صوم يومى الاثنين, والخميس :-
عن ابى هريرة : عن النبى صلى الله عليه وسل
كان اكثر ما يصوم الاثنين , والخميس, فقيل له فقال
(( ان الاعمال تعرض كل اتنين وخميس , فيغفر الله لكل مسلم , او لكل مؤمن , إلا المتهاجرين فيقول: اخرهما ))
رواه احمد بسند صحيح
و فى صحيح مسلم : انه سئل عن صوم يوم الاتنين ؟ فقال:
( ذلك يوم ولدت فيه, وانزل على فيه) أى نزل الوحى على فيه.
ولكن هل معنى هذا أن النبى صلى الله عليه وسلمكان يحتفل بمولده؟؟
بالطبع لا .. طيب لييييييه؟؟
أقولكم ليه ببساطة وواحدة واحدة
أولا : أنالنبى صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين، ولم يسأل عن صيام يوم الثاني عشر من ربيع الأول، فالعلة إذًا: تخصيص يوم الاثنين، بالصيام، وليس تخصيص
يوم الثاني عشر من ربيع الأول بالصيام، ولهذا فإن
النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو المشرّع،
لم يخصص يوم الثاني عشر بالصيام، بل خصص يوم الاثنين
بالصيام، وفرق كبير بين السببين، فالصواب أن العلة هي كون
يوم الاثنين، يوم مولده، ويوم بعثه فيه، ويوم إنزال القرآن عليه.
ثانيا :فلو قال قائل: فأنتم تقرون بأن النبي صلى الله عليه وسلمنظر إلى ميلاده، واعتبره مؤثرًا في الحكم،
حيث قال: ذلك يوم ولدت فيه ، فنقول ، نعم هذا صواب،
لقد نظر إلى يوم ميلاده وجعله مؤثرًا في الحكم،
ولكن بقي النظر في يوم الميلاد ما هو، هل هو الاثنين،
أم الثاني عشر من ربيع الأول، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلمجعل الميزة لكونه يوم الاثنين، لا لكونه الثاني عشر من ربيع الأول، ولو نظر النبي صلى الله عليه وسلم للأخير، لخصّه عينَه بذلك الصيام، ولرأينا النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى في كل سنة شهر ربيع الأول ، بل يتحرى يوم الثاني عشر منه ، بصرف النظر ، هل كان يوم اثنين ، أو جمعة، أو غيرها ، وهذا لم يرد، حسب ما قرأنا، في حديث صحيح، بل ولا وضعيف أيضا.
ثالثا: ومما يؤكد هذا، أن العلماء أنفسهم، اختلفوا في
تحديد يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، فقيل هو يوم الثاني،
أو الثامن، أو العاشر، أو الثاني عشر، أو السابع عشر ...
إلى غير ذلك من الأقوال التي حكاها جمع من أهل العلم،
منهم الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
والقسطلاني في المواهب اللدنية.
وهذا الاختلاف الكبير في تاريخ المولد دليل قطعي
على أن النبيوأصحابه لم يعيروا هذا اليوم أي اهتمام
عندما تمر كل سنة، فضلا عن أن يخصها
النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بمزيد عباده.
واللهأعلى وأعلم
تاريخ الأحتفال بالمولد النبوى الشريف
من المعروف أن أول من توسع في الاحتفال بالموالد في مصر
هم المسمون ب(الفاطميين) وقد كانت لهم ذرائع ودوافع
في إحياء الاحتفال بالموالد،
وكلها لا تمت إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بصلة،
وهي -مع التأمل- الذرائع والدوافع نفسها التي لا تزال
وراء الاحتفال بالمولد إلى يومنا هذا.
أسباب النشأة وتفاعلاتها الاجتماعية:
من خلال التتبع الواقعي لتاريخ الاحتفال بالمولد في مصر
واستقراء ما يجري فيه من وقائع
يمكن أن نجمل الدافع إلى ذلك في عدة أسباب هي:
1 - نشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت
والارتباط بهم؛ وهذا ما صنعه الفاطميون من قبل
ويفعله أحفادهم والمتأثرون بهم في كثير من البلاد.
2 - نيل الشهرة والصيت، وهذا يختص بفئة
تنفق على هذه الموالد وترعاها من الأغنياء والميسورين.
3 - كسب الولاء الديني وهو الدافع الذي يدفع
(مشايخ الطرق ) للتسابق في إقامة السرادقات،
والمشي في المسيرات من أجل الاستزادة من الأتباع.
4 - الارتزاق وهو ما يقوم به طائفة عريضة من تجار الحلوى
وبائعي (أمور أخرى) ومؤجري الألعاب والملاهي
والبائعين الجوالين، بل مشايخ الطرق المنتفعين
بما يجري في الأضرحة، والمداحين والقصاصين
والمنشدين والمغنين والراقصات! وأمثالهم.
5 - إتاحة الفرصة أمام الذين يسعون وراء الحرام؛
فإذا ما سمعوا بمولد قالوا: هلموا إلى بغيتكم؛
حيث يتسنى لهم فيها قضاء مآربهم.
6 - التعمية على بعض الممارسات المعادية للدين الحق.
وقد تطور هذا في العصور المتأخرة إلى وسائل أكثر تعمية
كأن تفتتح في الموالد بعض المشاريع الكبرى
وتقام المهرجانات الدينية! من أجل الاحتفال بسيد المرسلين!
صلى الله عليه وسلم، وتكون الرسالة التي يراد لها
أن تبلغ الجميع أنه ليس أغير علىالنبي صلى الله عليه وسلم
ودينه من هؤلاء، ويقدم الرسول صلى الله عليه وسلم
في أدبياتهم على أنه شخصية تاريخية كان لها أثرها
في تاريخ الأمة العربية! شأنها شأن العظماء،
ومع انتهاء الحفل يسدل الستار حتى إشعار آخر.
وأوضح أنموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون
أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد
وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات،
بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره ،
ويعلق عبد الرحمن الرافعي قائلاً :
فنابليون قد استعمل سياسة الحفلات
ليجذب إليه قلوب المصريين من جهة،
وليعلن عن نفسه في العالم الإسلامي
بأنه صديق الإسلام والمسلمين.
المصادر
السنن والمبتدعات للشيخ محمد عبد السلام الشقيري
انظر تاريخ الجبرتي: 2/201 - 202
تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم
لعبد الرحمن الرافعي، ص 258 - 261.
يـتـبـع ..
مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار