المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رذائل يجب على كل مسلم الابتعاد عنها وفضائل يجب التمسك بها



Don't play with me
21-12-2010, 01:57 PM
http://www.1eman.com/files/1_21231678223.gif
الرذيلة ومداخلها




1- الحسد












يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الحسد






بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.


الواقع المعاصر أثبت أنه كلما يترقى العلم يمنحنا فكرة، عن أن الشيء كلما شف وخف


أي أصبح دقيقا. يكون أكثر عنفا.


وعلى سبيل المثال: انسان بنى بيتا في حقل متسع فمر عليه صديق له وقال: ألا تعرف أن هنا في الخلاء المتسع ذئبا؟ وأوصى الصديق صاحب البيت بأن بني نوافذ من حديد ليمنع الذئاب من أن تدخل عليه.


ثم مرّ عليه ثان فقال له: ان حديد شبابيك المنزل متسع، والثعابين في هذا الخلاء كثيرة وأوصى صاحب البيت أن يضع ستارة من السلك.


لكن صديقا ثالثا قال لصاحب المنزل: ان الناموس الفتاك بالملاريا منتشر، وعليك أن تضع ستائر من السلك أكثر ضيقا من هذه.


اذن فالشيء كلما لطف عنف، أي كلما صغر الشيء في الحجم كان عنيفا أكثر، والعنف ليس مرتبطا بحجم المادة، انما من عمق فاعلية المادة وتأثيرها، وعلوم الطب تكشف كل يوم عن الأمراض الخطيرة الفتاكة، وقد تكون بسبب أصغر الميكروبات حجما، كما أن هناك الآن أشعة الليزر التي يتم بها اجراء عمليات جراحية بدون مشرط أو نزول قطرة دم، هذه الأشعة تخترق أدق وأصلب الأشياء.


والحسد أمر مقطوع به برغم أنه ليس من الأمور المادية، فلماذا ننكر على الحاسد أن بصره قد تصدر عنه اشعة أشف وأخف من أشعة اللايزر؟


قد يقول قائل: وما ذنب المفتوك به من الحسد؟


نقول أيضا: وما ذنب المقتول خطأ برصاصة؟


وقول الحق سبحانه:{ ومن شر حاسد اذا حسد} الفلق 5, أي: أن بعض الناس يحسد، ولذلك عندما يرى الانسان نعمة الله على انسان آخر فعليه أن يقرأ سورة الفلق، وليقل ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله ولا يحقد على صاحب النعمة. جينئذ تعلق في قلبه نوافذ الاشعاع الحاسد، لأن هذه الاشعاعات النافذة لا تخرج الا في حالات الحقد والغضب.


اذن فالانسان حين يقول: ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، فانه يقي نفسه من أن يكون حاسدا، ويمنع غيره بقوة الحق سبحانه وتعالى من أن يكون حاسدا له.


ان الحسد والسحر هما من الشرور غير المرئية التي تتساوى معه الشرور المرئية، وان كانت أدواتهما غاية في اللطف والعنف في آن واحد.


والانسان الذي يحقد هو انسان يعاني من تضارب الملكات، حتى انه يبدو وكأنه يأكل بعضه بعضا، فالحقد جريمة نفسية لم تتعد الحسد، ويقال عن الحقد أنه الجريمة التي تسبقها عقوبتها، وهي عكس أي جريمة أخرى نجد أن عقوبتها تتأخر عنها الا الحقد، وذلك أن عقوبة الحقد تنال صاحبها من قبل أن يحقد.


الحاقد لا يحقد الا لأن قلبه ومشاعره تتمزق عندما يرى المحقود عليه في خير، ولذلك جاء في الأثر:" حسبك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك".

يتبع

Don't play with me
21-12-2010, 02:01 PM
2-النميمــــــــــة ...



روى البخاري ومسلم عن إبن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif مر بحائط اي بستان من حيطان المدينة فسمع صوت رجلين يعذبان في قبريهما فقال النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((إنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير، ثم قال: بلى وإنه لكبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة))..
ان من الآفات الخطيرة النميمة، وهي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض من أجل الإفساد وإيقاد نيران الحقد والعداوة بينهم، وقد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عز وجل: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif ولا تطع كل حلاف مهين http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif هماز مشاء بنميم http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif أي لاتطع ولا تسمع لكل حلاف مهين أي الذي يكثر الحلف وهو كاذب، والهماز الذي يغتاب الناس، والمشاء بنميم هو الذي يمشي بين الناس ويحرش بينهم وينقل الحديث لإفساد ذات البين.
فالنميمة خلق ذميم لأنه باعث للفتن وقامع للصلات وزارع للحقد ومفرق للجماعات
صور النميمة ...
إن من أشد صورها خطراُ تخبيب الزوج على زوجته والعكس أي السعي في إفساد العلاقة بينهما، ولا يخفى ما يصلح بسبب هذه النميمة من التباغض والكره بين الزوجين الى أن يصل الأمر إلى الفصل والطلاق بينهما غالباً.
ومن صور النميمة السيئة قيام بعض الموظفين لدى أرباب الجاه والسلطان والمسؤولين بنقل كلام الآخرين بقصد إلحاق الضرر بهم ..
ومن صورها أيضاً: رفع الثقة من مزاحم في تجارة أو صناعة وإنزال شخص عن مكانته واحترامه ...
قال النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif فيما يرويه أحمد والحديث صحيح: ((خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكرالله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت)) أي الذين يسببون بهذه النميمة التعب والمشقة والمصائب والمحن للأبرياء.



فليتق الله أصحاب الألسنة الحداد، ولا ينطقوا إلا بما فيه الخير لخلق الله، ويكفيكم في هذا قول المصطفى http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))
إن الواجب على من نقل إليه أحد أن فلاناً يقول فيه كذا وكذا أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك ويذكره بما قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((لا يبلغن أحد من أصحابي عن أحد شيئاً فإني أحب أن أخرج اليكم وأنا سليم الصدر))، وترهبه بقوله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((لا يدخل الجنة نمام)) نعوذ بالله من النميمة ومن أهلها.
كذالك فالواجب أن لا تصدق النمام لأن النمام فاسق، والله تعالى يقول في شأن الفاسق: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif ويجب أن تنهي هذا الناقل وتنصحه وتبين له ما يترتب عليها من إيذاء المسلمين وظلم الناس في أعراضهم وأرزاقهم وتحذره من عاقبة وشايته، وتأمر أن لا يظن بأخيه الغائب السوء فإن الله عز وجل يقول: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif وخير علاج يقضي عليه أن ينصرف الناس عن النمام ولا يستمعون إليه ...

وروي عن ابن عمر بن عبدالعزيز أنه دخل عليه رجل فذكر عنده وشاية في رجل آخر فقال عمر: إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته إليه، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif هماز مشاء بنميم http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبداً، ثم اعلم أن من نقل إليك كلام الناس وأفشى سرهم، فإنه ينقل عنك كلامك ويفشي سرك الى الآخرين، ورحم الله الحسن البصري فإنه قال:
لا تفش سراً ما أستطعت إلى امرئ يفشي إليك سرائراً يستودع
فكما تـراه بسـر غيـرك صـانعاً فكذا بسرك لا أباً لك يصنع



وقال رجل لعمرو بن عبيد: إن رجلاً – وذكر إسمه – ما يزال يذكرك في قصصه بشرّ. فقال له عمرو: يا هذا ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ولكن أعلمه: أن الموت يغمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين ...

وروى أن سليمان بن عبد الملك كان جالساً وعنده الزهري رحمه الله فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنك وقعت في وقلت كذا وكذا فقال الرجل ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقاً، فقال سليمان: صدقت، ثم قال: للرجل اذهب بسلام.

وروي أيضاً أن بعض السلف زار أخاً له وذكر له بعض إخوانه شيئاً يكرهه فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات – أي مخالفات – بغضت الي أخي – أي جعلته مكروهاً عندي – وشغلت قلبي بسببه، وأتهمت نفسك الأمينة.
فيا أخي المسلم وأختي المسلمة إحفظا لسانكما من هذه الآفة السيئة: النميمة، فإن فيها إفساداً لذات البين، وفي إفساد ذات البين تعاون على الإثم والعدوان والله جل وعلا يقول: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif ولا تعاونوا على الإثم والعدوان http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif

ولذلك سماها النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين))، فعلى كل مسلم أن يسعى في كل أمر يؤلف بين قلوب إخوانه ويجمع كلمتهم وأن ينابذ ويبغض كل ما يؤدي الى الإفساد في الأرض بسبب النميمة، فقد سمعتم في الحديث أنها سبب لعقوبة الله وعذابه في القبر كما قال عليه الصلاة والسلام: ((وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة))
وحسب النمام عقوبة وعذاباً أن لايدخل الجنة http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif.



فاللهم اهدنا لمحاسن الأخلاق وصالح الأعمال، وجنبنا مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال اهدنا إلى صراطك المستقيم إنك جواد كريم، وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
يتبع

Don't play with me
21-12-2010, 02:02 PM
3-الاسراف




ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الاسراف








الله سبحانه وتعالى حين يحرّم سيئا فمن المؤكد أنه محدود بالنسبة الى ما أحله سبحانه، فالمحرّم قليل، وبقية مالم يحرمه الله هو الكثير واقرأ قول الله تعالى:{ قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم، ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا، ولا تقتلوا أولادكم من املاق، نحن نرزققكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله الا بالحق، ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط، لا نكلف نفسا الا وسعها، واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا، ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكّرون} الأنعام 151، 152.
ان الحق سبحانه يورد المحرمات وهي أشياء محددة محدودة، أما النعم فهي جليلة عظيمة اكثر من أن تحصى وتعد، ومن هذا الأمر نعرف سعة رحمانية الحق بالخلق، لقد خلق سبحانه الكثير من النعم ولم يحرم الا القليل، وسبحانه حين حرّم؛ حرّم لتبقى كل نعمة في مجالها فاذا ما جاء انسان وقال: ان الله قد حرّم هذا الشيء لأنه ضار، نقول له: ان ما تقوله أمر جائز ولكن هذا الضرر سبب الحكم بكل المحرمات فقد يحرّم الله سبحانه أمرا لتأديب قوم ما، فلو نظرنا نحن الى واقعنا مقلا نجد أبا مسؤولا عن تربية أولاده قد يحرّم على ولد فيهم لونا من الطعام أو جزءا من مصروف اليد ويكون القصد من ذلك العقوبة.
وكذلك نرى أن بني اسرائيل استحقوا عقوبة التحريم لأنه جاءوا من خلف منهج الله وأحلوا لأنفسهم ما حرّم الله، فكأن الله سبحانه يقول لهم: لقد اجترأتم على ما حرمت فحللتموه، لذا فأنا أحرم عليكم ما أحللته لكم من قبل ذلك، لماذا؟
حتى لا يفهم انسان أنه بتحليله لنفسه ما حرم الله قد أخذ شيئا من وراء الله.. لا، ان أحدا لا يمكنه أن يغلب الله سبحانه، فالله سبحانه قج يحرم عليك شيئاكان حلالا، ولهذا فالتحريم اما أن يكون تحريم طبع أو تحريم فطرة.
فنحن نجد الرجل الذي أسرف على نفسه في تناول محرمات كالخمر مثلا ثم بعد أن أخذت بجسده ذهب الى الطبيب فقال له ان شربتها ثانية سينتهي كبدك، ثم يمنعه عن أصناف كثيرة من الطعام والشراب فهذا ظلم من الانسان لنفسه نتج عنه تحريم أشياء عليه، ان مثل هذا الانسان قد استحل ما حرم الله فحرم الله عليه بالطبع والتكوين والسنة الكونية أمورا كانت حلالا له.
ورجل آخر أسرف على نفسه في تناول صنف معيّن من الطعام كالسكّر مثلا فوق ما تدعو اليه الحاجة فكأن سنة الله الكونية تقول له: لقد أخذت من السكر أكثر من حاجتك وبسبب ذلك صرت مريضا فاياك أن تتناول السكريات مرة اخرى، ويضل المريض بالسكر يشتهي الحلوى، ويملك القدرة على شرائها ولكنها ممنوعة عليه، وكأن الحق سبحانه وتعالى يقول له: بظلم منك لنفسك حرمت على نفسك ما أحللته لك.
وآخر يملك الثروات والخدم والمزارع الشاسعة ويقوم له الآخرون بطحن الغلال، ويأمر بأن يصنع له الخبز من أنقى أصناف الدقيق الخالي من الردة ويصنعون الخبز الأبيض ويأكل منه، بينما الأتباع يصنعون لأنفسهم الخبز من الدقيق الأقل نقاوة فكأن سنة الله الكونية تقول له: أنت ستأكل الخبز المصنوع من الدقيق الفاخر، وليأكل عمالك ورعاياك الخبز المصنوع من أفخر أنواع الدقيق، وكأن الله تعالى يقول له: فبظلم منك حرمنا ما أحل لك.
اذن، فالانسان منا عندما يرى انسانا آخر حرم من نعم الله التي هي حلال فليعلم أن ذلك الانسان سبق وأن أحل ما حرم الله عليه، أو ظلم نفسه بالاسراف في شيء كانت الفطرة والطبع تقتضيان الاعتدال فيه، ان أحدا منا لا يفلت من رقابة الله، والتحريم يكون بالتشريع اذا كانت العقوبة من المشرّع، وقد يكون تحريما بالطبع، وهذا ان كان في الأمر اسراف من النفس، ولنقرأ دائما قول الله تعالى:{ فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدّهم عن سبيل الله كثيرا} النساء 160.
وكذلك الذي يأخذ مالا بالربا، انه يأخذه ليزيد ماله، هنا نقول له: لماذا تريد المال؟ أتريده لذات المال أم لهدف آخر؟ المال رزق، ولكنه رزق غير مباشر، لأنه بشتري الأشياء التي ينتفع بها الانسان وهي الرزق المباشر، نقول: هب أن انسانا في صحراء ومعه جبل من الذهب لكن الطعام انقطع عنه، ان جبل الذهب في مثل هذه الحالة لا يساوي شيئا بل يصبح رغيف الخبز وكوب الماء أغلى من الهب.
اذن، فالمال رزق لكنه غير مباشر يأتي بالرزق المباشر. والذي يزيد ماله بالربا، هل يريد تلك الزيادة من أجل المتعة؟ فليعلم أن الله سبحانه يمحق ذلك ويزيل المال في الكوارث.
ان الانسان اذا أراد أن يبقى له ما أحل الله الى أن يأتي أجله فعليه ألا يستبيح أي شيء حرمه الله، وبذلك يظل مستمتعا بنعم الله عليه.

يتبع

Don't play with me
21-12-2010, 02:05 PM
4- الظلم

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الظلم

يقول الله تبارك وتعالى:{ وما ربك بظلام للعبيد} فصلت 46.
اذن، فالانسان هو الذي يظلم نفسه، ويقول الحق سبحانه:{ ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} يونس 44.
فاياك أيها الانسان أن تظن أنك حين تظلم أحدا بتدبير السوء له قد كسبت الدنيا، وهذا غير صحيح، ولو علم الظالم ماذا أعدّ الله للمظلوم لضن عليه بظلمه.
وهب أن رجلا مثلا له ولدان وجاء ولد منهما وضرب أخاه، أو خطف منه شيئا ان معه ثم عرف الأب ذلك، قلب هذا الأب مع من يكون؟ قلبه بالطبع يكون مع المظلوم فيحاول أن يرضيه، فان كان الأخ الظالم قد أخذ منه شيئا يساوي عشرة قروش فان الأب يعوّضه بشيء يساوي مائة قرش، هنا نجد الابن الظالم يعيش في حسرة لأنه لو علم مسبقا أن والده سيكرم أخاه المظلوم لما ظلم أخاه أبدا.
ان الظلم ظلمات يوم القيامة، ومن المفارقات التي تروى مفارقة تقول: ان كنت ولا بد مغتابا فاغتب أبويك، ويقول السامع لذلك وكيف أغتاب أبي وأمي؟!
يقول اًصحاب المفارقة: ان والديك أولى بحسناتك فبدلا من أن تعطي حسناتك لعدوك ابحث عمن تحبهم وأعطهم حسناتك.
ان صاحب المفارقة هذه يريد أن يكره المغتاب فيها، وحيثية هذه المفارقة هي: لا تكن أيها المغتاب أحمق، لأنك لا تغتاب الا عن عداوة، وكيف تعطي حسناتك التي هي أثمن نتيجة لأعمالك لعدوّك.
ويروى أن الحسن البصري بلغه أن أحدا قد اغتابه فأرسل الحسن شخصا الى المغتاب ومعه ضبق من البلح الرطب وقال لهذا الشخص: اذهب بهذا الطبق الى فلان وقل له: بلغ الحسن أنك اغتبته بالأمس، وهذا يعني أنك أهديت له حسناتك، وحسناتك بلا شك أثمن من هذا الرطب.
ان الظلم كالجور.. وهو نوع من الاعتداء أو القسر أو القهر أو انتقاص القدر والقيمة، ويقابل الظلم الانصاف كما يقابل الجور العدل.
الظلم اذن، انتقاص حق الناس، فما بالنا عندما ينتقص الانسان من حق نفسه، أي: أن يظلم نفسه، وظلم النفس هو أبشع ألوان الظلم فالنفس كرّمها الله وخلقها، فقد كانت تستحق من الانسان أن يرعاها وأن يحقق مراد الله منها، وأن يمنع عنها الحاح اشتهاء ما يغضب الله. يقول الحق شيحانه وتعالى:{ والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، ونعم أجر العاملين} آل عمران 135، 136.
ان ظلم النفس يعني: أن يبيع الانسان دينه بدنيا غيره، فهو لا يحقق لنفسه أي نفع آجل أو عاجل.
وقديما قالوا: شر الناس من باع دينه بدنياه، وشر هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
لهؤلاء وأولئك كتب الله لهم الطريق الى النجاة، وذلك بأن يذكروا الله، وأن يستغفروا ، وألا يعودوا الى مثل تلك الفواحش، أو ظلم النفس حتى يغفر الله لهم، ويرزقهم الجنة، ذلك أن الله لا يظلم أحدا ولكن الناس يظلمون أنفسهم، لأن الناس تنقص قدرها من النافع الباقي ويقعون أسرى للذي يزول.

Don't play with me
21-12-2010, 02:05 PM
5- السخرية والاستهزاء بالناس


ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة السخريه والاستهزاء بالناس



ان الاستهزاء بالناس أو السخرية من عيوب أحد الناس هو دليل على عدم تمكن الايمان من النفس، وذلك بأن الله خالق لكل البشر، فهذا المخلوق الذي به عيب خلقي، ليس له دخل في ذلك العيب، وانما هي مشيئة الله الذي خلق هذا المخلوق على تلك الصورة لحكمة اقتضت ذلك لا يعلمها الا الله سبحانه. وعندما يسخر انسان ما من عيب انسان آخر فمعنى ذلك ان الساخر انما يسخر من صنعة الله، والسخرية من هذا النوع هي عدم ايمانية النفس لمخلوقية كل البشر من اله واحد.
اذن، فالذي يبحث عن عيوب البشر فهو يبحث عن عيوب أرادها الله سبحانه وتعالى لحكمة في مونه، وما دامت لحكمة فهي ليست عيوبا.
فمثلا حين يعيب انسان على صناعة كرسي أو مائدة فهذا ليس تعديلا على الكرسي أو على المائدة ولكنه تعديل على من قام بصناعة الكرسي أو المائدة.
لذا فكل من يسخر من انسان به عيب، فليعلم أن الانسان لا حيلة له في صنع نفسه.
اذن فالسخرية هنا تكون من خلق الله، وهذا نوع من الغباء، لأن الذي يسخر من عيب انسان فانه لم يقدر الخصال الحميدة التي يتفضل بها الله على هذا الانسان الذي سخر منه، لذلك يقول سبحانه:{ ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} الحجرات 11.
ان الحق سبحانه وتعالى يأمر كل المؤمنين بألا يسخر أحد من أحد، لأن كل انسان فيه من الخصال الحميدة التي تعمى عنها بصيرة الساخر، وقد يكون في الساخر نفسه بعض الخصال السيئة التي لا يحب أحد أن يسخر منها.
ان في السخرية خروجا عن مقتضى الايمان الكامل، وظلما للغير والنفس، ويجب أن نعرف أن الله قد وزع علينا الصفات والمواهب المختلفة بدرجات متفاوتة، ولكن اخيرا يتساوى مجموع الصفات والمواهب المختلفة بدرجات متفاوتة، ولكن أخيرا يتساوى مجموع صفات كل انسان مع صفات أي انسان.

Don't play with me
21-12-2010, 02:09 PM
6- الكسل .......





إن الكسل آفة عظيمة تعود على الأفراد والمجتمعات بالعواقب الوخيمة فهو يهدم الشخصية ، ويذهب بنضارة العمر ، ويؤدي بصاحبه إلى الإهمال والتأخر في ميادين الحياة الفسيحة.


من أجل هذا فإن المؤمنين الصادقين يكرهون الكسل ويحتقرونه، ويستعيذون بالله منه، ويدعون بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".





الكسل انسلاخ من الإنسانية:





قال الإمام الراغب رحمه الله: من تعطّل وتبطّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى.


ومن تعود الكسل ومال إلى الراحة فقد الراحة، وقد قيل: إن أردت ألا تتعب فاتعب حتى لا تتعب ، وقيل أيضا: إياك والكسل والضجر ، فإنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت فلن تصبر على الحق.


ولأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل هيئة، بل كل عضو تُرك استعماله يبطل، كالعين إذا غمضت، واليد إذا تعطلت، ولذلك وضعت الرياضات في كل شيء.


ولما جعل الله للحيوان قوة التحرك لم يجعل له رزقا إلا بسعي منه لئلا تتعطل فائدة ما جعل له من قوة التحرك، ولما جعل للإنسان قوة الفكر ترك من كل نعمة أنعمها عليه جانبا يصلحه هو بفكرته لئلا تتعطل فائدة الفكرة ، فيكون وجودها عبثا.


وكما أن البدن يتعود على الرفاهية بالكسل، كذلك النفس تتعود بترك النظر والتفكر، مما يجعلها تتبلد...وترجع إلى رتبة البهائم.


وإذا تأملت قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سافروا تغنموا" ونظرت إليه نظرا عاليا علمت أنه حثك على التحرك الذي يثمر لك جنة المأوى ، ومصاحبة الملأ الأعلى ، بل مجاورة الله تعالى.





القرآن يشنع على الكسالى:





لقد ذم الله تعالى الكسل والتباطؤ وجعلهما من صفات المنافقين.


قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا، وإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا،وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}.


فقد دعا الله المؤمنين في هذا النص إلى أن ينفروا مجاهدين في سبيل الله ثبات – أي جماعات متفرقة – أو جميعا – أي عصبة واحدة في نفير عام – وذلك حسب مقتضيات المصلحة. وأنحى باللائمة على المبطئين ، وهم من المنافقين الموجودين في صفوف المؤمنين ، فهم فريق طلاب مغانم ، ولكنهم غير مستعدين أن يبذلوا أي جهد في سبيل الله ، فإذا دعا الداعي إلى الجهاد تباطؤوا ولم يخرجوا ، فإذا نال المجاهدين مكروه فرحوا هم بالسلامة ، وإذا ظفر المجاهدون وغنموا ندموا هم وتحسروا على أنفسهم ، وقال قائلهم : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما، ويعتبر الغنيمة هي الفوز العظيم ؛ لأنه منافق لا يؤمن باليوم الآخر ، ولا يسعى للفوز فيه، ولو كان مؤمنا حقا لتوقد إيمانه حرارة فنفى عنه التباطؤ والتكاسل ، وخرج إلى القتال في سبيل الله ورجا الشهادة والأجر عند الله.


وقال الله تعالى في سورة النساء: ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا).


وقال الله تعالى في سورة التوبة: ( قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين. وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون).


فقد ذم الله المنافقين بأنهم لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى، فمن كان فيه هذا الوصف من المؤمنين كانت فيه صفة من صفات أهل النفاق.


وعلة المنافقين أنهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة وجدواها، لذلك فهم إذا اضطرهم نفاقهم أن يقوموا إليها مسايرة للمؤمنين، وحتى لا ينكشف نفاقهم، قاموا إليها متباطئين كسالى.


بخلاف المؤمنين الصادقين فإنهم يقومون إلى الصلاة بهمة ونشاط، ورغبة صادقة، ولذلك وصف المؤمنين بأنهم يقومون إلي التهجد في الليل أو إلي صلاة الفجر تتجافى جنوبهم عن المضاجع ،وهذا عنوان مصارعة همتهم لحاجة أجسادهم إلى الراحة والنوم ...


فقال تعالى في سورة السجدة : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون).





التكاسل عن العبادات من وساوس الشيطان :





ولما كان الشيطان عدوا للإنسان، وكان يكره منه الإيمان وعبادة الله والأعمال الصالحة، كان من وسائله تثبيط الهمم عن العبادة، والوسوسة بما يميل بالنفس إلى الكسل.


