اللعب موقف نشط يتفاعل فيه الطفل مع لعبته في اللعب الانفرادي ومع الآخرين وأداة اللعب في اللعب الجماعي . وهو في تفاعله مع أفراد اللعب يسلك ثلاث طرائق هي طريقة الحوار اللفظي بتبادل الكلمات والجمل والعبارات للتعبير عما يريد وما يحس وما يشعر ، أو طريقة الحوار الجسدي باستعمال الإشارات وتعبيرات الوجه والإمساك بالمنافس أو محاورته بقدميه أو يديه أو غير ذلك او طريقة الحوار العقلي وذلك بالتخطيط لتنفيذ أهدافه والحيلولة بين تحقيق المنافس لأهدافه وفي كل من الطرائق الثلاث قد يغضب أو يثور أو يجامل أو يخادع او يتجاهل الآخرين ، أو يحاول أن يبدو مناصراً للحق وملتزماً به ، أي أن سلوك الطفل يتراوح بين السلبية والايجابية .

1- يساهم اللعب في إكساب الأطفال المعاني والمفاهيم وذلك من خلال اللعب بالأشياء والأدوات.

2- جميع أنشطة اللعب نجد أنها تتضمن تدريباً للمهارات الحركية .

3-عن اللعب يساعد الأطفال علي الشعور بالسيطرة ، كما يتيح له لعب الأدوار ، ووسيلة لتفريغ الطاقة العدوانية(خالد عبد الرازق ، 2003).

ويساهم اللعب في توفير فرص التفاعل الاجتماعي والنضج الانفعالي للطفل،فبدون اللعب مع الآخرين يصبح الطفل أنانيا،مسيطرا،ضيق الأفق،غير محبوب فإذا تعود اللعب مع الآخرين،فانه يتعلم الأخذ والعطاء،ويتخلص من حال التمركز حول الذات ويتعلم كيف يتبادل الأدوار،ومن خلال الأخذ والعطاء سيتعلم كيف يتقبل الهزيمة بنفس الروح التي يتقبل بها المكسب (نادية شريف،2001).

اللعب ساحة سحرية تحتوى العالم بأسره،فهو كل ما يقوم به الطفل طوال يومه باستثناء النوم،فهو وسيلة الطفل في إدراك العالم المحيط،ووسيلة لاستكشاف ذاته وقدرته المتنامية،فهو أداه دافعة للنمو تتضمن أنشطته كافة العمليات العقلية،وسيلة للتحرر من التمركز حول الذات،وسيلة تعلم فعالة،تنمى كافة المهارات الحسية والحركية والاجتماعية واللغوية والمعرفية والانفعالية وحتى القدرات الابتكارية،وهو كذلك ساحة لتفريغ الانفعالات(خالد عبد الرازق،2001).

يفضل التوحدي التعامل مع الكبار أكثر من رغبته في التعامل مع الأطفال. والطفل التوحدي يستجيب جيداً للكبار المألوفين لديهم عندما يلعبون ألعاباً مألوفة أو يغنون لهم أغنيات مألوفة أو يمارسون دعابة مألوفة ، ويهيمن اللعب الحسي الحركي علي الطفل لسنوات أكثر من الطفل السوي ، وفي اللعب التنظيمي يميل الطفل التوحدي إلي صف الأشياء في صفوف ، ويكون اللعب التنظيمي أقل في كميته عن العادي ، ومن حيث النوع فإنه يميل إلي الاهتمام بخاصية واحدة أو اثنين من خصائص اللعبة مقارنة بالطفل السوي ، كما أن الطفل التوحدي يتظاهر بأن شيئاً ما هو شيء آخر غير ما هو في الحقيقة فيمكنهم علي سبيل المثال أن يتظاهروا بأن حبة الموز هاتف(وفاء الشامي ،2004).

وقد يهتم بالجانب غير الوظيفي من اللعبة مثل الضوضاء الصاخبة أو الاهتزازات التي تحدثها اللعبة أو بمقاومته للتغييرات في البيئة وما يترتب علي ذلك من نوبات الغضب(Dover et al ., 2007, Charman &Baird , 2002))

ويتسم الطفل التوحدي بنقص أو قصور في اللعب التخيلي ( مني خليفة ، 2001) وتتميز أنشطة اللعب لديهم بعدم ملائمتها للمرحلة النمائية ( Koegel et al ., 1995).

يفتقد الطفل التوحدي القدرة علي التخيل فهو غير قادر علي اللعب التخيلي أو الخيالي ، فلا يستعمل الدمي أو السيارات كأطفال أو سيارات تسير في الشارع ، وإنما يستعملها كمواد بناء . ومع تقدم الطفل التوحدي في العمر تتطور نزعته إلي تنظيم وترتيب الأشياء لتصبح علي شكل تصلب وجمود في استعمال مواد اللعب وتكرار الأنشطة المتشابهة واستعمال الأشياء بشكل طقوسي نمطي(زكريا الشربيني ، 2004)

وأسفرت نتائج دراسة ديمير(Demeyer , 1976) عن قصور في قدرة الأطفال التوحديين البالغ عددهم (66) ومتوسط أعمارهم (5) سنوات في اللعب مع أقرانهم .

يختلف الأطفال التوحديين بعضهم عن البعض الآخر .بعض الأطفال التوحديين ولا سيما ذوي القدرات اللغوية والإدراكية المحدودة لا يبدون أي اهتمام للاشتراك مع أندادهم في اللعب . أما البعض الآخر فهم يظهرون رغبتهم في اللعب مع أندادهم إلا أنهم لا يعرفون طرقا مناسبة للمشاركة في اللعب نتيجة لافتقارهم للتبادلية واستخدام التواصل البصري, وتعبيرات الوجه ووضع الجسد والإيماءات لتنظيم التفاعل الاجتماعي, يصعب عليهم الدخول في لعب جماعي.

ولما كان اللعب يعد وسيلة من الوسائل التي تساعد علي التنفيس والتمتع بالنسبة للأطفال الانة بالنسبة للتوحديين يختلف من حيث الوظيفة فيعتبر الافتقار إلي اللعب الرمزي أحد معايير تشخيص التوحد.إلا أن بعض أشكال اللعب الرمزي أكثر غيابا من البعض الأخر.

ومن الشروط التي راعاها الباحثان أتناء اللعب أن تكون الألعاب مألوفة والأشخاص مألوفين لهم.