Don't play with me
16-01-2011, 11:31 AM
http://www.1eman.com/files/1_21231678223.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التوحيد فضلها وأركانها
الحمد لله رب العالمين،الواحد الأحد ،الفرد الصمد،المتفرد بأنواع الجلال ولذا قضى أن لا نعبد إلا إياه"ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير"
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وبعد:
أحبتى فى الله/
كان الحديث فى لقائنا الماضى عن معنى {لا إله إلا الله}وما تتضمنه وما تنفيه وما تثبته،وكيف فهم الصحابة مفهوم{لا إله إلا الله}.
*اليوم بحول الله وطوله ومدده نكمل المسيرة عن هذه الكلمة،وأبين فى لقاء اليوم أمور بإذن الله ألا وهى/
1:أركان {لا إله إلا الله}.
2:فضل {لا إله إلا الله}.
3:هل من قال لا إله إلا الله فقط دخل الجنة؟
4:شمولية {لا إله إلا الله} لجميع أنواع التوحيد.
فأعيرونى قلوبكم وأسماعكم أحبتى فى الله.
*
أولا/أركان {لا إله إلا الله}:
"لا إله إلا الله" لها ركنين هما/
أ/ النفى(لا إله) ب/الإثبات(إلا الله)
وبينا فى اللقاء الماضى أن ما تنفيه {لا إله إلا الله} أربعة/
الطواغيت ـ الأنداد ـ الأرباب ـ الآلهة.
وأن ما تثبته{لا إله إلا الله} :
القصد ـ التعظيم ـ المحبة ـ الرجاء والخوف.
وشرحت ذلك على سبيل الإجمال،وسيأتى بيان ذلك تفصيلا بإذن الله فى خطب مستقلة إن قدر الله عز وجل البقاء واللقاء.
*
أما عن فضل {لا إله إلا الله} فاسمع وصل على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم:
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن حصرها،من قالها صادقا من قلبه وعمل بما دلت عليه ،كانت له السعادة فى الدنيا والآخرة،ومن قالها كاذبا حقنت دمه،وحفظت عليه ماله فى الدنيا،وحسابه فى الآخرة على الله.
ومن فضائلها/
1/أخرج أحمد فى مسنده عن أبى ذر رضى الله عنه قال: قلت :يارسول الله أوصنى.
قال"إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها"
قال: قلت/يا رسول الله! أمن الحسنات {لا إله إلا الله}؟
قال"هى أفضل الحسنات".
2/أخرج الترمذى من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم"إن من أفضل الدعاء الحمد لله ،وأفضل الذكر لا إله إلا الله"
3/أخرج البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،والحياء شعبة من الإيمان"
4/أخرج البخارى من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن محمدا عبده ورسوله،وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،وأن الجنة حق وأن النار حق،أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" وفى رواية"أدخله الله الجنة من أى أبواب الجنة الثمانية شاء" .
5/أخرج البخارى من حديث أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"ما من عبد قال (لا إله إلا الله) ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة".
بل إن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر أهمية {لا إله إلا الله} فى الدنيا والآخرة:
أما فى الدنيا/
ففى الحديث الذى رواه مسلم أن أسامة بن زيد قتل رجلا بعد أن قال{لا إله إلا الله} فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم"يا أسامة ! قتلته بعد أن قال (لا إله إلا الله)؟".
قال: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال"أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"وفى رواية"كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".
قال:يا رسول الله استغفر لى.، قال "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟"
فجعل لا يزيده على أن يقول "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".
قال أسامة رضى الله عنه:فما زال يكررها حتى تمنيت أنى أسلمت يومئذ.
أما فى الآخرة/
ما أخرجه الترمذى وابن حبان والحاكم وصححه الألبانى من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الله سيخلص رجلا من أمتى على رؤوس الخلائق يوم القيامة،فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ،كل سجل مثل مد البصر،ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول: لا يارب.