ومن أعماله أنه يعقد على قافية رأس الإنسان إذا هو نام ، ليمنعه من اليقظة والنهوض إلى عبادة الله في جوف الليل. وقافية الرأس قفا الرأس ومؤخره .


روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة. فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".


فهي عقد كسل مضروب عليها بوساوس شيطانية، ومتى تراكمت على الإنسان صارت خبلا، وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الخبل المقعد عن النشاط والهمة إلى طاعة الله وعبادته بأنه أثر خبيث من آثار وساوس الشيطان.


فقد روى البخاري ومسلم عن بن مسعود قال : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقيل له : ما زال نائما حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة قال : " ذلك رجل بال الشيطان في أذنه" أو قال : " في أذنيه".


فمن لطائف التوجيه الإسلامي ربط الكسل وظواهره بالشيطان ، وتربية المسلمين على مدافعة كل ظواهر الكسل.





الكسل دليل هوان النفس:





إن الإنسان في هذه الحياة إذا ركن إلى الراحة والدعة والخمول هان على نفسه وعلى الآخرين ، فالكسل حلقات متتالية ، فمن كسل عن شيء جره ذلك إلى الكسل عن آخر وثالث ورابع حتى يلتحق بالأموات وهو يمشي على الأرض، ولربما تكاسل عن أسباب المعاش فلجأ إلى سؤال الناس فكان دنيئا.


وهذه الشريعة الغراء تربي أبناءها على العزة والاستغناء والعفة ...


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره ، فيتصدق به ويستغني به من الناس ، خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك ، فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول".





واخيرا .... اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

Don't play with me
21-12-2010, 02:13 PM
7- ظاهرة ضعف الإيمان
المظاهر - الأسباب - العلاج






كثيرًا ما يشتكي المسلم من قسوة قلبه وعدم شعوره بلذة الطاعة وضعف تأثره بالقرآن الكريم، وسهولة الوقوع في المعصية، إلى آخر ذلك من مظاهر ضعف الإيمان.

إن موضوع القلب موضوع حساس ومهم، وقد سمي قلبًا لسرعة تقلبه


قال صلى الله عليه وسلم: "إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة، يقلبها الريح ظهرًا لبطن"


"وقلوب العباد جميعهم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" رواه مسلم.

وبما أن "اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ"، وحيث إنه لن ينجو يوم القيامة "إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" وحيث إن الويل "لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ" وحيث إن الوعد بالجنة ورد في حق "مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ"، فلا بد للمؤمن أن يتحسس قلبه ليعرف مكمن الداء وسبب المرض ويشرع في العلاج، قبل أن يطغى عليه الران -والعياذ بالله- فيهلك. ولنتحدث عن مظاهر ضعف الإيمان:
مظاهر ضعف الإيمان
مظاهر ضعف الإيمان كثيرة ومتنوعة.. منها:
(1) الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" متفق عليه.


(2) عدم الحفاظ على الطاعات،

والتكاسل في أدائها وعدم الاكتراث بمواسم الخير ومواطن البركة.


(3) الشعور بقسوة القلب وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه الموعظة مهما عظمت!


(4) عدم إتقان العبادات فيشرد الذهن في الصلاة وغيرها.. وقلة التدبر وقلة الخشوع


(5) ضيق الصدر وتغير المزاج، فيصبح المرء سريع التضجر والتأفف


(6) عدم التأثر بآيات القرآن، لا بوعده ولا بوعيده، ولا بأمره ولا نهيه، ولا بوصفه للقيامة


(7) الغفلة عن ذكر الله تعالى.


(8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله، فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر


(9) حب الظهور والسيطرة والإمارة، مع عدم وجود مؤهلات ذلك من أسباب



(10) محبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام.


(11) الشح والبخل، قال صلى الله عليه وسلم: "... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه".


(12) أن يقول الإنسان ما لا يفعله، وقد استنكر الله ذلك من المؤمنين فقال: "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ" الصف.


(13) عدم الاهتمام بأمر المسلمين، وعدم الحزن لما يصيبهم من سوء



(14) الوقوع في الحرام والشبهات والاستهانة بالمكروهات وكذلك الاستهانة بمحقرات الذنوب التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ووضح أنها (تجتمع على الرجل حتى تهلكه) وينتج عن ذلك الاجتراء على محارم الله تعالى.


(15) احتقار أو عدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط" (رواه الإمام أحمد، وهو في السنة الصحيحة للألباني) وقد "دخل رجل الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين" كما "غفر الله لبغي من بني إسرائيل لأنها سقت كلبًا كاد يهلك من شدة العطش".


(16) انفصام عرى الأخوة بين المسلمين، قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ".


(17) عدم استشعار المسئولية في العمل من أجل هذا الدين.



(18) الفزع والخوف عند وقوع البلاء. لأن المؤمن قوي الإيمان يصبر ويحتسب ويستعين بالله تعالى الذي قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".


(19) كثرة الجدل والمراء. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك ووعد ببيت في الجنة "لمن ترك المراء وإن كان محقاً". رواه أبو داود.


(20) التعلق بالدنيا والشغف بها والحزن الشديد على فوات متاعها.


هذه أغلب أو معظم مظاهر ضعف الإيمان.. فما هي الأسباب؟.


أسباب ضعف الإيمان
1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة. فالمؤمن قليل بنفسه كثير بإخوانه، يقول الحسن البصري: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا، فأهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة".


2- الابتعاد عن القدوة الصالحة. ولذلك لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قال الصحابة: "فأنكرنا قلوبنا وأصابتهم وحشة".


3- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي وعدم مطالعة القرآن وكتب الحديث والمواعظ



4- وجود الإنسان في وسط يعج بالمعاصي والآثام ولا يذكر الآخرة.


5- الانشغال الزائد بالمال والزوجة والأولاد. قال تعالي: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ".


6- طول الأمل في الدنيا.قال علي رضي الله عنه: "إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة". رواه البخاري.


7- الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والاختلاط بالناس. قال صلى الله عليه وسلم: "كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب".


وأسباب ضعف الإيمان كثيرة. ليس بالوسع حصرها، ولكن يمكن أن يسترشد بما ذكر على ما لم يذكر. والعاقل من يدرك ذلك من نفسه.


علاج ضعف الإيمان
معلوم أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وقد قال بعض السلف: "من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما ينقص منه، ومن فقه المرء أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه".
ووسائل علاج ضعف الإيمان كثيرة نذكر منها:


1- تدبر القرآن العظيم. قال تعالي: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ".

قال عثمان: "لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله تعالى".


2- استشعار عظمة الله ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها ومعرفة معانيها.


3- طلب العلم الشرعي: قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".


4- الاستكثار من الصالحات وملء الوقت بها، وقد قيل عن حماد بن أبي سلمة شيخ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه: "لو قيل له إنك ستموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً".

5- المداومة على الأعمال الصالحة: إذ إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.


6- استدراك ما فات من الطاعات، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.

7- الجمع بين الرجاء في رحمة الله وقبوله العمل الصالح، مع الخوف من عدم القبول.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ…} المؤمنون. فقلت يا رسول الله: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا، يا بنت الصدّيق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات". رواه الترمذي.


8- الحزن من سوء الخاتمة والإكثار من ذكر الموت وتذكر منازل الآخرة.

9- التأمل مع الآيات الكونية "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ.." آل عمران.

10- مناجاة الله تعالى والانكسار بين يديه وقصر الأمل وعدم الاغترار بالدنيا ويعظم حرمات الله وحسن الظن بالله والتوكل على الله والرضا لقضاء الله ومحاسبة النفس وحملها على الاستعداد للقاء الله عز وجل وملاطفة الفقراء والأيتام وذوي الحاجة وغير ذلك من الأعمال الصالحة.


ولا يخلو أي إنسان من لحظات يضعف إيمانه، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود الخير بين جوانحه.. المهم أن يستثمر المسلم طاقاته وقدراته في المحافظة على قدر من الإيمان يتناسب مع سمو العلاقة بالله.

Don't play with me
21-12-2010, 02:24 PM
8- الفساد


ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الفساد




يأتي الفساد من أن ينقل الانسان سلوكا من مجال افعل الى مجال لاتفعل، وأن ينقل الانسان سلوكا من مجال لا تفعل الى مجال افعل.
مثال ذلك: أن المنهج الالهي يقتضي أن يشهد الانسانبأن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، فالانسان الذي يعلن ذلك هو الذي عليه أن يتقبّل تكليف الله، والانسان الذي ينكر ذلك هو الذي ينقل سلوكا من مجال افعل الى مجال لا تفعل، ذلك أن قول: أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله، هذا القول هو تجديد للعهد الذي بين العبد وبين خالقه سبحانه، وبالتالي فهو التزام كامل بمنهج الله تعالى.
وكذلك الانسان الذي يعرف أن الصلاة ركن أساسي تقوم عليه حياة الانسان في الايمان، فهذا الانسان ان أخلص في أداء الصلوات الخمس كان ذلك عاصما له من زلات الشيطان أو اتباع الهوى وكذلك الصيام والزكاة، وأيضا عندما يامر الحق سبحانه وتعالى عبده بألا يشرب الخمر مثلا عندئذ فالعبد الذي يطبق منهج الله هو الذي ينتهي على الفور من شرب الخمر، والعبد الذي يظل في الشرب هو من خالف منهج الله تعالى في افعل ولا تفعل.
اذن، فالافساد في الأرض هو من آثر هواه على منهج الله. مثل الذي يأكل أموال الناس بالباطل ويكثر من اغتصاب عرق وتعب الآخرين فهذا انسان لا يطبق منهج الله وهو مفسد في الأرض.
لذا يجب أن نطبق هذه القاعدة في سلوك كل انسان وهي: أن من يطبّق منهج الله فقد أصلح نفسه، وانسجم مع أوامر خالقه، ونال رضا الله بعد أن قام بمسؤولية الاختيار، وأداها كما يجب أن تؤدى.
أما من لا يطبق منهج الله فقد أفسد نفسه، وأفسد سلوكه.
ذلك لأنه وقف من منهج الايمان من موقف السلب، فلم ينفذ أمر الله، وقد أخل بعهده مع الله.
وهكذا نرى ان خروج الانسان بفعل ما من مجال الى مجال في تشريعات الله تنطبق عليه العناصر الثلاثة التي حددها الله في وصفه للفاسقين أو احدهما، وهي:
نقض العهد.
قطع لما أمر الله أن يوصل.
افساد في الكون.
ان المجتمع عندما لا ينتظم الأفراد فيه بمنهج الله تعالى تجده مضطربا؛ لأن كل انسان سيفعل ما يحلو له، فسنجد التصادم في سلوك البشر ورغباتهم، وسنجد النقض للعهد، والقطع لما أمر الله به أن يوصل والافساد في الأرض.
ان الفساد قبح لجمال الوجود، ذلك أن المفسد في الأرض هو الذي يخرج الشيء عن حد اعتداله لمهمته، ولنا أن نعرف أن فعل المفسد في الأرض يشكل قبحا في الوجود، وينطبق الافساد في الأرض على المستغل لحاجات البشر فمثل الذي يخفي سلعة لها هامش ربح محدود وينكرها ليزيد من ارتفاع الأسعار بما يفوق طاقة البشر، وكذلك المستغل لحاجات البشر في الاسكان فيأخذ اموال الناس ليبني بها ولا يعطيهم حقوقهم ويستغل احتياجاتهم اليه فيقوم بسلب أموالهم. هذا افساد في الأرض، لأنه قهر من انسان قادر لانسان غير قادر، ونشر للكراهية بين البشر، وخروج عن مقتضى منهج الله، هذا القبح والافساد هو كافساد الصانع لصنعته، أو كالسباك الذي ينفذ شبكة للصرف الصحي في مبنى جديد فلا يتقن صنعته فيفسد المبنى كله. ان في ذلك هدرا لامكانات كان بالامكان أن يستفيد منها المجتمع كله في مجال من المجالات.
ان المهندس أو المقاول الذي لا يقيم البنيان على أسس سليمة فهو لا يصون حياة البشر الذين يسكنون فيه، فهذا الانسان هو مفسد في الأرض، ولكن في المجتمع المؤمن رباط الايمان يقتضي في رزقه، ويفتقد التواصل مع ضميره الايماني، كما يفتقد الاحساس بأخوة الايمان، وعندما نجد مهملا أو مفسدا أو حتى مغاليا في الثمن فاننا نسمع صيحة افتقاد الصانع أو الموظف للذمة، وتنتشر في المجتمع روح الأنانية، والفردية التي لا تعرف التآخي الايماني.
وهكذا نجد ان مفسدا واحدا أو قلة من المفسدين أو المستغلين ينشرون الرذيلة في المجتمع كله، فكيف يكون الحال لو تعاون الناس على الاثم؟ انهم ان فعلوا ذلك هدموا الخير كله.. والتعاون على الاثم يبدأ من كل من يعين على أمر يخالف أمر الله في افعل ولا تفعل.
والذي يامر بتطبيق أمر الله في افعل وينتهي بأمر الله لا تفعل هو من المتعاونين على البر والتقوى، ومن يعمل ضد ذلك فهو من المتعاونين على الاثم والعدوان، لماذا؟ لأنه ينقل الأفعال من دائرة افعل الى لا تفعل، وينقل النواهي من دائرة لا تفعل الى دائرة افعل.
مثال ذلك من يؤلف أغنية خليعة مثيرة ومهيجة للغرائز فهذه تكون أول لبنة في الاثم، ثم يلحنها ملحن بايقاع يساعد على ذلك فهذه اللبنة في التعاون على الاثم، ثم يغنيها ثالث بايحاءات مثيرة للغرائز فهذه درجة ثالثة من التعاون على الاثم، والذي يصفق الربا لهذا هو متعاون على ذلك أيضا، ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} المائدة 2.
هذا القول هو أساس عمارة الكون، وكما أنه أساس منع الفساد في الكون.
كذلك الذي يرتشي والذي يسهل عملية الرشوة. والذي يحمل الخمر للناس والذي يشربها والذي يدلس كل هؤلاء متعاونون على الاثم والعدوان، حتى ان البواب الذي يجلس أمام مدخل العمارة ويعلم أن بها بيتا يدار في أعمال مشبوهة كلعب القمار أو الدعارة أو ما شابه ذلك من المفاسد ويأخذ الثمن على ذلك فهو من المتعاونين على الاثم.

