المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس مرسى يطلق من ألمانيا حملة "ادخر فى مصر" لمصريى الخارج



rwana
31-01-2013, 11:21 PM
أطلق الرئيس محمد مرسى من ألمانيا حملة "ادخر فى مصر" لكل المصريين فى الخارج لدعم الاقتصاد المصرى، بحيث يوضع جزء من مدخراتهم فى البنوك المصرية يمكن أن يصل إلى ثلاثين مليار دولار مما يدفع الاقتصاد المصرى ويعزز الثقة فيه، مؤكدا أن الاقتصاد المصرى قوى بالفعل رغم ما يبدو على السطح من حدوث تراجع، مشيرا على سبيل المثال الدور القوى الذى يلعبه الاقتصاد غير الرسمى فى مصر فى الأنشطة التجارية.

صرح بذلك اليوم السفير محمد حجازى سفير مصر لدى ألمانيا وقال ان الرئيس مرسى أوضح خلال لقائه مع منتدى رجال الأعمال المصرى الألمانى أمس أن موسم سياحى ناجح واحد يمكن أن يحقق نحو 14 مليار دولار، مما يغنى مصر عن قرض صندوق النقد الدولى.

وقال السفير إنه تم الاتفاق مع ألمانيا خلال المباحثات التى أجراها اشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى على تثبيت برنامج التعاون الإنمائى بين البلدين للعام 2013 بتمويل يبلغ 353 مليون يورو يغطى العديد من القطاعات التنموية فى مصر فى مجالات الرى والصرف الصحى والصناعة والتعليم والتأهيل المهنى والبحث العلمى والبيئة والبنية التحتية وتطوير المدن والطاقة الجديدة والمتجددة.

وأضاف أنه تم أيضا التأكيد على برنامج مبادلة الديون وقيمته 240 مليون يورو، حيث تم الاتفاق بالفعل على شريحته الأولى وتبلغ 80 مليون يورو وجارى تحديد مشروعات الشريحة الثانية بمبلغ 160 مليون يورو التى سيتم توجيه التمويل إليها.

وأوضح السفير أنه تم خلال لقاء مرسى وميركل استعراض آفاق التعاون الإنمائى بين البلدين وما تم تخصيصه لمصر من اعتمادات لدعم عملية التحول الديموقراطى، من جانب الاتحاد الأوروبى ويبلغ خمسة مليارات يورو تسدد ألمانيا وحدها نسبة الربع تقريبا منه الأمر الذى يجعل برلين شريكا مهما ينبغى التشاور والتنسيق المستمر معه.

وقال السفير حجازى إن الرئيس مرسى حرص على إتمام زيارته لألمانيا رغم أحداث الداخل نظرا لأهميتها على الصعيد الإقليمى، موضحا أن الرئيس أوضح لميركل خلال جلسة المباحثات أمس إن ما تشهده مصر من صعوبات يأتى ضمن السياق المعهود للثورات، حيث تتجمع القوى على إرادة واحدة لإسقاط النظام الفاسد ومع المرحلة الانتقالية بعد الثورات من الطبيعى ان تتباين وتنقسم الرؤى والأفكار خاصة بعد أن تنتقل السلطة من الصفوة إلى الشعب، وعليه فإن عملية بناء المؤسسات هى المفتاح الحقيقى لإنجاح أية ثورة، ومن هنا كانت المقاومة الشديدة من الرافضين لبناء مؤسسات ديمقراطية وإجراء الانتخابات.

وأكد السفير حجازى أن الزيارة فى مجملها كانت مهمة جدا للحوار مع واحدة من أهم العواصم الأوروبية وشريكا لدعم ثورة مصر وشجعها وساعدها بالقول والفعل سياسيا واقتصاديا وعالج مصابى ثورتها، مضيفا دولة مثل ألمانيا لها روابط تاريخية وثقافية وحظى باحترام مصر على كافة الأصعدة كان من الضرورى استمرار التشاور معها وتبادل الآراء فى قضايا هامة لشرح جهود دعائم الديمقراطية وآليات الحوار الوطنى، ضمانا لتحقيق الثورة لأهدافها إلى جانب بحث القضايا التى لا يمكن للأطراف الدولية التحرك بها دون مصر وغيرها من القضايا التى حرص الرئيس مرسى على طرحها خلال المباحثات.

