تعليم الطلاب ذوي الإعاقات الحركية
Teaching Students With Physical Disabilities

ماريان فينر Marianne Fenner- أخصائية التدريس للطلاب ذوي الاحتياجات الخاص - مجلس مدارس مقاطعة بيل- ميسيساوجا، أونتاريو، كندا.

يمكن للطلاب ذوي الإعاقة الحركية أن يحققوا النجاح في أوضاع المدارس العادية مع إيجاد التكيف المناسب مع البيئة والبرنامج التعليمي. وتعرض هذه الورشة بإيجاز أسباب ومضاعفات الإعاقات الحركية مثل الشلل الدماغي (Cerebral Palsy)، والحبل الشوكي المشقوق (Spina Bifida)، ونقص التغذية العضلية (Muscular Dystrophy)، وإصابات الدماغ المكتسبة (Acquired Brain Injury) مع التركيز على الأجهزة التكيفية وتعديل البرنامج بما يسمح للأطفال ذوي الإعاقة بتحقيق إمكانياتهم الفريدة.

الشلل الدماغي (Cerebral Palsy)
يستعمل مصطلح الشلل الدماغي cerebral palsy لوصف مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على حركة الجسم وتوافق العضلات. ويتلخص التعريف الطبي للشلل الدماغي بأنه اضطراب غير متقدم وغير متحول لحركة و/أو وضع الشخص نتيجة لإصابة أو حالة شاذة أصابت الدماغ في حالة التكوين. وقد تؤدي إصابة الدماغ منذ الحمل المبكر حتى سن الثالثة تقريبا إلى حدوث شلل دماغي.
ولا توجد حالتا شلل دماغي متماثلتان تماما ، فبعض الناس قد يتأثرون بدرجة معتدلة حتى أنهم لا يتعرضون إلا لمجرد ارتباك في الحركة أو في السيطرة على الأيدي. وقد يتأثر غيرهم بدرجة كبيرة ويعانون من مشاكل كبيرة في الحركة والكلام. وفي بعض الأحيان تؤثر الإصابة على أجزاء أخرى من الدماغ تتسبب في مشاكل في الرؤية و/أو مصاعب في الإدراك الحسي. ولا تعتبر الأطراف المصابة بالشلل الدماغي مشلولة تماما لأن صاحبها يشعر بالألم والبرد والحر والضغط.
ولا يعتبر الشلل الدماغي مرضا أو معديا. ومتوسط عمر المصابين به في الحدود العادية. ولا يعتبر الشلل الدماغي تطوريا progressive رغم أن آثاره قد تتغير بمرور الوقت. وقد تتحسن بعض الحركات الوظيفية مثل حالات تحسن السيطرة على اليدين بدرجة تمكن الشخص من ارتداء ملابسه أو الكتابة بيديه. وقد تتحول بعض الحالات إلى الأسوأ: فالعضلات الضيقة قد تسبب مشاكل في الأرداف والعمود الفقري لدى صغار الأطفال إلى درجة تستدعي التدخل الجراحي.

وفي سنة 1956 صنفت الأكاديمية الأمريكية للشلل الدماغي كل حالة من حالات الاضطراب طبقا لعاملين:
اولاً - طبقا لاضطراب الحركة:
o شلل دماغي تشنجي Spastic CP : حيث تكون العضلات ضيقة وجامدة، وتتفاعل أكثر مما ينبغي عند استعمالها محدثة حركات عير منتظمة.
o شلل دماغي كنعاني Athetoid CP : حيث يقوم الشخص بحركات لا إرادية تمعجية يصعب التحكم فيها أو تنسيقها.
o شلل دماغي رنحي لا انتظامي Ataxic CP : حيث يعاني المصابون من عدم الإحساس بالاتزان وعدم إدراك العمق، كما يعانون من سوء التوتر العضلي ومن التمايل أثناء المشي واهتزاز الأيدي.