Don't play with me
21-12-2010, 02:26 PM
9- الخيانة
ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الخيانة


الخيانة



يقول الحق سبحانه وتعالى:{ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم، ان الله لا يحب من كان خوّانا أثيما} النساء 107.
يأمر الله سبحانه وتعالى بعدم المجادلة عن الذين يختانون أنفسهم، والجدل من الفتل، فالانسان حين يفتل شيئا كأن يحضر بعضا من الشعر والصوف أو الليف ويجدله ليصنع منه حبلا فانه يفتل هذا الغزل ليقويه ويجعله يتحمل الشد والجذب، ولذلك يقال عن مثل هذه العملية : اننا نجدل الحبل لنعطيه قوة. فكذلك شأن الخصمين كل واحد يريد أن يقوي حجته ضد الآخر فيحاول جاهدا أن يقوها بما يشاء من اساليب العقل أو الفصاحة.
والقرآن حين يعدل عن يخونون أنفسهم الى { يختانون أنفسهم} فلا بد أن لهذا معنى كبيرا, ان الخيانة هي أخذ ما ليس بمستحق، أي بغير حق، وقد تسوّل للانسان نفسه أن يخون غيره لكن هل من المقبول أن يخون الانسان نفسه؟!
ان الانسان قد يخون من أجل مصلحة نفسه، لكن لا يخون نفسه.
وعلينا ألا نأخذ المسألة بعجل أثر الخيانة ذلك لأن الانسان حين يريد أن يعطي لنفسه شهوة عليها عقوبة فهذه خيانة للنفس، لأن الانسان في مثل هذه الحالة أغفل العقوبة عن الشهوة؛ ان الشهوة عابرة لكن العقوبة باقية وهذه خيانة للنفس.
الانسان الذي يخون الناس انما يخون نفسه فاذا ما خان الانسان نفسه فهي عملية ليست سهلة وتتطلب افتعالا، ومن هنا جاء قول الحق سبحانه:{ يختانون أنفسهم} لأن في ذلك عملية افتعال للخيانة ولذلك قال الحق سبحانه:{ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم، ان الله لا يحب من كان خوّانا أثيما}.
ثم قال الحق بعد ذلك:{ انّا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما} النساء 105.
قال الله سبحانه وتعالى:{ للخائنين} ولم يقل خوّانين لماذا؟ ان الخائن تصدر منه الخيانة مرة واحدة، أما الخوّان فتصدر منه الخيانة مرات متعددة. أو يكون المعنى: هو أن الخائن تصدر منه الخيانة في أمر بسيط، أما الخوّان فتصدر منه الخيانة في أمر كبير.
اذن، فمرة تأتي المبالغة في تكرار الفعل، ومرة تأتي في تضخيم الفعل أي عندما نقول: فلان أكول وفلان أكال هذه مبالغة في اكل وأكول وهي مبالغة تكرار الفعل فالانسان العادي يأكل ثلاث مرات والأكول يأكل عشرات مرات مثلا. وقد يكون من الآملين لوجبة واحدة ولكنه يأكل أضعاف ما يأكل الانسان العادي اذن، فالمبالغة هنا تكون في تضخيم نفس الحدث أو في تكرار الحدث.
ان من لطف الله أنه لم يقل خائن، لأن الخائن هو من خان لمرة، وقد تكون عابرة وانتهى الأمر. ولم يخرجه الله سبحانه عن دائرة الستر والحب الا اذا أخذ الخيانة طبعا ومادة وحرفة وأصبح خوّانا، ولذا قال الله سبحانه وتعالى:{ ان الله لا يحب من كان خوّانا أثيما}.
وقد جاءت للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأة أخذ ولدها بسرقة وأراد عمر ان يقيم على هذا الولد الحد، وجاءت الأم تبكي وقالت: يا أمير المؤمنين، والله ما فعل هذا الا هذه المرة، قال عمر: كذبت والله ما كان الله ليأخذ عبدا من أول مرة! ولذلك يقولون: اذا عرفت في رجل سيئة انكشفت وصارت واضحة فاعلم أن لها أخوات سابقات لها ولا يمكن أن يفضح العبد من أول سيئة، لأن الله سبحانه يحب أن يستر عبده، لذلك يستر العبد مرة وثانية ثم اذا استمر العبد في السيئة وأصر عليها، فضحه الله وكشف ستره.

Don't play with me
21-12-2010, 02:29 PM
10-الكيد

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة الكيد

الكيد

* الكيد هو محاولة الانسان افساد الحال لآخر، أو لآخرين.
وهناك من يحاول الفساد بدون حيلة، فعندما يضبطه الانسان يقول: لا، أنا لم أفعل أي شيء، هذا هو الكيد.
ولا يقبل على الكيد الا الضعيف، لأن القوي يواجه ولا يكيد، ومثال ذلك: الضعيف هو من يدس السم للقوي فهذا احتيال افساد الحال، لكن القوي لا يفعل مثل ذلك بل يواجه، وحتى الذي يقتل نقول له: انك قليل الحيلة قليل الذكاء لأنك أثبت بمقدمك على قتله أنك لا تطيق حياته، وكانت الرجولة تقتضي منك أن تواجه خصمك بالمنطق.
والحق سبحانه وتعالى يقول عن كيد الشيطان:{ ان كيد الشيطان كان ضعيفا} النساء 76. فكيد الشيطان ضعيف، لأنه لا يملك قوة يقهر بها قلب الانسان ليقنعه، والكيد فيه اجتيال ولا يحتال الا الضعيف، وكلما كان الكائن ضعيفا للغاية كان كيده كبيرا ولذلك يقولون: المرأة أكثر لؤما من الرجل، ويستخدمون في التدليل على ذلك قول الحق سبحانه: { ان كيدكنّ عظيم} يوسف 28، ونقول لهؤلاء ما دام كيد النساء عظيما فلا بد ان ضعف النساء أعظم، ولذلك أراد الشاعر العربي أن يبرز هذا المعنى ابرازا واضحا حتى لا تتعجب فيقول:
وضعيفة فاذا أصابت فرصة قتلت كذلك قدرة الضعفاء
فالضعيف عندما يمسك بالخصم أو تمكنه الظروف منه فانه لا يتركه يفلت منه.
ان الضعيف يخاف من انتقام الخصم، لكن القوي يمسك بالخصم وبعد ذلك يتركه ويقول لنفسه: سأمسك به لأعاقبه ان فعل شيئا آخر، وهكذا نعرف أنه كلما كان الكيد عظيما فان الضعف يكون أعظم.

Don't play with me
21-12-2010, 02:42 PM
11- المن بالصدقة

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن رذيلة المن بالصدقة




المن بالصدقة











يقول الله سبحانه وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا، والله لا يهدي القوم الكافرين} البقرة 264.
الذي يتصدق ويتبع الصدقة بالمنّ ةالأذى انما يبطل صدقته فخسارته تكون خسارتين:
الخسارة الأولى: أنه أنقص ماله بالفعل، لأن الله لن يعوّض عليه، لأنه أتبع الصجقة بما يبطلها وهو المن والأذى.
الخسارة الثانية: هي الحرمان من ثواب الله من عطاء هذه الصدقة.
الذي ينفق ماله ليقول الناس عنه أنه منفق، أوأنه حسن فعليه أن يعرف أن الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا في هذا المجال أن الذي يدفع الأجر هو من عمل له العمل، فالانسان على محدودية قدرته يعطي الأجر على من عمل له عملا، والذي يعمل من أجل أن يقول الناس انه عمل فيأخذ أجره من قدرة البشر المحدودة، ولذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذي يفعل الحسنة أو الصدقة ليقال عنه انه فعل " لقد فعلت ليقال وقد قيل" هذا الانسان يأتي يوم القيامة فيجد أن لا أجر له.
واياك أيها الانسان أن تقول: أنا أنفقت ولم يوسع الله رزقي، لأن الله قد يبتليك ويمتحنك فلا تفعل صدقة من أجل توسيع الرزق، لن عطاء الله عند المؤمن ليس في الدنيا فقط، ولكن الله قد يريد ألا يعطيك في الفانية ويبقى لك العطاء في الآخرة، وعندما تتأمل قول الحق سبحانه وتعالى في حق الذي ينفق ثم يتبع ما أنفق المنّ والأذى:{ فمثله كمثل صفوان عليه تراب} البقرة 264، الصفوان هو الحجر الأملس الذي نسميه بالعامية الزلط ويقال للأصلع صفوان رأسه أي رأسه أملس كالمروة، ومعنى كلمة أملس أي: لا مسام له، أو لا مسام يمكن أن تدركه بالعين المجردة انما يدرك الانسان هذه المسام بوضع الحجر تحت المجهر، وهذا الشيء عندما يكون ناعما يأتي عليه تراب وعندما يأتي المطر وينزل على التراب فلا يبقى من التراب شيئا على هذا الحجر الأملس، ولو كان بالحجر بعض من الخشونة لبقي شيء من التراب بين نتوءات الحجر.
اذن، فالذي ينفق ماله رئاء الناس هو كالصفوان المتراكم عليه تراب ثم عندما ينزل المطر على التراب فيزيله. وقوله:{ لا يقدرون على شيء مما كسبوا} أي: فقدوا القدرة على امتلاك أي شيء، لأن الله جعل ما عملوا من عمل هباء منثورا.

Don't play with me
21-12-2010, 03:21 PM
الغيبة


الغيبة من الأمراض التي ابتلي يها المجتمع وانتشرت فيه انتشاراً هائلاً ، حتى اصبحت مألوفة لدى افراده ، يفعلها المسلم كأبسط امر يقدم عليه ، مع انها من كبائر الذنوب ، وعظائم المعاصي التي تمزق شمل الأمة ، حيث تزرع الشحناء في النفوس ، وتفصم عرى المودة ، وتقطع روابط الأخوة .

«رب غيبة سببت القتال بين طائفتين وسفكت بها دماء محترمة . ورب غيبة قتلت نفساً بريئة وفرقت بين الأب وبنيه والزوج وزوجته والأخ واخيه ، ورب غيبة هدمت قصوراً عالية ودكت صروحاً شامخة واتلفت اموالاً طائلة» .

تعريفها :




الغيبة هي ان تذكر اخاك المؤمن بما فيه ويكره ان يذكر به ، سواء ذكرت نقصاناًَ في بدنه أو خلقه أو نسبه أو ملابسه أو فعله أو دينه أودنياه وسواء اظهرت ما يكره إظهاره عنه بالتصريح أو التعريض أو الإشارة او الكتابة أو الغمز والرمز .


تحريمها :



حرم الإسلام الغيبة وحذر منها اعظم تحذير ومقتها اشد مقت ، فعدها اعظم من الزنا ، وصورها بما تكرهه النفوس وتنفر منه الطباع ، حيث جعل المغتاب كالآكل للحم أخيه .


قال تعالى : « ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم» .


