http://img208.imageshack.us/img208/8749/38125267io7.gif
صلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
(( الــــشــــبــــهــــة الـــثـــامــــنـــــة ))
يقولون ان الباحث الناقد يلاحظ ان فى القرآن أسلوبين متعارضين وهما المكى والمدنى ولا يربط الاول بالثانى صلة ولا علاقة مما يدفعنا الى الاعتقاد بأن هذا الكتاب قد خطع لظروف مختلفة وتأثر ببيئات متباينة فنرى أن القسم المكى يمتاز بكل مميزات الاوساط المنحطة كما نشاهد ان القسم المدنى تلوح منه أمارات الثقافة والاستنارة
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm5...20%2815%29.gif
الـــرد عـــلـــى هـــذه الـــشـــبـــهــــة :
أولا : زعمهم أن القسم المكى يمتاز بكل مميزات الاوساط المنحطة فهو زعم مردود عليهم وباااطل من كل باب دخلوه وعلى أى وجه أرادوه وذلك :
1) لأنهم ان أرادوا بما ذكروا من أن أهل مكة كانوا منحطين فى الفصاحة والبيان والذكاء والألمعية فتلك بااااااطلة لأن التاريخ شاهد عدل بأن قريش كانت فى مركز الزعامة من جميع قبائل العرب يصدرون عن رأيها ويرجعون الى حكمها ويأخذون
عنها ويركبون ظهور الإبل اليها وينزلون على قولها فيما يعلو وينزل من منظوم ومنثور ويذعنون لها بالسبق فى مضمار الفصاحة والبلاغة والذكاء والألمعية والشرف والنبل وكان لها هذا الامتياز من قبل الاسلام ثم دام لها وزاد عليها فى الاسلام واعترف لها به اهل المدينة وغيرهم من عرب وأعجام
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm5...20%2815%29.gif
2) ثم ان وصف القسم المكى بمميزات الأوساط المنحطة تهمه جريئة وطعنة طائشة وأكذوبة مكشوفة ما رضيها لأنفسهم أعداء الاسلام فى فجر دعوته من مشركين وأهل كتاب وعرب وعجم وأميين ومثقفين على حين أن أولئك العرب كانوا على أميتهم أعرف الناس بانحطاط الكلام ورقيه وعلوه ونزوله كما كانوا أحرص الناس على إخراج محمد ودحض حجته ونقض دينه والقضاء على الاسلام
فى مهده ولكن سجيتهم لم تسمح بهذا الهراء الذى يهرف به الملاحدة فى القسم المكى من القرآن بل نعلم بجانب هذا أن القرآن كان له سلطة على نفوسهم الى حد خارق مدهش يقودهم بقوته الى الاسلام ويدفع المعاند منهم اذا استمع اليه أن يسجد لبلاغته ويهتز لفصاحته وأن يأخذ نفسه بالتشاغل عنه مخافة أن يؤمن عن طريق تأثره بسماعه
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm5...20%2815%29.gif
ثانيا : أما زعمهم انقطاع الصلة بين القسم المكى والمدنى والتعارض بين أسلوبهما فهو زعم ساقط مبنى على الاعتبارات الخاطئة الماضية التى أثبتنا بطلانها ثم هو دعوى ماجنة يكذبها الواقع ويفندها الذوق البلاغى المنصف
وأدل دليل على ذلك أن أساطين البلاغة من أعداء الاسلام فى مكة نفسها أيام نزول القرآن لم يستطيعوا أن يتهوا أساليب التنزيل بمثل هذا الاتهام ولا كذبا لأنهم كانوا أعقل من ملاحدة اليوم يرون أن هذا الاتهام يكون كذبا مكشوفا وافتراء مفضوحا
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm5...20%2815%29.gif
بل هذا وحيدهم الوليد بن المغيرة يقول للملأ من قريش والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلى ولا يعلى عليه
ولما قالت قريش عندئذ صبأ والله الوليد واحتالوا عليه أن يطعن فى القرآن لم يجد حيلة ‘ل أن يقول ( فقال ان هذا الا سحر يؤثر ) ولم يستطع أن يرمى القرآن بالتهافت والتخاذل وانقطاع الصلة بين أجزائه وانحطاط شىء من أساليبه
واذا بطل هذا وما سبقة بطل ما زعموه منتأثر القرآن بالوسط والبيئة وما رتبوه عليه من أنه كلام محمد لا كلام رب العزة ثم انها اتهامات سخيفة لا تستحق الرد ما دام اعجاز القرآن قائما يتحدى كل جيل وقبيل ويفحم كل معارض ومكابر
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm5...20%2815%29.gif
بشكر كل المتابعين
وفى إنتظار حضراتكم باذن الله يوم الخميس القادم
ومن له أى استفسار رجااااااااااااء إخبارى به