فيقول:أفلك عذر؟ فيقول: لا يارب،فيقول: بلى،، إن لك عندنا حسنة،فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فيقول:احضر وزنك،فيقول: يارب،ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة ،فطاشت السجلات وثقلت البطاقة،فلا يثقل مع اسم الله شئ"
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
أيها الأحبة/
هل قول {لا إله إلا الله} فى حد ذاته دون عمل يكفى،،أم لابد من العمل؟وما رأيك فى حديث"من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"؟
الجواب بفضل الله تعالى/
1: هذا الحديث عام،وكل عام لا بد له من مخصص ،وإذا نظرنا فى القرآن لوجدنا أن الإيمان مقترن بالعمل. اسمع:
قال تعالى"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" سورة مريم
قال تعالى"وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون" سورة القصص آية 80
وقال صلى الله عليه وسلم"ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضى إلى العرش ما اجتنبت الكبائر"
وقال صلى الله عليه وسلم"ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار"
وقال صلى الله عليه عليه وسلم"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"
هذا من ناحية.
*
من ناحية ثانية/
لو كانت{لا إله إلا الله} مجرد كلمة،لماذا لم يقلها كفار قريش لما قيلت لهم؟
لما قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" قالوا/ "أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب" إلى غير ذلك.
وما أجمل ما أجاب به ابن تيمية ،حيث قال/
إن هذه الأحاديث إنما هى فيمن قالها ومات عنها ، كما جاءت مقيدة بأن قالها خالصا من قلبه، مستيقنا بها قلبه،غير شاك فيها بصدق ويقين.
فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله جملة،فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة،لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب كلها توبة نصوحا،فإذا مات على تلك الحال نال ذلك.
فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه من يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعير،وما يزن خردلة،وما يزن ذرة.
وتواترت بأن كثيرا ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها.
وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من بنى آدم،فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون.
وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله ، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولها لا يعرف الإخلاص ولا اليقين، ومن لا يعرف ذلك يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها، وأكثر من يقولها ،إنما يقولها تقليدا أو عادة ،ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفى القبور أمثال هؤلاء ،كما فى الحديث"سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" وغالب أعمال هؤلاء إنما هى تقليد واقتداء بأمثالهم،وهم أقرب الناس من قوله تعالى"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون".
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث، فإذا قالها بإخلاص ويقين تام،لم يكن فى هذه الحال مصرا على ذنب أصلا،فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شئ.
فإذا لا يبقى فى قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله به، وهذا هو الذى يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك،فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا يتركون له ذنبا إلا يمحى كما يمحى الليل والنهار. انتهى كلام ابن تيمية.
*
ولهذا قال وهب بن منبه لمن سأله/أليس {لا إله إلا الله}مفتاح الجنة؟
قال: بلى،وكن ليس مفتاح إلا وله أسنان،فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح،وإلا لم يفتح.
*
أيها الأحبة/
يجب أن نصحح الأفهام،ونفهم الأمور على حقيقتها.
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا ،نحمده ونستعينه ونستغفره؛اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ،أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد نستغفرك ونتوب إليك.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وبعد:
{لا إله إلا الله} قول وعمل، لها أركان وشروط، فهى ليست كلمة تقال فقط.
أيها الأحبة/
إن لا إله إلا الله تتضمن جميع أنواع التوحيد ، فالتوحيد أنواع ثلاثة:
1/توحيد الألوهية / وهو التوحيد لله فى الطلب والقصد ويسمى بالتوحيد الطلبى القصدى الإرادى.
2:توحيد الربوبية/ وهو التوحيد فى المعرفة والإثبات.
3:توحيد الأسماء والصفات/ وهو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو المنفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه.
وكل سور القرآن قد تضمنت جميع أنواع التوحيد ،فالقرآن كله من أوله إلى آخره قد قرر أنواع التوحيد، فالقرآن إما/
1:خبر عن الله وأسمائه وصفاته فهذا توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
2:دعوة إلى عبادة الله وحده فهذا توحيد الألوهية.
3:أمر ونهى وإلزام بطاعة الله وهذا حقوق التوحيد ومكملاته.
4:خبر عن إكرام أهل التوحيد وهذا جزاء التوحيد لله سبحانه.
5:خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم وهذا جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
أيها الأحبة:
إن التوحيد وأنواعه وفضله موضوع طويل، لذا اسمحوا لى أن أتحدث عنه فى الخطبة القادمة بإذن الله تعالى.
