مرحبا بك فى منتديات ايجى ميزا هل هذه اول زيارة ؟!
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    جدع اسطورى الصورة الرمزية sithory
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    البحيرة .. دمنهور
    المشاركات
    1,815
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي (( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ))






    تفسير الربع الثالث من سورة آل عمران



    { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ }
    أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
    [الآية 52]


    أي : فلما وجدهم مصممين على الكفر ، مستمرين عليه : بحث عن الصالحين فيهم ..
    قائلاً : من ينصرنى فى الدعوة إلى الله ..


    أجابه الحواريون .. وهم من آمنوا به ، وآزروه ، واتبعوا النور الذى أنزل معه ، ونصروه فى دعوته .. قائلين : نحن أنصار الله أي : أنصار دعوة الله معك ، لأننا آمنا بالله .
    ثم طلبوا من عيسى أن يشهد على إسلامهم ، تشريفاً لهم ؛ حيث قالوا وأشهد بأنا مسلمون .

    ثم توجهوا لربهم عز وجل قائلين :





    { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }
    [الآية 53]


    وهذا : تضرع منهم لله سبحانه وتعالى ، وعرض لحالهم عليه عز وجل بعد عرضها على رسوله ، إظهاراً لصدقهم ، وطلباً لمرضاة ربهم . أي : آمنا بك ، واتبعنا رسولك ..!!
    فاكتبنا عندك مع الذين يشهدون لك بالواحدانية ولرسولك بالصدق فيما جاء به .


    وإذا كان هذا حال أنصاره الحواريين ، الذين آمنا به وصدقوه ..!!
    فما حال الأغلبية .. التى كذبته ، وكفرت برسالته ؟
    تعالوا معى أيها الأحبة فى الله نقرأ ما يخبر به المولى عنهم .
    حيث يقول :





    { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }
    [الآية 54]


    أي : ازدادوا كفاراً وعناداً ، ومكراً وفجوراً ، حتى إنهم أرادوا قتل نبيهم عيسى عليه السلام .
    ولكن الله تعالى جازاهم على مكرهم .. بأن أفسد سعيهم ، ورفع عيسى إلى السماء .


    ويلاحظ : أن المكر إذا نسب للإنسان .. كان بمعنى الخطيئة .
    وإذا نسب لله تعالى .. كان بمعنى الجزاء عليها .
    والله خير الماكرين أي أقوى المعاقبين على الخطايا .


    ثم يوضح ربنا - تبارك وتعالى - كيف فوَّت على الماكرين من اليهود مكرهم بعيسى عليه السلام .
    إذ يقول .. انتبه وتذكر :




    { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
    [الآية 55]


    إنى متوفيك : أي : منيمك ، من النوم .
    ورافعك إلى : أي إلى السماء حياً ، وقد رآه رسولنا صلى الله عليه وسلم فى السماء ليلة المعراج .
    ومطهرك من الذين كفروا : أي مبعدك عنهم ، وعن خبثهم وإيذائهم لك .


    وجاعل الذين اتبعوك أي : المسلمين ، الذين آمنوا بالله وصدقوا بك ، من أمتك ، أو من غيرها.
    فوق الذين كفروا وكذبوك ، وجحدوا برسالتك ، وحرفوها من اليهود والنصارى وغيرهم .
    وفى يوم القيامة : إلىَّ عودة الجميع ، فأحكم بينهم بالعدل ، فيما اختلفوا فيه ؛ ليظهر المحق من المبطل ، والمؤمن من الكافر ، ويكون الجزاء المناسب .






    { فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }
    [الآية 56]


    وهذا : هو عين العدل .




    { وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
    [الآية 57]


    وهذا : هو عين الفضل .


    أيها الأحباب فى الله ..

    بعد هذا البيان الإلهى ، والتوضيح الوافى ، لأمر عيسى عليه السلام ، وما يكون منه ، وما يكون له .
    يتوجه المولى بالخطاب التشريفى لمحمد صلى الله عليه وسلم .
    حيث يقول له :





    { ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ }
    [الآية 58]


    أي : هذا الذى قصصناه إليك من أمر أخيك عيسى .. وحى إليك من الذكر الحكيم ، واللوح المحفوظ ، لا شك فيه ، ولا جدال حوله .


    أيها الكرام ..
    لما قدم وفد نصارى نجران إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وقالوا له : هل رأيت لعيسى مثلاً ..؟
    إنه خلق بلا أب ، ومن لا أب له : فهو ابن الله .
    فنزل رداً عليهم .. قول الله تعالى :






    { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }
    [الآية 59]


    أي : إن شأن عيسى ، وحالته الغريبة ، فى كونه خلق من غير أب .. كشأن آدم فى كونه خلق من غير أب ، ولا أم أيضاً .
    بل خلق من تراب إبتداءً ، قال له كن .. فكان .
    وهما - مع اختلاف خلقهما - يستويان أمام قدرة الله تعالى .
    أي : إذا كانت دعوى النبوة تجوز فى حق عيسى عليه السلام .. !!