ثانياً - طبقا لعدد الأطراف المصابة:
o شلل طرف واحد Monoplegia : حيث يتأثر طرف واحد فقط، وهو الذراع عادة.
o شلل فالج/شقي Hemiplegia : حيث يتأثر أحد جانبي الجسم، وكثيرا ما يكون الذراع أكثر تضررا من الرجل.
o شلل الجانبين/مزدوج Diplegia : حيث تتأثر الأطراف الأربعة، وتتأثر الرجلان أكثر من الذراعين.
o شلل ثلاثي Triplegia : حيث تتأثر ثلاثة أطراف وهي عادة الذراعان وإحدى الرجلين.
o شلل رباعي Quadriplegia : حيث تتأثر الأطراف الأربعة كلها.

الحبل الشوكي المشقوق واستسقاء الرأس Spina Bifida and Hydrocephalus
الحبل الشوكي المشقوق هو عيب يصيب الأنبوب العصبي خلال الأسابيع الأولى من الحمل، فلا ينمو الحبل الشوكي بطريقة مناسبة وبالتالي تحدث درجات متفاوتة من الإصابة الدائمة للحبل الشوكي والنظام العصبي. ويتكون العمود الفقري من عظمات منفصلة تسمى الفقرات، وهى التي تغطى الحبل الشوكي وتحميه. وفي حالة الحبل الشوكي المشقوق توجد فقرات غير كاملة النمو بل تكون مشقوقة أو مقسومة مما يؤدي إلى خروج الحيل الشوكي من خلالها. هذا البروز الشبيه بالجراب قد يظهر أي مستوى من ظهر المصاب ابتداء من الرقبة حتى الردفين. ويتكون العلاج من جراحة لإقفال الفراغات بين الفقرات للوقاية من العدوى ولحماية الأعصاب من المزيد من الأضرار. وحسب مكان الضرر وحجمه يتعرض أصحاب الحبل الشوكي المشقوق لدرجات مختلفة من شلل الأطراف السفلى، ويحتاج الكثيرون منهم أثناء الحركة إلى وسائل مساعدة كالمساند والعكاكيز والكراسي المتحركة. كما يعاني معظمهم من مشاكل في وظائف المثانة والأمعاء.
ويتعرض نحو 80% من الأطفال المصابين بشقوق الحبل الشوكي لاستسقاء الرأس. والاستسقاء هو التراكم المفرط للسائل الدماغي الشوكى (C.S.F.) في تجاويف الدماغ. وقد يؤدى ارتفاع ضغط السائل على الدماغ إلى تأثيرات دائمة وإلى حدوث مضاعفات قد يكون أكثرها انتشارا هو صعوبات التعلم.
ويمكن التحكم في استسقاء الرأس بالاستعانة بأساليب الجراحة الحديثة. ويقوم جراح المخ بزرع "تحويلة shunt" تتكون من مجموعة من الصمامات وأنبوب مرن يتم إدخال أحد طرفيه في بطين الدماغ وإدخال الطرف الآخر في التجويف البطني. وتم تغطية الأنبوب بالجلد تماما بعد نمو شعر الطفل ولا يكاد يكون وجوده ملحوا. وعندما يرتفع ضغط السائل الدماغي الشوكى المتراكم داخل الدماغ عن الضغط العادي يتم فتح الصمام تلقائيا لتصريف السائل خارج الدماغ.
ورغم أن الأطفال ذوي التحويلة ليسوا عادة بحاجة إلى لبس خوذة واقية، إلا أنه من الضروري اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الطفل من التعرض للكمات حادة على الرأس. وقد تتعطل التحويلة أحيانا، وفي هذه الحالة قد يظهر على الطفل واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
o صداع/ألم في منطقة الرقبة.
o انتفاخ أو تورم على طول خط الأنبوب.
o تغيرات في شخصية الطفل.
o فقدان الشهية المرتبط بالقيء.
o تدهور الأداء المدرسي.
o النعاس.
ويجب أبلاغ ممرضة المدرسة ووالدي الطفل عند ظهور هذه الأعراض. ومن المحتمل ن يتم ظهور هذه الأعراض خلال عدة أيام أو عدة أسابيع. وعندما يمرض الطفل لا بد من إبلاغ والديه على الفور. وتتم معالجة التحويلات المسدودة بكل سهولة حيث يتم تغيير الصمامات أو الأنبوب.
وطبقا لجمعية الحبل الشوكي المشقوق واستسقاء الرأس في أونتاريو، تشير الأبحاث إلى أن نحو73% م المصابين بالحبل الشوكي المشقوق و/أو استسقاء الرأس لديهم حساسية ضد مادة اللاتيكس التي تدخل في صناعة البالونات والمحايات والقفازات الطبية. وما يزال سبب هذه الحساسية غير معروف، إلا أنها قد ترجع إلى التعرض المبكر والمتكرر لهذه المادة أثناء العلاج باستخدام منتجات تحتوي على لاتيكس.