وقال رسول الله «إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا ، إن الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه» .


وقال البراء : «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اسمع العواتق في بيوتها ،


فقال : يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته» .


وقال صلى الله عليه و سلم : «مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم فقلت يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في اعراضهم» .


وأوحي الله تعالى إلى موسى ابن عمران عليه الصلاة و السلام : «من مات تائباً فهو آخر من يدخل الجنة ومن مات مصراً عليها فهو أول من يدخل النار»


. وقال أنس : «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر الربا وعظم شأنه فقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا اعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل واربى الربا عرض الرجل المسلم» .


بواعثها :


الأسباب التي تبعث المغتاب إلى الغيبة كثيرة وإليك بعضها :




1 ـ الغضب والحقد :
قد يكون الشخص حاقداً على الآخر لسبب من الأسباب فيدفعه ذلك لأن يطعن عليه ، ويذكر نقائصه وعيوبه ، ويكشف عوراته .


العصبية وحقيقتها وغوائلها



2 ـ الحسد :
وقد يكون الدافع هو ثناء الناس وإطراؤهم للمحسود ، فيتعرض الحاسد له بالقدح والطعن ، مستهدفا بذلك إضعاف معنويته ، وسلب الثقة الإجتماعية منه .


الحسد وبواعثه وعلاجه



3 ـ موافقة الرفقاء :
وقد يكون السبب الباعث الى الغيبة هو موافقة الرفقاء ومجاملة الجلساء ، فبدلاً من أن ينكر عليهم أو يقوم عنهم يشترك معهم في التفكه بعرض اخيه .


4 ـ رفع النفس :
وقد ينساق الرجل الى الغيبة بسبب رفع نفسه فيحطم شخصية اخيه في سبيل تضخيم شخصيته .


علاجها :
أيها المسلم إذا نازعتك نفسك إلى ذكر عيوب أخيك ونقائصه فتذكر أضرار الغيبة ومفاسدها ، وما ورد فيها من الإثم العظيم ، وانظر إلى عيوبك ونقائصك ، وتول علاجها واستئصالها من نفسك فذلك أحرى بك ، وأبقى لكرامتك ، واسلم لعرضك قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» .




ثق يا أخي إنك لو فتشت عن نفسك لوجدتها متصفة بما تعيب به أخاك ، أو ما يشبهه ، أو ما هو أقبح منه ، فاشتغل بإصلاح نفسك ، وتعديل سلوكك وتهذيب اخلاقك ، ولا تتبع عثرات الناس وتتطلع إلى عيوبهم ، فتضيف عيباً إلى عيوبك ، وتزيد وزراً على وزرك . وثق أنك تعامل بالمثل فإن المرء كما يدين يدان وكما يعمل يجازي ، فاجتنب ما لا تحب أن يفعل بك .

إذا شئت أن تحيى ودينك سالم وحظك موفور وعرضك صين


لسانك لا تذكر به عورة امرء فعندك عورات ولـلناس ألـسن


وعينك إن أهدت إليك مساوياً فدعها وقل : يا عين للناس أعين


واعلم ان الغيبة ليست محصورة في أن تذكر أخاك في غيبته بما يكره فحسب ، بل إن إصغاءك لمن يغتابه غيبة أيضاً ، والمغتاب لو لم يجد من يصغي لحديثه لما اغتاب ، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله قال : «الساكت شريك المغتاب» وقال : «المستمع أحد المغتابين» .


فاحذر أن تؤثر إرضاء العواطف ، ومجاملة الجلساء على إرضاء ربك ، والرد عن عرض أخيك وحفظ كرامته .


كفارتها :
كفارة الغيبة : هي أن تتوب منها وتندم على فعلها ، وبذلك تخرج من حق الله تعالى ، ويبقى عليك حق أخيك المؤمن الذي اغتبته ، وطريق الخروج من حقه كما يأتي :


1 ـ إن كان حياً يمكنك الوصول إليه فاذهب اليه واعتذر من فعلك ، واستحله ، وبالغ في الثناء عليه لتطيب نفسه ، وإذا فعلت هذا ولم تطب نفسه ففي ذهابك إليه ، واعتذارك وتأسفك من الأجر ما يقابل إثم الغيبة يوم القيامة .


ويشترط في استحلالك منه : أن لا تكون الغيبة سبباً لوقوع الفتنة بينك وبينه ، سواء بلغته الغيبة قبل ذهابك إليه أو بسبب اعتذارك منه .


2 ـ إن كان من اغتبته ميتاً أو غائباً لا يمكنك الوصول إليه فأكثر له من الاستغفار والدعاء ، ليجعل ثواب ذلك في حسناته يوم القيامة ، ويكون مقابلاً لما تحملت من السيئآت بسبب اغتيابه .


3 ـ إذا كان حياً ولم تبلغه الغيبة وكان في إطلاعك إياه عليها ـ حال التحلل والاعتذار ـ إثارة للفتنة ، فلا تذهب إليه ، بل اكثر من الإستغفار والدعاء له .


المستثنى من الغيبة :
«إن الفاسق المتجاهر بالفسق المتبجح بأعماله المذمومة تجوز غيبته في تلك الأعمال لا غير ، فقد ورد في الحديث (لا غيبة لفاسق) ،


وروي عنه صلى الله عليه و سلم : (من القى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له) .
ووردت الرخصة في تظلم المظلوم من ظالمه لدى من يأخذ له بحقه ، وفي نصح المستشير ، وجرح الشاهد والقدح في باطل ، والشهادة على مرتكب الحرام ، وضابط هذه الرخصة : هو كل مقام يكون هناك غرض صحيح يتوقف حصوله عليه»

يتبع

Miss Zinab
21-12-2010, 05:49 PM
رائع يا رمضان

ربنا يجعله في ميزان حسناتك

و يجازيك كل خير يارب

Don't play with me
21-12-2010, 06:04 PM
شكرااا لمرورك الغالى
يازينب
نورتينى

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
21-12-2010, 08:36 PM
توبيك رائع فعلا
جزاك الله كل خير

Don't play with me
22-12-2010, 02:41 PM
وإياكم شكراا لمرورك
الغالى نورتينى

Don't play with me
27-12-2010, 08:47 PM
- الكبر


يقول الشيخ رحمه الله عن رذيلة الكبر



لا يوجد كبرياء الا لله وحده، أما الانسان فهو من الأغيار، فالقوي يصيبه الضعف، والغني يصيبه الفقر، وان كان عالما فقد يفقد علمه لسبب ما، لذا فكل من أراد الاستعلاء والتكبر على غيره فليحاول أن يبحث عن شيء ذاتي في نفسه يستحق أن يتكبر به!
ومعنى ذلك أن يبحث عن شيء لا يسلب منه، ولن يجد أحد ذلك الشيء، لأن الوجود الانساني كله يطرأ عليه الأغيار، من غنى وفقر وضعف وقوة وصحة ثم ينتهي الكل بالموت.
لذلك فالمؤمن الصادق مع نفسه يعرف ان الكبرياء لله الواحد القهار وحده لا ينازعه فيه أحد.
اذن، فالمؤمن عليه ألا يحبط عمله بالاستعلاء على الخلق بما رزقه الله من مال، أ, موهبة من عمل ينبغ فيه، لأنه يعلم أن هذا كله من الله تعالى، وأن الله مستخلفه وناظر ما يفعل فيه، فيرى كل منا ربه ما يحب ويرضى.




**


الاختيال والتكبر



يقول الحق سبحانه وتعالى:{ ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا} النساء 36.
ما هو الاختيال؟ وما هو الفخر؟
مادة الاختيال: كلها تدور على زهو لحركة لذلك نسمي الحصان من فصيلة الخيل، لأنها تتخايل في مشيها، وعندما يركبها الفرسان تتبختر بهم، ولذلك كلمة الخيلاء من هذه.
اذن، فالاختيال حركة مرئية، أما الفخر فهو حركة مسموعة، فالحق سبحانه وتعالى ينهى المؤمن أن يجعل صورته أمام الناس صورة المختال الذي يسير بعنجهية، ويعتبر نفسه مصدر النعمة فينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى:{ ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد} الحج 9، 10.
أما الفخر: فهو أن يتشدق الانسان بكلام غير صحيح أو مبالغ فيه فيحكي عما فعله ويمجده ويعلي من شانه وكأنه مصدر كل عطاء البشر.

Don't play with me
27-12-2010, 08:49 PM
فضائل يجب على كل مؤمن التمسك بها (سلسلة خلق المسلم )






الفضيلة وأبوابها

الطاعة



قال الله تبارك وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا} النساء 59.


هناك حيثيات توجب هذا الأمر من الله تعالى لعباده فنحن ـولله المثل الأعلىـ نلحظ بعد صدور حكم قاض من المحكمة أنه يصدر على حيثيات لهاذا الحكم، وهذه الحيثيات هي التبرير القانوني للحكم سواء كان بالعقوبة أو بالبراءة.


اذن فالقاضي يحكم بناء على حدوث وقائع مطابقة لمواد القانون.


وعلى هذا فحيثيات أي حكم هي التبريرات القانونية التي تدل على سند هذا الحكم.


وقول الحق سبحانه وتعالى:{ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} فيه نلحظ أن الحق سبحانه لم يقل:" يا أيها الناس أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" ولكنه سبحانه وتعالى قال:{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.


اذن فالحق سبحانه وتعالى لم يكلف مطلق الناس بأن يطيعوه، وانما كلف مطلق الناس أن يؤمنوا به.


اذن فحيثيات الطاعة لله وللرسول نشأت من الايمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه عدالة من الخالق سبحانه وتعالى، فهو سبحانه لم يكلف واحدا أن يفعل فعلا الا اذا كان قد آمن به تعالى، وآمن بالرسول صلى الله عليه وسلم مبلغا وشرعا، ولذلك نجد كل تكليف من الله تعالى يبدأ بقوله سبحانه وتعالى:{ يا ايها الذين آمنوا}، اذن فحيثيات طاعة الله تعالى، وطاعة الرسول هي الايمان.


ولذلك نقول دائما: اياكم أن تقبلوا على أحكام الله بالبحث عن عللها أولا، ثم الايمان بها ثانيا، ولكن أقبلوا على أحكام الله أولا واسمعوا وأطيعوا، واخضعوا واخشعوا، ثم من بعد ذلك لا مانع من أن يقوم العقل بالتدبر والتأمل ليفهم شيئا من الحكمة التي من أجلها تم تحريم هذا الشيء أو ذاك، أقول بعض الحكمة وليس كل الحكمة، ذلك أن حكمة الله لا تتناهى ولا تدرك ولا يحاط بها.


وهناك فرق بين أمر البشر للبشر، وأمر الله تعالى للمؤمنين به، فان أمر الله للبشر تسبقه العلة وهي أن الانسان قد آمن به، أما أمر البشر للبشر فمنهم من يقول مثلا: أقنعني حتى أفعل ما تأمرني به، لأن عقلك ليس أكبر من عقلي، ولسن بأقدر على الفهم مني والانسان لا يصنع شيئا صادرا اليه من بشر الا اذا اقتنع به، وأن تكون التجارب قد أثبتت لك أن من يأمرك بهذا الأمر، أنه لا يغشك فتأخذ كلامه مصدقا، أما المساوي لك فأنت لا تأخذ كلامه على أنه واجب التنفيذ بأنه الاله الواحد الذي خلقك وأوجدك، ومنحك مقومات حياتك وهو سبحانه الغني عنك، وعن الكون كله.


الحق سبحانه وتعالى حين يطلب منا أن نؤمن به فهذه الطاعة ليست لصالح الله ولكن لصالح البشر. فالله سبحانه قد خلقنا وهو غني عنا، ولا يطلب منه شيئا لصالحه، ثم ان طاعتنا لا تضيف اليه سبحانه شيئا، وحتى خلقه لنا لا يضيف له صفة جديدة، بل هو سبحانه خالق قبل أن يخلقنا.


الحق سبحانه وتعالى يريد منا الطاعة باختيارنا، لا بالاكراه، ولا بالقهر، فالعبد يعبد الله تعالى لأنه سبحانه وحده المستحق للعبادة، يعبده طاعة له باختياره، فالعبد كما هو معلون منحه الله تعالى حق الاختيار في أن يؤمن أو لا يؤمن، فاذا اختار الانسان الطاعة على المعصية فهو محب لله فعلا، فهناك فرق بين من يقره الله على الطاعة، وبين من يذهب الى الطاعة باختياره.

1- الستر على الناس




يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى فى فضيلة الستر على الناس




يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث أصاب أرضا فكانت منها نقيّة قبلت الماء فلأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ومثل لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".