وأوضح السفير قائلا: "جاءت الزيارة كدعوة للعمل وانطلاق مصر بالتعاون مع شركائها الدوليين لإيجاد حلول للقضايا الإقليمية، وكذلك للمساهمة فى تثبيت دعائم الاقتصاد المصرى وحظيت الزيارة بتقدير واحترام القيادة الألمانية التى تلتقى بالرئيس مرسى للمرة الأولى كما عبر البرلمان عن تقديره حرص الرئيس على الالتقاء بهم وأيضا التواصل مع أبنائه من الجالية، ودعاهم للاطمئنان من دعوته للادخار فى مصر وكان لقاء صريحا وصادقا ووديا سادته روح من المكاشفة والمودة بما جمع من مختلف أطياف، وحرص الرئيس على عدم قطع اللقاء حينما جاء موعد مغادرة برلين وآخر طائرته لمدة ساعة حتى يستمع لكل الآراء والمشكلات".

وقال د. حجازى "جاءت زيارة الرئيس محمد مرسى لتؤكد أن هناك أهمية قصوى لعلاقات مصر الخارجية رغم انشغالاته بالداخل فمصر دولة محورية .. وهناك علاقة مهمة ورئيسية مع شركاء مصر الدوليين فى أوروبا والتى تقع ألمانيا فى قلبها باعتبارها ركيزة لاقتصاد الأوروبى كما تلعب مصر وألمانيا دورا محوريا فى محيطهما الإقليمى وبالتالى لابد من التنسيق.. ورغم أحداث الداخل حرص مرسى على التواجد فى برلين، لأن مصر بثقلها لا يمكن أن تبتعد عن الساحة الدولية، وجاءت الزيارة لتغطى عدة احتياجات ومطالب رئيسية أولها لعلاقات الثنائية، وتثبيت برنامج التعاون لإنمائى الموجه لمصر، خاصة أن الزيارة جاءت فى ظروف محلية وإقليمية هامة وإدراكا من الرئيس بدور مصر الخارجى.

وكشف السفير المصرى ببرلين تفاصيل جولة المباحثات المطولة التى استغرقت 3 ساعات بمبنى المستشارية الألمانية، حيث تم استعراض آفاق التعاون الإنمائى، وأشار السفير إلى أن الرئيس أكد حرصه على حقوق المرأة وفلسفة الحكم القائمة على المواطنة وحماية أصحاب الديانات الأخرى وإقرار دولة القانون والنهوض بمجتمع عصرى وإقامة دولة مدنية غير عسكرية أو ثيوقراطية.

وانتقل الحديث بعد ذلك لتأكيد مسار الحوار والوطنى وأهميته لاحتواء كافة الأطراف التى ساهمت بإخلاص فى الثورة والتوافق على المصلحة الوطنية التى تقود لبناء المجتمع الذى ننشده، واستعرض الرئيس بعد ذلك الوضع فى منطقة الشرق الاوسط وأهمية التنسيق المصرى الألمانى والعربى الأوربى خاصة ما بعد الانتخابات إسرائيلية وفترة الولاية الجديدة للرئيس الأمريكى وتعيين وزير خارجية جديد، حيث أكد الرئيس على أهمية تضافر الجهود لإطلاق تحرك دولى يسعى لتثبيت حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تنعم بحدود أمنه مع جيرانها.

وأضاف أن جهود مصر التى قادها من أجل تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة وحقن الدماء يجب أن يستتبعه تحرك سياسى نشط لتسوية القضية التى تشكل ركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط، وتمثل حاجة إقليمية ودولية لما تمثله من مشروعية وضرورة للالتزام بالمبادئ الشرعية الدولية.

وفيما يخص سوريا أكد أن مصر بمبادرتها للتنسيق الإقليمى من خلال الرباعية ستواصل مساعيها ولن تدخر جهدا فى حقن دماء الشعب السورى سواء من خلال اخضر الإبراهيمى أو القنوات الدولية استفادة بمكانة مصر لدى أطياف المعارضة التى أمل توحد جهودهم لتحقيق الاستقرار.