    فهى فى حق آدم : جائزة بطريق الأولى .
    ولو حدث فى حق آدم ذلك : لكان باطلاً .
    ولهذا : فهو فى حق عيسى أشد بطلاناً .
    وهذا الذى ذكرناه هو :






    { الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ }
    [الآية 60]


    أي : لا مجال للشك فى صحته من أي أحد ، على الإطلاق .






    { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }
    [الآية 61]


    أي : من جادلك من النصارى فى شأن عيسى عليه السلام ، وأنه ابن الله - كما يزعمون - بعد ما جاءك من العلم والحق الذى عرفوه ..!!
    فقل لهم : هيا بنا نتباهل .
    أي : نجمع سوياً نحن وأنتم أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم فى مكان واحد .


    ثم نبتهل أي نتضرع إلى الله فى الدعاء .
    فنجعل لعنة الله على الكاذبين أي : هلاكه للكاذبين من أي الفريقين فى شأن عيسى ونبوته لله سبحانه وتعالى .
    فماذا فعلوا ..؟
    أيها الأحباب ..
    يقول العلماء : لم يُروَ عن أحد موافق أو مخالف .. أنهم استجابوا ، وفعلوا ذلك .


    حقاً ..





    { إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
    [الآية 62]


    وهذا أمر واضح ، لا لبس فيه ، ولا غموض ، ولا خفاء .!
    ومن شأنه : أن يقود إلى التسليم والإذعان .





    { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ }
    [الآية 63]ٍ


    أي : فإن لم يستعملوا عقولهم ، ويتخلوا عن عنادهم ؛ فقد فسدوا ، وأفسدوا غيرهم . والله عليم بالمفسدين .. يجازيهم شر الجزاء .


    أيها المجتمعون معنا على مائدة القرآن الكريم ..!!
    بعد أن بين الله عز وجل أن الدين عند الله الإسلام ..!!
    وبين - كذلك - أن اختلاف أهل الكتابين فيه : إنما هو من البغى والحسد..!!
    وبعد أن بين - ثالثاً - أن الفوز برضوانه : طريقة أتباع الرسل عليهم السلام ..!!


    وبعد أن بين - رابعاً - مبدأ عيسى عليه السلام ، ورد أكاذيب أهل الكتاب، وأغاليطهم حوله ، وبيان الحق فى شأنه .
    أقول .. بعد هذا كله مما ذكرت آيات السورة .
    يأمر المولى سبحانه وتعالى : بدعوة أهل الكتاب إلى الحق ، ومحاورتهم لإقناعهم به ، على النحو التالى فلنقرأ خاشعين .





    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ }
    [الآية 64]


    وفى هذا .. أمر لأهل الكتاب وغيرهم ، أن لا تكون العبادة والطاعة ، والتحليل والتحريم إلا لله وحده ، وأن لا يطيع بعضنا بعضاً فى معصية الله .


    {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}



    أي : فإن رفضوا هذه الدعوة ، وتولوا وأعرضوا عن الاستجابه لها : فأعلنوا التزامكم أنتم ، واستمراركم فى إسلامكم وطاعتكم لله .


    ثم يستنكر رب العزة على اليهود والنصارى هذه المغالطات التاريخيه . إذْ يقول سبحانه :






    { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
    [الآية 65]


    ادعت اليهود : أن إبراهيم كان يهودياً .
    وادعت النصارى : أنه عليه السلام كان نصرانياً .
    وهذا خطأ فاحش .


    حيث لم تنزل التوراة - كتاب اليهود - على موسى ، ولم ينزل الإنجيل - كتاب النصارى - على عيسى ،
    بل لم يكن موسى ولا عيسى نفسيهما .. إلا بعد زمن إبراهيم عليه السلام .
    ولا يقول ما قلتم عاقل . أفلا تعقلون ..!!


    ثم يبكتهم القرآن الكريم قائلاً :





    { هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
    [الآية 66]


    أي : لقد جادلتم بالباطل فى أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وعندكم علم بصفته فى كتبكم ، وصدقه فى دعواه . وكذبتم به ..!!
    فلم تجادلون فيما ليس لكم به علم من أمر إبراهيم عليه السلام .
    والله يعلم عنادكم وجدالكم بالباطل ، وأنتم جاهلون .
    هذا ..
    والحقيقة التى ينبغى أن تعرفوها أنه :





    { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
    [الآية 67]


    أي أنه عليه السلام : ما كان يهودياً ، ولا نصرانياً ، كما زعمتم ، بل كان حنيفاً مائلاً عن كل دين ، إلا دين الله .
    نعم .. كان مسلماً لله فى شأنه كله .
    وما كان من المشركين وقد أشركتم أنتم وغيركم ، فكيف يكون منكم ..؟