اذن فالله سبحانه وتعالى قد شبّه الناس بالأرض وقسمهم الى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قسم على الهدى فانتفع به، ثم نقل ما عنده الى الغير فنفع غيره، وهؤلاء مثلهم كمثل الأرض الخصبة التي ارتوت فأنبتت الزرع.

القسم الثاني: هم الذين يحملون المنهج ولا يعملون به، ولكن يبلغونه الى الناس، وعن هؤلاء يقول الحق سبحانه وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} الصف 2،3. فهؤلاء مثل الأرض التي حجزت الماء فشرب منه الناس ولكنها لم تأخذ منه شيئا ولم تنفع نفسها كما نفعت غيرها.

وعلى المسلمين في هذه الحالة أن يأخذوا علمهم ويدعوا عملهم، ويجب عليهم ألا يعرضوا بهم ويوكلوهم الى الله تعالى لعله يهديهم أو يشرح صدرهم للعمل بما هم عليه من علم خاصة وأن التعريض بهم أو الفرح فيهم، يدور الآن على ما هم عليه من دين وليس على ما يفعلونه.

وفي الحديث:" من ستر مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة" لأن من يعلم أمرا ما عن انسان لا يصح أن يفضح ذلك الانسان فليس هناك انسان معصوم الا الأنبياء والرسل، ولذلك فان لكل انسان زلات، كذلك اذا رأيت زلة لعالم من العلماء فاسترها حتى ينتفع الناس بعلمه، لأنك ان أذعتها وانصرف الناس عنه، ولم يأخذوا من عمله ما كان من الممكن أن ينتفعوا به في الدنيا والآخرة، وقديما قال الشاعر.

خذ بعلمي ولا تركن الى عملي وخلي العود للنار

القسم الثالث: وهم الذين لم ينتفعوا بمنهج الله تعالى، ولا نفعوا الناس به.

اذن فمنهج الله تعالى كالمطر الذي ينزل من السماء، مرة على أرض تنتفع به وتنفع الغير، ومرة ينزل على أرض لم تنتفع به الأرض ولا تنفع غيرها، ومرة ينزل على أرض لم تنتفع هي به، ولا نفعت به الغير.

Don't play with me
27-12-2010, 08:50 PM
التوكل على الله

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى عن فضيلة التوكل على الله





يقول الحق سبحانه وتعالى:{ فاذا عزمت فتوكل على الله، ان الله يحب المتوكلين} آل عمران 159.


ان فائدة الايمان في هذه المعادلة الجميلة، أن الجوارح تعمل وعليها أن تأخذ بأسباب الله، والقلوب تتوكل على الحق سبحانه وتعالى، فالفلاح اذا أراد الزراعة لا بد أن يختار البذور، ويحسن التسميد، وأن يقوم بحرث جيّد للأرض، وأن ينتظم في مواعيد الري، وأن يحافظ على الزرع من الصقيع مثلا بتغطيته، ، فهذا كله من عمل الجوارح، وبعد ذلك تتوكل القلوب على الحق سبحانه وتعالى، اذن فلا يتأتى أبدا للفلاح أن يقول: المحصول آت لأنني أحسنت أسبابي، لكن المؤمن يتذكر دائما الحقيقة وهي أن فوق الأسباب خالق لها، فيقول: لقد فعلت كل ما أستطيع واستنفذت كل أسباب اتقان العمل، الله تعالى يقدر لي الخير ويبارك في زرعي.


لقد جاء الاسلام بهذه المعادلة، ليحقق الايمان لاله له طلاقة القدرة يخلق بأسباب، ويخلق بغير اسباب، فالأسباب هي لجوارح البشر، وفوق الأسباب قادر حكيم، فالانسان المؤمن حين يعمل فهو يأخذ بألسباب، وحين يتوكل المؤمن فانه يرجو عطاء الحق سبحانه وتعالى خالق الأسباب.


اذن فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل، وهكذا يجب على كل مؤمن أن يضع تلك المعادلة الجميلة في بؤرة شعوره دائما.


ولا يظن ظانّ أن التوكل هو توقف الجوارح عن العمل، فهذا هو التوكل الكاذب، والدليل على كون هذا اللون من التوكل كاذبا، أن صاحبه يترك لعمل فيما فيه من مشقة ويزعم التوكل، والأمر السهل لا يتوكل فيه.


ان الذي يأخذ بالتوكل الكاذب هو الذي يمتنع عن العمل، ولا أحد فينا يرى رجلا من هؤلاء يأتي اليه الطعام ولا يمد يده اليه ويتناوله، اننا نقول لمثل هذا الرجل: لو كنت صادقا في التوكل اياك أن تمد يدك الى لقمة لتضعها في فمك واجعل التوكل الكاذب يقذف باللقمة الى فمك.


ومعلوم أن الاسلام ينهى عن التوكل الكاذب، وبلادة الحس الايماني، لذلك الحق سبحانه وتعالى يقول:{ فاذ عزمت فتوكل على الله} ولتتأمل كلمة { عزمت} و {فتوكل} فنرى أن العزم يقتضي عزيمة، والتوكل يقتضي اظهار اعجز، لأن معنى توكل الانسان أن يعلن عجز أسبابه، ويلجأ الى من عنده قدرة ليست عنده ونحن نرى انسانا يقول: لقد وكلت فلانا في هذا الأمر لأنني لا أقدر عليه، ان معنى هذا اظهار عجزه، وأنه ذهب الى من عنده القدرة ليفعل ما يعجز عنه هو.


فالتوكل الايماني هو تسليم زمام أمور الانسان الى الحق سبحانه وتعالى ثقة منه بحسن تدبيره وهذا هو التوكل المطلق، ولما كان الله تعالى هو سبحانه الذي أعطى الانسان الأسباب فعلى الانسان ألا يرد يد الله الممدودة بالأسباب ويقول له: عاوني يا رب، أ, اصنع لي، عليه قبل ذلك أن يستنفد كل الأسباب.


والحق سبحانه يقول في فاتحة الكتاب:{ اياك نعبد واياك نستعين} الفاتحة 5، وهذا يعني أننا نعمل ونطلب العون من الله، ويقول الحق سبحانه وتعالى:{ ان الله يحب المتوكلين} لماذا يحبهم؟ لأن المؤمنين به قد أخذوا بأسبابه ثم توكلوا عليه بعد ذلك.

Don't play with me
27-12-2010, 08:51 PM
بذل الخير



ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله عن فضيلة بذل الخير








عندما ننظر في معنى كلمة خير نجد أن المقابل لها كلمة شر لكن كلمة خير هي الكلمة الوحيدة التي يكون فيها الاسم مساويا لأفعل التفضيل اذا أضيفت لها "من" لتصبح " خير من".




والخير هو ما يأتي بالنفع، ولكن مقياس النفع يختلف باختلاف الناس فواحد ينظر الى النفع العاجل، وواحد ينظر الى نفع آجل. ولنضرب مثلا على ذلك مثلا ـ والله المثل الأعلىـ بأخوين الأول يستيقظ باكرا ويذهب الى مدرسته، ويستمع الى أساتذته، ويواظب على قراءة دروسه واستيعابها، والآخر يوقظونه من النوم بمنتهى الصعوبة فاذا استيقظ فاستيقاظه قهر، ويخرج من المنزل لا الى المدرسة، ولكن ليتسكع في الشارع ليلعب مع هذا وذاك.




ان كلاهما يحب الخير لنفسه ولكن الخلاف بينهما يكون في تقييم الخير، واحد يفضل الخير الآجل، وآخر يفضل الخي العاجل ولو كان فيه ضياع لحياته.




واحد يفضل أن يتعب عشر أو خمسة عشر سنة ليكون انسانا ذا مكانة في المجتمع، وآخر يفضل أن يلعب الآن ولو كان ذلك فيه دمار لسمتقبله.




مثال آخر فلاح يفلح الأرض، ويحسن زراعتها ورعايتها، ويعتبرها فضلا من الله تعالى فيرعى حق الخالق فيما وهب، ويروي الأرض ويسمدها، ويرجو الحق أن يبارك له في الرزق فيمر الوقت وينضج الزرع فيحصده ويملأ الرجل مخازنه برزق الله الوفير، ويزكي ماله ورزعه، ويظل طوال العام يأكل هو وأبناؤه مما رزقه الله نتيجة لتعبه وكدّه، وآخر لا يرعى حق الله فيما وهبه من أرض ويتركها ويهملها، ولا يرهق نفسه، ويستسلم للكسل، ويأخذ رزقه من السرقة والتسول.




اذن فهناك معايير مختلفة لحب الخير، فلماذا نرهق أنفسنا في وضع مقاييس للخير؟ ان الحق هو الذي أنزل الشريعة الغرّاء وبها كل معايير الخير، وان معايير الخير التي وضعها الحق لا تختل أبدا.

Don't play with me
27-12-2010, 08:51 PM
العمل

يروى أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ويطلب منه مالا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟). فقال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما)، فجاء بهما الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يشتري هذين؟). فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم. فقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يزيد على درهم؟)-مرتين أو ثلاثًا-.
فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الدرهمين، فأعطاهما الرجل الفقير، وقال له: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا (فأسًا) فأتني به).
فاشتري الرجل قدومًا وجاء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فوضع له الرسول صلى الله عليه وسلم يدًا وقال له: (اذهب فاحتطب وبع ولا أَرَينَّك (لا أشاهدنَّك) خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يجمع الحطب ويبيعه، ثم رجع بعد أن كسب عشرة دراهم، واشترى ثوبًا وطعامًا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَةً (علامة) في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مُدْقِع (شديد)، أو لذي غُرْم مفظع (كبير)، أو لذي دم موجع (عليه دية)) [أبو داود].

*ما هو العمل؟
للعمل معانٍ كثيرة واسعة، فهو يطلق على ما يشمل عمل الدنيا والآخرة.
عمل الآخرة : ويشمل طاعة الله وعبادته والتقرب إليه، والله -تعالى- يقول:
{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} [آل عمران: 195].
وسُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) [البخاري].
عمل الدنيا : ويطلق على كل سعي دنيوي مشروع، ويشمل ذلك العمل اليدوي وأعمال الحرف والصناعة والزراعة والصيد والتجارة والرعي وغير ذلك من الأعمال. وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أفضل؟ فقال: (عمل الرجل بيده) [الحاكم].
أمرنا الله -تعالى- بالعمل، والجـد في شئون الحياة، في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه:
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} [الجمعة: 10].
وقـال تعالى:
{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وقـال تعالى:
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} [التوبة: 105].
وعلى كل مسلم أن يؤدي ما عليه من عملٍ بجد وإتقان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بإحسان العمل وإتقانه، كذلك فإن الطالب عليه أن يجتهد في مذاكرته؛ لأنها عمله المكلف به؛ فيجب عليه أن يؤديه على خير وجه، حتى يحصل على النجاح والتفوق.
والمسلم لا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها) [أحمد].
وقد نهى الإسلام عن أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، وقد وصف الله -تعالى- فقراء المؤمنين بالعفة، فهم مهما اشتد فقرهم لا يسألون الناس ولا يلحُّون في طلب المال، يقول تعالى:
{للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
والذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخـذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه) [البخاري].
ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة. فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة،....

العمل خلق الأنبياء:
عمل نبي الله نوح -عليه السلام- نجارًا، وقد أمره الله بصنع السفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه. واشتغل يعقوب -عليه السلام- برعي الغنم. وعمل يوسف -عليه السلام- وزيرًا على خزائن مصر.
ويروى أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان يعمل بالخياطة، ولسانه لا يكفُّ عن ذكر الله؛ فلا يغرز إبرة ولا يرفعها إلا سبح الله؛ فيصبح ويمسي وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه. كما اشتغل نبي الله موسى
-عليه السلام- برعي الغنم عشر سنين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري]. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله داود -عليه السلام- لأنه كان مَلِكًا، ومع كونه ملكًا له من الجاه والمال الكثير، إلا أنه كان يعمل ويأكل من عمل يده؛ فقد كان يشتغل بالحدادة، ويصنع الدروع الحديدية وآلات الحرب بإتقان وإحكام. وقد اشتغل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك برعي الغنم في صغره، ثم عمل في شبابه بالتجارة.

