


فصوتُ الحقِ جاءَ ..


وأسمعَ الصُمَ الدُعاء ..


وبَلّغَ رسالاتَ ربهِ ولبى النِداء ..


فأيقظَ النائمينَ في ضلالِ الغابرين ..


وتخرصات السالفين ..


وعبادةُ الأصنامِ دينُ المشركينْ ..


وبقيةٍ مِنْ مجوسِ وصابئين ..


فأتمَ اللهُ بهِ رسالات المُرسلين ..
ودين النبيين ..


وأتمَ بهِ أخلاقَ الأكرمين ..


ومحقَ اللهُ بهِ الشركَ والمشركين ..
وجهالات الضالين..
فآمِنَ الناسُ بعدَ روعِ السنين ..
وأرتدعَ المفسدين ..
و آستقامت أمةُ المُسلمين ..
أمةٌ أسلمت وجهها للهِ لما تبينت اليقين ..
على دين الخليلِ إبراهيم ..
و هُدى الصادقِ الآمين ..


{ قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
[أل عمران 84]


فكانت النبوة الخاتمة المتممة لما قبلها من شرائع ..
وعباداتٍ ومُصلحة للطبائع ..
ومخرجةً للإنسان من عبادةِ الطاغوت والأوثان ..
لعبادةِ الواحد الديان ..


على منهاجِ حُسنْ الخُلق ..


قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"


(صححه الألباني في الصحيحة)


وقال قدوتنا عليه الصلاة والسلام :" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"
[رواه أحمد].


وقال عليه الصلاة والسلام :" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق "
[رواه الترمذي والحاكم].


وقال عليه الصلاة والسلام :" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً "
[رواه أحمد والترمذي وابن حبان]


.


الخُلق الأول الْصِدِّقِ ..


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}


[التوبة: 119]


كان رسولنا في الجاهلية ..


ملقبٌ بالصادقِ الأمين ..


وكان حاملٌ لأماناتِ المشركين ..


صادقُ الكلمة والعهدُ والدين ..


ولما بعثهُ اللهُ بالنبوة ..


عاداهُ قومهُ وأنكروا عليهِ قوله ..


ولم يتخلى عن خُلُقهُ ذلكَ معهم رغم ظاهر العداوة وشديد البغضاء منهم له ..


وعند هجرتهِ ردَّّّّّّّ أمانتُهم إليهم -1-


ولما جاء لهُ أمرٌ من اللهِ بإنذار عشيرتهُ المُقَرَبين ..


{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }
الشُعراء 214


فصعدَ على جبل الصفا وجمعهم فأجتمعوا له ..


وقال صلى اللهُ عليهِ وسلم :


"أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟"


قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا...[2] (http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87#_ftn2).



وشَهِدَ لهُ بالصدق أعدى منْ عاداهُ منِهُمْ ..


فكان أبو جهل يقول :
"ما نكذِّبك يا محمد وإنك عندنا لمُصدَّق وإنما نكذب ما جئتنا به -3-


يُتْبَعْ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع


[1] (http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87#_ftnref1) البيهقي: السنن الكبرى (12477)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/569


[2] (http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87#_ftnref2) البخاري عن عبد الله بن عباس: كتاب التفسير (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (208).
[3]
محمد علي الصابوني .صفوة التفاسير .- القاهرة :دار الصابوني ، د.ت. ، ج 1، ص 386عن البحر المحيط 4/ 112