اللهم اهدنا واهد بنا ،اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات
<!-- / message -->
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التوحيد فضلها وأركانها
الحمد لله رب العالمين،الواحد الأحد ،الفرد الصمد،المتفرد بأنواع الجلال ولذا قضى أن لا نعبد إلا إياه"ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير"
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وبعد:
أحبتى فى الله/
كان الحديث فى لقائنا الماضى عن معنى {لا إله إلا الله}وما تتضمنه وما تنفيه وما تثبته،وكيف فهم الصحابة مفهوم{لا إله إلا الله}.
*اليوم بحول الله وطوله ومدده نكمل المسيرة عن هذه الكلمة،وأبين فى لقاء اليوم أمور بإذن الله ألا وهى/
1:أركان {لا إله إلا الله}.
2:فضل {لا إله إلا الله}.
3:هل من قال لا إله إلا الله فقط دخل الجنة؟
4:شمولية {لا إله إلا الله} لجميع أنواع التوحيد.
فأعيرونى قلوبكم وأسماعكم أحبتى فى الله.
*
أولا/أركان {لا إله إلا الله}:
"لا إله إلا الله" لها ركنين هما/
أ/ النفى(لا إله) ب/الإثبات(إلا الله)
وبينا فى اللقاء الماضى أن ما تنفيه {لا إله إلا الله} أربعة/
الطواغيت ـ الأنداد ـ الأرباب ـ الآلهة.
وأن ما تثبته{لا إله إلا الله} :
القصد ـ التعظيم ـ المحبة ـ الرجاء والخوف.
وشرحت ذلك على سبيل الإجمال،وسيأتى بيان ذلك تفصيلا بإذن الله فى خطب مستقلة إن قدر الله عز وجل البقاء واللقاء.
*
أما عن فضل {لا إله إلا الله} فاسمع وصل على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم:
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن حصرها،من قالها صادقا من قلبه وعمل بما دلت عليه ،كانت له السعادة فى الدنيا والآخرة،ومن قالها كاذبا حقنت دمه،وحفظت عليه ماله فى الدنيا،وحسابه فى الآخرة على الله.
ومن فضائلها/
1/أخرج أحمد فى مسنده عن أبى ذر رضى الله عنه قال: قلت :يارسول الله أوصنى.
قال"إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها"
قال: قلت/يا رسول الله! أمن الحسنات {لا إله إلا الله}؟
قال"هى أفضل الحسنات".
2/أخرج الترمذى من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم"إن من أفضل الدعاء الحمد لله ،وأفضل الذكر لا إله إلا الله"
3/أخرج البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،والحياء شعبة من الإيمان"
4/أخرج البخارى من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن محمدا عبده ورسوله،وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،وأن الجنة حق وأن النار حق،أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" وفى رواية"أدخله الله الجنة من أى أبواب الجنة الثمانية شاء" .
5/أخرج البخارى من حديث أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"ما من عبد قال (لا إله إلا الله) ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة".
بل إن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر أهمية {لا إله إلا الله} فى الدنيا والآخرة:
أما فى الدنيا/
ففى الحديث الذى رواه مسلم أن أسامة بن زيد قتل رجلا بعد أن قال{لا إله إلا الله} فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم"يا أسامة ! قتلته بعد أن قال (لا إله إلا الله)؟".
قال: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال"أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"وفى رواية"كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".
قال:يا رسول الله استغفر لى.، قال "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟"
فجعل لا يزيده على أن يقول "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".
قال أسامة رضى الله عنه:فما زال يكررها حتى تمنيت أنى أسلمت يومئذ.
أما فى الآخرة/
ما أخرجه الترمذى وابن حبان والحاكم وصححه الألبانى من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الله سيخلص رجلا من أمتى على رؤوس الخلائق يوم القيامة،فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ،كل سجل مثل مد البصر،ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول: لا يارب.