    وبعد أن نفى دعواهم الكاذبة فى انتسابه عليه السلام إليهم : بين .. أقرب الناس منه ، وأحقهم فى الانتساب إليه .
    حيث قال عز من قائل :






    { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }
    [الآية 68]


    أي : أن أحق الناس به :
    أولاً : الذين اتبعوه ، وآمنوا به ، فى زمانه ، وبعد زمانه .
    ثانياً : محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء والمرسلين .
    ثالثاً : الذين آمنوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
    وهؤلاء : وليهم الله وناصرهم فى الدنيا وفى الآخرة .


    ولأن أهل الكتاب - يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعرفون الحق الذى أنتم عليه ، والنور الذى أنتم فيه : فإنهم لا يستريحون لذلك ، بل يحسدون ، ويحقدون ، ويريدون حرمانكم منه ، وصرفكم عنه إلى باطل قوانينهم ، وأنظمتهم ، وسلوكهم ، وأهوائهم .
    يقول ربنا تبارك وتعالى:





    { وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }
    [الآية 69]


    لأن المؤمنين حقاً لا يطيعونهم ، إذْ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق..!!
    ومن هنا ..
    فإثم إضلالهم لغيرهم : يعود وبالاً عليهم ، وما يشعرون بذلك .



    ثم ..
    لاحظوا أيها الكرام ..
    هذا السؤال المفحم المباشر .





    { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }
    [الآية 70]


    أي : لم تكفرون بآيات الله الموجودة فى كتبكم ، وفيها البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
    خاصة : وأنتم تعلمون صدقها ، علماً يقينياً كالمشاهدة .



    وأيضاً ..
    هذا السؤال المفحم المباشر الآخر :





    { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
    [الآية 71]


    أي : لم هذا التلبيس منكم ، وخلط الحق بالباطل ، بل كتمانكم الحق أصلاً ، وأنتم تعلمونه ، وتعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء به ، وأن المسلمين يتبعونه ، ويلتزمون به .
    ثم ..
    ثم يفضح الله سرهم ، ويكشف مكرهم بالمسلمين قائلاً :





    { وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
    [الآية 72]


    أي : قالوا آمِنوا معهم بما جاء به محمد ، وخالطوهم ، ثم شككوهم فى دينهم ، واكفروا به ، لعلهم يرجعون عن دينهم .
    ثم تواصوا فيما بينهم قائلين لبعضهم البعض :





    { وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
    [الآية 73]


    أي : لا تطمئنوا إلا لبعضكم البعض ، ولا تتكلموا بما تعرفون ، وما تريدون الوصول إليه من إفساد المسلمين ، إلا فيما بينكم .
    ويرد الله عليهم مكرهم ، ومثبتاً للمسلمين .
    حيث يقول :



    {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }


    أي : من شاء الله هداه ، وثبته على الإسلام ، ولا يضره كيدكم ومكركم .


    وبعد هذا الرد عليهم .. والتثبيت للمسلمين ..
    يبين لنا عز وجل : سبب مكرهم هذا ، والدافع لحيلهم الخسيسة .
    من عدم إيمانهم وكفرهم .. وعدم بوحهم بأسرارهم ..!!
    وهو : حقدهم أن يؤتى الله أحداً كتاباً ، أو حكمة ، أو فضلاً ، مثلما آتاهم. أو : خوفهم من إقامة المسلمين للحجة عليهم عند ربهم .


    ويرد الله عليهم حقدهم ، وانحراف فكرهم هذا ..
    وفى ذات الوقت : يثبت المسلمين .
    مبينا :
    أن الفضل بيد الله ، ليس بيدهم ، يجود به على من يشاء من عباده .
    وكذلك :





    { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
    [الآية 74]


    أي : يجعل رحمته مقصورة على من يشاء من عباده .
    وقد أضاع أهل الكتاب ما أنعم الله عليهم به من فضل ، حيث كفروا بآيات الله ، ولم يتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، الذى بشر به أنبياؤهم ، وجاء وصفه فى كتبهم .
    ولذلك : اختصكم أيها المسلمون برحمته وفضله ؛ حيث شرف نبيكم على سائر الأنبياء ، وهداكم به لأكمل الشرائع .
    والله ذو الفضل العظيم .




  2. #2
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية Don't play with me
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    اجــــــ صحـــاب ـــ
    العمر
    36
    المشاركات
    5,334
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: (( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ))

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكِ الله خيراً أختي في الله
    على وضعكِ لهذا الموضوع الهام
    جعله الله في ميزان حسناتكِ


 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار

مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
DMCA.com Protection Status جميع الحقوق ل رياض حسونة