نقص التغذية العضلية Muscular Dystrophy

نقص التغذية العضلية هو نوع من الخلل العصبي العضلي الذي يتميز بالضعف المتدرج progressive الذي يصيب العضلات الإرادية التي تتحكم في حركة الجسم.
هذا الخلل قد يصيب أي شخص لأنه لا يقتصر على مرحلة الطفولة وحدها، وبينما تظهر بعض حالاته في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، هناك حالات أخرى لا تظهر إلا في مرحلة متأخرة بعد ذلك.
وتعتبر حالات نقص التغذية العضلية من الأمراض الجينية، وهكذا قد يتنقل بعضها من جيل إلى جيل، وقد يحدث بعضها تلقائيا لشخص بعينه نتيجة حدوث تحول لجين معين. وتقوم الجينات في نويات الخلايا العضلية بتوجيه إنتاج البروتينات التي تقوم بتنفيذ تقلصات العضلات. وترجع مختلف أنواع نقص التغذية العضلية إلى أخطاء في بروتينات مختلفة.
وفيما يلي عدة أنواع من نقص التغذية العضلية:
نقص التغذية العضلية الدوتشيني Duchenne Muscular Dystrophy (DMD) :
o يكون الجسم عاجزا عن إنتاج الديستروفين وهو بروتين العضلات، ويؤدي ذلك إلى إضعاف خلايا العضلات إلى أن تتفكك تماما.
o تظهر الأعراض الإكلينيكية أولا بين سن الثالثة والخامسة.
o العلامات المبكرة تشمل: السقوط المتكرر، وصعوبة الجري مثل الأقران من نفس السن، وصعوبة الوقوف من على الكرسي أو الأرض، وزيادة حجم عضلات الساق، وتكرار السير على أصابع القدمين.
o يتطور المرض بصفة مستمرة، وكثيرا ما يكون من الضروري استخدام الكرسي المتحرك في أواخر مرحلة الطفولة وأوائل مرحلة المراهقة. وبعد ذلك تظهر مشاكل في التنفس ويقصر العمر.
نقص التغذية العضلية البيكري Becker Muscular Dystrophy (BMD) :
o تحدث البداية في أي وقت بين سن الخامسة والمراهقة المبكرة.
o يوجد نقص في إنتاج الديستروفين، لكن بدرجة أقل حدة. والأعراض الأولية تشبه أعراض نقص التغذية العضلية الدوتشيني، إلا أنها تكون أكثر اعتدالا.
o يكون معدل التدرج بطيئا، ويستطيع كثير من المصابين أن يمشوا بطريقة جيدة في سنوات المراهقة والشباب. توقعات العمر عادية في كثير من الحالات.

نقص التغذية العضلية التأثري Myotonic Muscular Dystrophy (MMD) :
o قد تحدث بداية هذا الخلل في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة، ولكنها تظهر عادة فيما بين سن العاشرة والثلاثين. وأكثر الأنواع حدة هو نقص التغذية العضلية التأثري الخلقي الذي يظهر بوضوح عند الولادة.
o تحدث أول علامات ضعف العضلات عادة في الوجه واليدين والقدمين.
o تختلف تطورات هذا الخلل إلى حد كبير، حيث يتعرض بعض الناس لأعراض لا يكاد يلاحظها أحد، بينما يحدث تقدم بطيء طوال الحياة لدى معظم الكبار المصابين بنقص التغذية العضلية التأثري.