فضل العمل:
المسلم يعمل حتى يحقق إنسانيته؛ لأنه كائن مُكلَّف بحمل رسالة، وهي عمارة الأرض بمنهج الله القويم، ولا يتم ذلك إلا بالعمل الصالح، كما أن الإنسان لا يحقق ذاته في مجتمعه إلا عن طريق العمل الجاد.
وبالعمل يحصل الإنسان على المال الحلال الذي ينفق منه على نفسه وأهله، ويسهم به في مشروعات الخير لأمته، ومن هذا المال يؤدي فرائض الله؛ فيزكي ويحج ويؤدي ما عليه من واجبات، وقد أمر الله عباده بالإنفاق من المال الطيب، فقال تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267].
وقد ربط الله -عز وجل- بين العمل والجهاد في سبيل الله، فقال تعالى:
{وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20].
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من يخرج ليعمل ويكسب من الحلال؛ فيعف نفسه أو ينفق على أهله، كمن يجاهد في سبيل الله. وقد مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرأى الصحابة جده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يَعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
كما أن العمل يكسب المرء حب الله ورسوله واحترام الناس. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف (أي: الذي له عمل ومهنة يؤديها)) [الطبراني والبيهقي].

أخلاقيات العمل في الإسلام:
نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات.

أولا: حقوق العامل:
ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها:
* الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى:
{ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [هود: 85]. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) [ابن ماجه].
* الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، قال تعالى:
{لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه]. وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية.
* الحقوق الاجتماعية: وهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
(مَنْ كان لنا عاملا فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا. من اتخذ غير ذلك فهو غَالٌّ أو سارق) [أبو داود].

ثانيا: واجبات العامل:
وكما أن العامل له حقوق فإن عليه واجبات، ومن هذه الواجبات:
* الأمانة: فالغش ليس من صفات المؤمنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس مني) [مسلم وأبو داود والترمذي].
* الإتقان والإجادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
* التبكير إلى العمل: حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) [الترمذي وابن ماجه].
* التشاور والتناصح: حيث يمكن التوصل للرأي السديد، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم والترمذي].
* حفظ الأسرار: يجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد -خارج عمله- عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل.
* الطاعة: فيجب على العامل أن يطيع رؤساءه في العمل في غير معصية، وأن يلتزم بقوانين العمل.
اللهم ارزقنى عملا صالحا يقربنى اليك....... اللهم اجعلنى من حفظه القران الكريم.....واجعلنى من العاملين به........اللهم انى احبك واحب ان اكون بقربك فارزقنى قربك يا كريم.......

Don't play with me
27-12-2010, 08:53 PM
الرفق
دخل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين) [البخاري].
***
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].




رفق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم.. أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله؛ فينتقم لله -تعالى-. [متفق عليه]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) [متفق عليه].




أنواع الرفق:
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].




ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الرفق بالناس : فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك}

[آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].
الرفق بالخدم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
الرفق بالحيوانات : نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
الرفق بالجمادات : المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.


فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].

والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].





اللهم رقق قلوبنا لذكرك
اللهم انا نسالك ألسنةً تلهج بشكرك
اللهم إنا نسالك ايمانا كاملا و يقينا صادقا و قلبا خاشعا و علما نافعا و عملا صالحا مقبولا

Don't play with me
27-12-2010, 08:55 PM
الصدق

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله عن فضيلة الصدق


يقول الحق سبحانه وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة 119. أي يا من أمنتم بالله اتقوا الله أي اجعلوا بينكم وبين الله وقاية، ولكن من المفروض أن المؤمن يكون في معية الله فكيف يطلب الحق سبحانه وتعالى منا أن نجعل بيننا وبينه وقاية؟
نقول، أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية، وهنا يأتي من يتساءل بأن الله سبحانه وتعالى يقول:{ اتقوا الله} ويقول سبحانه:{ اتقوا النار} فكيف ينسجم المعنى؟نقول: ان المعنى منسجم، لأن النار جند من جنود الله تعالى، فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول: اجعلوا بينكم وبين النار التي هي من جنودي صفات الجلال وقاية.وقول الحق سبحانه وتعالى:{ وكونوا مع الصادقين} أي التحموا بهم فتكونوا في معية الله، فاذا جاء من بعدكم وجدوكم من الصادقين.اذن فـ { مع الصادقين} سابقة { لمن الصادقين} يوسف 51.ولكن من هم الصادقون؟مادة هذه الكلمة الصاد، والدال، والواو تدل على أن هناك نسبا يجب أن تتوافق مع بعضها البعض فما معنى هذه النسب؟ان انسان حين يتكلم فانه قبل أن ينطق بالكلمة تمر على ذهنه نسبة ذهنية قبل أن تكون نسبة كلامية مثل اذا أردت أن أقول:" محمد زارني" قبل أن تسمع لساني ينطق بهذه العبارة فانها تمر على ذهني أولا، والمستمع لا يدري شيئا عنها، فاذا قلت لي كلاما أعلم أن النسبة الذهنية جاءت الى عقلك فتردمها لسانك الى نسبة كلامية فنطق بها فلما سمعها السامع عرف أولا النسبتين، وقد تكون هذه النسبة صحيحة وواقعة، حينئذ يكون الصدق، وقد تكون غير صحيحة ويكون الكذب.اذن فالصدق هو أن تطابق النسبة الكلامية الواقع، واذا لم تتوافق فهو من الكذب، فكل كلام يقال محتمل الصدق أو الكذب، والصدق هو الذي يجمع كل خصال الايمان، وجاء في الأثر حديث البدوي الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: في ثلاث خصال لا أقدر عليها:" الأولى النساء، والثانية الخمر، والثالثة الكذب، وقد جئتك بخصلة من الخصال الثلاثة أتوب منها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن صادقا وما عليك" فلما ألحت عليه خصلة شرب الخمر قال: وان سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أشربت الخمر" فماذا أقول له؟ لا بدّ ان أقول له الصدق فأمتنع عن شرب الخمر، وعندما نظر الى امرأة واشتهاها قال: ان سألني رسول الله:" ماذا فعلت مع النساء؟ فماذا أقول له؟ لا بد أن أقول له الصدق فامتنع عن النساء، وهكذا منعه الصدق من المعاصي، ولذلك عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرق المؤمن؟ قال نعم. أيزني المؤمن؟ قال نعم، أيكذب المؤمن؟ قال: لا.والله سبحانه وتعالى ينبه الى أنه لا بدّ أن يكون كلامك مطابقا لواقع فعلك، واياك أن تقول كلامك وفعلك غيره، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} الصف 2، 3.

Don't play with me
27-12-2010, 08:56 PM
الصبر

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله عن فضيلة الصدق




الصبر هو حبس النفس بحيث ترضى بمكروه نزول بها، والمكروه له مصدران:



الأول: أمر لا غريم لك فيه، فان أصابك مثلا مرض أو عجز، أو فقدت أحد أولادك بموت، فهذا ليس لك غريم فيه، ولا تستطيع أن تفعل معه شيئا.


والثاني: أمر لك غريم فيه كأن يعتدي عليك أحد، أو يسرق مالك أو غير ذلك.


الأمر الذي لا غريم لك فيه: ليس أمامك الا الصبر، والأمر الذي لك غريم فيه تكون نفسك مشتعلة برغبة الانتقام، ولذلك يحتاج الى صبر أكبر وصبر اطول، لأن غريمك أمامك، فنفسك تطالبك بالانتقام منه، ولذلك يفرق الله سبحانه وتعالى بين الصابرين فيقول سبحانه وتعالى:{ واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور} لقمان 17، ويقول سبحانه وتعالى في آية أخرى:{ ولمن صبر وغفر ان ذلك من عزم الأمور} الشورى 43، ووجود اللام هنا يدلنا على أننا نحتاج الى الصبر على غريم لنا، والى قوة ارادة وعزيمة حتى نمنع أنفسنا من الانتقام.


والصبر له دوافع، فمن الناس من يأتيه أحداث شديدة فيظهر أمام الناس أنه اقوى من الأحداث التي لا تستطيع أن تنال منه، وانه جلد، وأنه صبور فهذا صبر ليس لابتغاء وجه الله، ولكنه صبر ليبين نفسه أنه فوق الأحداث، أو صبر أمام أعدائه حتى لا يشمتوا فيه، فقد قال الشاعر:


وتجلدي للشاتمين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع


ولكن الحق سبحانه وتعالى يريد منا أن نصبر ابتغاء وجهه الكريم، فعندما ترى أمرا يحدث فاعرف أن فيه خيرا كثيرا، واعلم أن لله فيه حمة، ولو أنك خيّرت بين ما كان يجب أن يقع وبين ما وقع لاخترت ما وقع.


اذن فالذي صبر ابتغاء وجه الله ينظر الى مناط الحكمة في مورد القضاء عليه، ولذلك يقول: أحمدك يا ربي على كل قضائك، وجميع قدرك حمد الرضا بحكمك لليقين بحكمتك، هذا تيقن بالحكمة فلا تأخذ الأمور بسطحية.



**

ألوان الصبر




ان الصبر في البأساء هو الصبر على ما يعتري الانسان من بؤس وفقر، أما الصبر في الضراء فهو الصبر على آلام البدن من مرض أو علل أو عاهات، والصبر حين البأس هو الصبر الذي يطلق على الصبر والمصابرة في القتال أثناء الالتقاء بالعدو، اذن فنحن أمام ثلاثة ألوان من الصبر:


الأول: صبر على حال بؤس أو فقر.


الثاني: الصبر على الابتلاء في البدن.


الثالث: الصبر في لقاء العدو.


ولذك يروى أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى:" اذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني الى عوّاده أطلقته من اساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يسالأنف العمل". معن ذلك أن الانسان اذا أصابه الله بأمر من امور الابتلاء الذي يؤلم، ولم يتذمر العبد بالشكوى انما صبر على ذلك الابتلاء فان مات فان الله تعالى يغفر له ويرحمه، وان عافاه كانت عافيته بلا ذنب.


لكن لا يجب أن نفهم من ذلك أن يستسلم الانسان للأحداث أو الابتلاءات دون أن يبحث عن حلول لها عند الأطباء مثلا ان كنت مريضا، أو أن يأخذ بأسباب الله لازالة هذه النكبات، علينا أن نفهم أننا يجب أن نأخذ بأسباب الله دون ضجر بما يمر علينا من أحداث.

Don't play with me
27-12-2010, 09:03 PM
الحِـــــــــلْم



خلق من أخلاق الإسلام العظيمة، والذى يتمثل فى تريث الإنسان وتثبته فى الأمر، ويعنى الأناة وضبط النفس.

وهو ضبط إرادى للانفعال فى مواجهة إساءات الآخرين، ابتغاء وجه الله.
ويعطى الحليم الفرصة للتفكير الهادئ والتقدير السديد لتلك الإساءات، فيقرر بطريقة سليمة خلقيًا ودينيًا أن يقابلها بمثلها، أو يعفو عنها.

وهكذا يكفل الحلم لصاحبه البقاء ضمن إطار القانون والفضيلة ويجنبه تجاوزهما.

أما الخير الذى يجنيه الغير من حلم الحليم فهو الأمن من الظلم أو انتهاك الفضيلة والقانون بالاعتداء أو بالعقاب المخالف لهما، وكذلك يتيح الحلم للغير الفرصة لنيل العفو والصفح عن إساءته


وعندما نتأمل آيات القرآن الكريم التى تعالج الحلم نجد أنها تذكره كصفة لله -عز وجل- ثم لأنبيائه - صلوات الله وسلامه عليهم. وأنها تقرنه -غالبًا- بالمغفرة.

يقول تعالى: { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِى أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 225].

وقوله:{اعلّموا أّن اللَّه غّفور حّلٌيم} [البقرة: 235].
وقوله -عز وجل- { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة: 114].
ويقول واصفًا إسماعيل -عليه السلام.. { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } [الصافات: 101].

وفى كتاب الله فضلا عن هذا ثناء كبير على {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134].
وتقدير مرموق للمؤمنين { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [الشورى: 37].

وقد ورد فى السنة النبوية العديد من الأحاديث التى تحث على فضيلة الحلم وتغرى المسلمين على الالتزام بها.

يقول النبى – صلى الله عليه وسلم-: «ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله»

ويقول – صلى الله عليه وسلم-: «ألا أدلكم على أشدكم؟ أملككم لنفسه عند الغضب»

ويقول -أيضًا-: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب»

ففى هذه الأحاديث - فضلا عن الحث الصريح والندب الواضح إلى فضيلة الحلم - بيان لعدة حقائق تتعلق بهذه الفضيلة.

1- كون الغيظ أو الغضب العنيف مسلمة أولية للحلم، وإذا لم يوجد غضب لأى سبب، لم يعد للحلم مكان.
2-أن الحلم فضيلة صعبة المنال؛ لأنها تتطلب شخصية وإرادة خلقية قوية، لضبط الانفعال العنيف.
3- أن الحلم فضيلة عالية القيمة.
4- أن القيمة الخلقية للحلم ترتهن بنية الفوز برضا الله أو قصد وجه الله.

ولقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم- من الغضب الذى يخرج صاحبه عن حد الاعتدال.
فعن أبى هريرة -رضى الله عنه- «أن رجلا قال للنبى – صلى الله عليه وسلم - أوصنى قال: «لا تغضب» فردد مرارًا قال «لا تغضب».


ـ فضل الحلم والصفح:

بالتأمل فى صفة الحلم نجد أنها تعود على صاحبها بالخير والسعادة فى الدنيا والآخرة، نجمل منها:
1- جعل الله -عز وجل- الحلم والعفو من صفات المتقين الذين يسارعون إلى مغفرة الله وإلى الجنة،

فقال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 133- 134].

2-الحلم يحيل العداوة مودة،
يقول الله تعالى{ وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }[فصلت: 34- 35]

3- جعل الله تعالى الصفح، والعفو والحلم من علامات القوة، وليس من علامات الضعف والعجز،
قال تعالى: { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43]

4- الحلم يحبه الله تعالى،
عن عائشة - رضى الله عنها- قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف، وما لا يعطى على ما سواه»

وعنها - أيضًا- قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه»

5- الحليم العفو يدعوه الله يوم القيامة ليخيّره من الحور العين ما شاء،
فعن معاذ بن أنس - رضى الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء»

6- جعل الله تعالى الحلم من صفات عباده فقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامً} [الفرقان: 63].

7- يُحرِّم الله تعالى النار على كل هين لين سهل،

فعن ابن مسعود - رضى الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار - أو بمن تحرم عليه النار- تحرم على كل قريب هين لين سهل»

ـ نماذج عملية فى الحلم:

1- حلم النبى – صلى الله عليه وسلم-:
فعن عائشة -رضى الله عنهما- قالت: «ما خُيِّر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لنفسه فى شىء قط، إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى»

وعن أنس بن مالك - رضى الله عنه- قال: «كنت أمشى مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجرانى غليظ الحاشية، فأدركه أعرابى، فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قد أثّرت به حاشية البرد من شدة جبذته - ثم قال: يا محمد، مر لى من مال الله الذى عندك، فالتفت إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ثم أمر له بعطايا»

هذا مثل رائع فى حلم النبى – صلى الله عليه وسلم - مع الأعرابى الذى تطاول عليه بيده وبلسانه، وكان رد فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم - فى هذا الموقف الذى يطيش فيه عقل أهل الأرض أن يضرب المثل الأعلى فى الحلم، فيبتسم، ويأمر له بعطاء على بعيرين، أحدهما عليه شعير، وعلى الآخر تمرًا.

وقد اتسع حلمه – صلى الله عليه وسلم - حتى شمل الناس جميعًا،
فقد روى جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما- قال: أتى رجل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة منصرفه من حنين، وفى ثوب بلال فضة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقبض منها، يعطى الناس، فقال: يا محمد، اعدل. قال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل»، فقال عمر - رضى الله عنه-: دعنى يا رسول الله، فأقتل هذا المنافق، فقال: «معاذ الله أن يتحدث الناس أنى أقتل أصحابى، إن هذا وأًصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية»

2-حلم أبو بكر الصديق - رضى الله عنه-:

لقد كان أبو بكر - رضى الله عنه- لين الطبع يؤثر العفو على المؤاخذة، والحلم على الثأر والانتقام، ولكن رغم ذلك فإن موقف مسطح (وكان من أقاربه) من حادث الإفك -حين خاض مسطح مع الخائضين فيه- غضب أبو بكر وأقسم ألا ينفق عليه، فنزل القرآن ليرد أبا بكر إلى صوابه وحلمه وعفوه، فقال تعالى: { وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النور: 22]. فرجع أبو بكر مرة أخرى للإنفاق على مسطح.

3- حلم عمر بن الخطاب - رضى الله عنه-:

على قدر ما كان عمر بن الخطاب- رضى الله عنه-قويًا فى الحق،لا يخشى فى الله لومة لائم، كان حليمًا عفوًا

فعن ابن عباس -رضى الله عنهما- قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحُر بن قيس فقال عيينة لابن أخيه:( يا ابن أخى لك وجه عند هذا الأمير) فأذنْ لى عليه، فاستأذن، فإذن له عمر.
فلما دخل قال: هِى يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر - رضى الله عنه- حتى هَمَّ أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين: إن الله تعالى قال لنبيه – صلى الله عليه وسلم-: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين،) والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقّافًا عند كتاب الله تعالى»

4- حلم الشافعى رحمه الله:
روى أن الشافعى - رحمه الله - خرج ذات يوم من المسجد فقال له رجل: يا شافعى أنت فاسق!
فقال الشافعى: اللهم إنْ كنتُ كما قال فتب عليَّ. وإن لم أكن كما قال فاغفر لى.

وفى اليوم الثانى: حدث كما حدث فى اليوم الأول، وفى اليوم الثالث كذلك.
فقال له الشافعى: يا هذا ..إن العالم كالشجرة والعلم كالثمرة. فخذ الثمر ولا شأن لك بالشجرة،



وعندما عوتب في ذلك قال الشافعى:


يخاطبنى السفيه بكل قبح وآبى أن أكون له مجيبا ...


يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا ...








ما أحوجنا فى هذه الأيام لإشاعة خُلق الحلم والصفح ...


فى تعاملنا مع الآخرين.. والله الهادى إلى سواء السبيل.



http://www.samysoft.net/forumim/nehaya/56527858.gif

Don't play with me
27-12-2010, 09:05 PM
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أولاً: تعريفه وأنواعه:‏
‏المعروف: يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير، وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه. وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏
‎‎ المنكر: ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وسمّي منكراً، لأن أهل الأيمان ينكرونه ويستعظمون فعله.‏
‎‎ والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل: شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه، وغيرها من أعمال القلوب، وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏
‎‎ والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل: الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب: كالزنا والقتل والسحر وأكل أموال الناس بالباطل، والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار، وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وسائر البدع الاعتقادية والعملية، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.‏

ثانياً: حكمه:‏
‏ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات، وأكبر المهمات، وقد دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع. وقد دلت النصوص على الأمر به، وجعله من الصفات اللازمة للمؤمنين، وسبباً لخيرية الأمة وأن تركه يؤدي لوقوع اللعن والإبعاد ونزول الهلاك وانتفاء الإيمان عمن قعد عنه حتى بالقلب.
يقول تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [آل عمران: 104].
ويقول تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } [النحل: 125].
ويقول عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم. ‏

ثالثاً: مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏
‏ لقد بين صلى الله عليه وسلم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ثلاث:‏ ..
‎‎ المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة، وذلك خاص بمن له ولاية من مسؤول أو محتسب ممن يقدر على ذلك. وهكذا المرء مع أهله وأولاده، يأمرهم بالصلاة وسائر الواجبات، وينهاهم عما حرم الله.‏
‎‎ المرتبة الثانية: إن عجز المحتسب عن الإنكار باليد انتقل إلى الإنكار باللسان، فيعظهم ويذكرهم ويعاملهم بالأسلوب الحسن مع الرفق، ويستعمل الألفاظ الطيبة والكلمات المناسبة، حتى لو قوبل بالسوء فهو لا يقابل إلا بالتي هي أحسن.‏
‎‎ المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب وهي آخر المرتب، ولا رخصة لأحد في تركها ألبته، بل يجب ترك المنكر وبغضه بغضاً تاماً مستمراً. وهذا يقتضي مفارقة أهل المعصية ومجانبتهم حال معصيتهم..
يقول تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، إنكم إذاً مثلهم } [النساء: 140].
ففي الآية نهي صريح عن مجالسة أصحاب المنكر حال مواقعته، حتى يتحولوا عنه، وإلا كانوا مثلهم في الإثم، لرضاهم بذلك.‏

رابعاً: وسائله وأساليبه:‏
‏ قال تعالى: {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } [النحل: 125]...
فالدعوة بالحكمة تكون بحسب حال المدعو وفهمه، وقبوله، ومن الحكمة: العلم والحلم والرفق واللين والصبر على ذلك. والموعظة الحسنة: تكون مقرونة بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد والمجادلة بالتي هي أحسن. وهي الطرق التي تكون أدعى للاستجابة عقلاً ونقلاً، لغة وعرفاً .‏
‎‎ قال سفيان الثوري: "ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه ".‏
‎‎ ووسائل الخير كثيرة لا تحصر، فيسلك الداعي فيها أفضل الطرق، وأدعاها للقبول والاستجابة، ومنها: الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، والعناية بتربية الأولاد ونشر العلم الشرعي، والإحسان إلى الناس بالقول والفعل، والكتابة والنصيحة المباشرة لصاحب المنكر، ومعاونة أفراد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشد أزرهم. ‏

خامساً: قصص نبوية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏
1. ‏عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده .فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله لا آخذه ابداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم.‏
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ، وقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرده وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ) فرجع ثلاثا،ً فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني؟ فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها ) رواه البخاري.‏
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد تحجرت واسعاً ) ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع إليه الناس فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه سجلاً من ماء ، أو قال: ذنوباً من ماء ) رواه أبو داود، ووصحه الألباني. تحجرت واسعاً: ضيقت ما وسعه الله، وخصصت به نفسك دون غيرك.‏
‎‎ الذنوب: الدلو العظيمة.‏

اللهم اجعلنا من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ...
اللهم اجعلنا ممن يقيمون حدود الله

Don't play with me
27-12-2010, 09:06 PM
الأمانة

هي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، منها :
1- الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ، قال تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أبين حملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ). قال القرطبي في تفسير هذه الآية : الأمانة تعم جميع وظائف الدين ا هـ .
وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ). وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين . وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع .

2- كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ، وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله .

3- العرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها

4- الولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .

5- العمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )( ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال : ( ………. وإنها أمانة ……… )

6- السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة ) ومن أشد ذلك إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ).

7- الأمانة ، بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .

الأمر بحفظ الأمانة :
قد أمر الشارع بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في نصوص كثيرة منها :
‌أ- قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) . ذكر ابن كثير ـ رحمه الله ـ أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان :
1- حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما .
2- حقوق العباد كالودائع وغيرها .

‌ب- وقال تعالى في صفات المؤمنين ( والذين هو لأماناتهم وعهدهم راعون).

‌ج- وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )
قال ابن كثير: والخيانة تعم الذنوب تعم الذنوب الصغار والكبار ، وعن ابن عباس في الأمانة قال : الأعمال التي أؤتمن عليها العباد .

‌د- وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ".

‌ه- وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ).

مما ورد في فضل الأمانة
قال صلى الله عليه وسلم : الخازن الأمين الذي ينفذ ـ وربما قال : يعطي ـ ما أمر به كاملاً موفراً طيباً به نفسه ، فيدفعه إلى الذي أمر له به ، أحد المتصدقين ).

الخيانة من الكبائر :
الخيانة من كبائر الذنوب ، قال الإمام الذهبي في كتاب الكبائر : والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . اهـ وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ).

من صور الأمانة :
1- قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم : " اشترى رجل من رجل عقاراً له ، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم ابتع منك الذهب ، فقال الذي شرى الأرض ( أي : الذي باعها ) : إنما بعتك الأرض وما فيها ، قال : فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ، قال : أنكحوا الغلام بالجارية ، وأنفقوا على أنفسكما منه ، وتصدقا "

2- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل أنه سأل رجلاً من بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيدا ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلا ، قال : صدقت ، فدفعها إليه على أجل مسمى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مركباً يركبها ، يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ، فأخذ خشبة ونقرها ، فأدخل فيها ألف دينار ، وصحيفة منه إلى صحابه ، ثم زجج موضعها ، ثم أتى بها البحر ، فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألني شهيداً فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بذلك ، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر ، وإني استودعكها ، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده .

فخرج الرجل الذي كان أسلفه ، ينظر لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشية التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطباً ، فلما نشرها وجد المال والصحيفة . ثم أقدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار ، فقال : والله ما زلت جاهداً في طلب مركبة لآتيك بمالك ، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه ، قال : هل كنت بعثت إلي شيء ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه ‍‍‍‍‍‍‍. قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشية ، فانصرف بالألف دينار راشداً

قلبي والقرأن
30-08-2011, 02:16 PM
من ايد ما نعدمها يارب
تسلملي ع مجهود باين متعوب عليه
موضوع مميز

♥ρėŧŧу ςαŧ♥
05-09-2011, 11:30 AM
مجهود مميز جداااااااااااااااااا
تسلم ايدك يارب