وعن الأوضاع فى مالى أكد الرئيس موقف مصر المبدئى على ضرورة تغليب الحل السلمى الإنمائى على الحل العسكرى الذى يؤدى إلى تفاقم الأوضاع، داعيا لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية مع فرنسا للدفع بحل قائم على الحوار يؤدى لحقن دماء شعب مالى وضمان سلامته الإقليمية، وجاء الجزء المهم من الزيارة فى اجتماعات المنتدى الاقتصادى المصرى الألمانى الذى تم إنشاؤه تحت مظلة اللجنة المشتركة التى وقع مذكرة تفاهم حولها صباح يوم الزيارة والتى تضمنت تأسيس منتدى أعمال عقد جولته الأولى خلال الزيارة وعرض الرئيس خطة إصلاح اقتصادى فى مصر ودعوته لدعم جهود السياحة والاستثمار فى مصر والاستثمار فى المستقبل، حيث اقتصاد أكثر رسوخا وشفافية والتزاما بالمعايير الدولية وفق أطر واضحة تمنح المستثمر حقوقا وتلزمه بواجبات وتؤمن له مناخا جادا للعمل ودعا المؤسسات الألمانية بمضاعفة استثماراتها فى مصر ومضاعفة التبادل بما يليق وحجم العلاقات بين البلدين والتوافق السياسى القائم بين البلدين، داعيا كبرى الشركات السياحية الألمانية لمضاعفة جهودها حيث لم يتعرض السباح الأجانب والألمان لأية مشكلات منذ قيام الثورة.

كما أن لمصر أيضا العديد من المزايا السياحية التى لا يمكن إغفالها وأننا سنبدأ جهودا للعودة برقم السياحة ألمانية لسابق عهدها، حيث وصلت الآن إلى 1.2 مليون سائح كما وجه بدعوة رؤساء الشركات الألمانية الذين كان سيلتقيهم ثانى أيام زيارته للقاهرة لمواصلة بحث فرص الاستثمار المقترحة فى مجالات البنية التحتية والنقل والبترول والغاز والطاقة الجديدة.

كما تم توقيع اتفاق مهم مع مبادرة ديزرتك وهى غير حكومية تضم شركات تعمل فى مجال الطاقة النظيفة لتوليد الطاقة الشمسية ونقلها بين شمال أفريقيا وأوربا مما سيتيح بتحديد أماكن استغلال تلك الطاقات.

وجاء لقاء الرئيس مع رئيس البرلمان لامرت وهو ثانى أهم شخصية فى ألمانيا لمدة نصف ساعة لشرح رؤية مصر تجاه تطورات الأوضاع فى الداخل، ثم انتقل الرئيس فى جلسة أخرى موسعة شارك به 118 برلمانيا والعديد من الباحثين البرلمانيين حيث استعرض الأوضاع فى مصر وأجاب على كافة أسئلة البرلمانيين حول مستقبل الحوار الوطنى والعلاقة بين الحكم والأقليات رافضا مصطلح أقليات، مؤكدا احترام الدستور ومؤسسات الدولة للمرأة المصرية التى تعد نموذجا مشرفا ومحترما واحترام ثورة مصر لحقوق لإنسان، مؤكدا عدم وجود سياسة ممنهجة لاستخدام العنف من قبل الدولة وكانت جلسة مصارحة ومكاشفة، وأجاب الرئيس بمنتهى الثقة والوضوح عما تصفه الصحافة بالأسئلة الخمسة المحرجة وهى حقوق المرأة والأقباط وتصريحات 2010 حول اليهود والمعارضة، مؤكدا "كان الرئيس حريصا على أن يسأل عنها".

وحرص الرئيس على الاجتماع مع نحو 200 من نخبة رجال الفكر والباحثين، وقد لاقت كلمته ترحيبا من الأوساط السياسية والفكرية والإعلامية، وحرص الرئيس رغم اختصار يوم من الزيارة على لقاء الجالية، كما كلف السفارة لمتابعة المطلب الملح للمصريين فى ألمانيا للمحافظة على جنسية المصريين عند اكتساب الألمانية إلى جانب إنشاء مدرسة مصرية.