فيقول:أفلك عذر؟ فيقول: لا يارب،فيقول: بلى،، إن لك عندنا حسنة،فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فيقول:احضر وزنك،فيقول: يارب،ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة ،فطاشت السجلات وثقلت البطاقة،فلا يثقل مع اسم الله شئ"
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
أيها الأحبة/
هل قول {لا إله إلا الله} فى حد ذاته دون عمل يكفى،،أم لابد من العمل؟وما رأيك فى حديث"من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"؟
الجواب بفضل الله تعالى/
1: هذا الحديث عام،وكل عام لا بد له من مخصص ،وإذا نظرنا فى القرآن لوجدنا أن الإيمان مقترن بالعمل. اسمع:
قال تعالى"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" سورة مريم
قال تعالى"وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون" سورة القصص آية 80
وقال صلى الله عليه وسلم"ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضى إلى العرش ما اجتنبت الكبائر"
وقال صلى الله عليه وسلم"ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار"
وقال صلى الله عليه عليه وسلم"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"
هذا من ناحية.
*
من ناحية ثانية/
لو كانت{لا إله إلا الله} مجرد كلمة،لماذا لم يقلها كفار قريش لما قيلت لهم؟
لما قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" قالوا/ "أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب" إلى غير ذلك.
وما أجمل ما أجاب به ابن تيمية ،حيث قال/
إن هذه الأحاديث إنما هى فيمن قالها ومات عنها ، كما جاءت مقيدة بأن قالها خالصا من قلبه، مستيقنا بها قلبه،غير شاك فيها بصدق ويقين.
فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله جملة،فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة،لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب كلها توبة نصوحا،فإذا مات على تلك الحال نال ذلك.
فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه من يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعير،وما يزن خردلة،وما يزن ذرة.
وتواترت بأن كثيرا ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها.
وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من بنى آدم،فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون.
وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله ، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولها لا يعرف الإخلاص ولا اليقين، ومن لا يعرف ذلك يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها، وأكثر من يقولها ،إنما يقولها تقليدا أو عادة ،ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفى القبور أمثال هؤلاء ،كما فى الحديث"سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" وغالب أعمال هؤلاء إنما هى تقليد واقتداء بأمثالهم،وهم أقرب الناس من قوله تعالى"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون".
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث، فإذا قالها بإخلاص ويقين تام،لم يكن فى هذه الحال مصرا على ذنب أصلا،فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شئ.
فإذا لا يبقى فى قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله به، وهذا هو الذى يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك،فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا يتركون له ذنبا إلا يمحى كما يمحى الليل والنهار. انتهى كلام ابن تيمية.
*
ولهذا قال وهب بن منبه لمن سأله/أليس {لا إله إلا الله}مفتاح الجنة؟
قال: بلى،وكن ليس مفتاح إلا وله أسنان،فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح،وإلا لم يفتح.
*
أيها الأحبة/
يجب أن نصحح الأفهام،ونفهم الأمور على حقيقتها.
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا ،نحمده ونستعينه ونستغفره؛اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ،أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد نستغفرك ونتوب إليك.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وبعد:
{لا إله إلا الله} قول وعمل، لها أركان وشروط، فهى ليست كلمة تقال فقط.
أيها الأحبة/
إن لا إله إلا الله تتضمن جميع أنواع التوحيد ، فالتوحيد أنواع ثلاثة:
1/توحيد الألوهية / وهو التوحيد لله فى الطلب والقصد ويسمى بالتوحيد الطلبى القصدى الإرادى.
2:توحيد الربوبية/ وهو التوحيد فى المعرفة والإثبات.
3:توحيد الأسماء والصفات/ وهو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو المنفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه.
وكل سور القرآن قد تضمنت جميع أنواع التوحيد ،فالقرآن كله من أوله إلى آخره قد قرر أنواع التوحيد، فالقرآن إما/
1:خبر عن الله وأسمائه وصفاته فهذا توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
2:دعوة إلى عبادة الله وحده فهذا توحيد الألوهية.
3:أمر ونهى وإلزام بطاعة الله وهذا حقوق التوحيد ومكملاته.
4:خبر عن إكرام أهل التوحيد وهذا جزاء التوحيد لله سبحانه.
5:خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم وهذا جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
أيها الأحبة:
إن التوحيد وأنواعه وفضله موضوع طويل، لذا اسمحوا لى أن أتحدث عنه فى الخطبة القادمة بإذن الله تعالى.
اللهم اهدنا واهد بنا ،اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات
<!-- / message -->