مرحبا بك فى منتديات ايجى ميزا هل هذه اول زيارة ؟!
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    جدع اسطورى الصورة الرمزية sithory
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    البحيرة .. دمنهور
    المشاركات
    1,815
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي (( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ))




    تفسير الربع الخامس من سورة آل عمران




    { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
    [الآية 93]


    وسبب نزول هذه الآية أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : تزعم أنك على ملة إبراهيم , وكان إبراهيم لا يأكل لحوم الإبل وألبانها , وأنت تأكل ذلك فلست على ملة إبراهيم


    فرد الله عليهم ، وبين لهم : أن كل الطعام كان حلالا لإبراهيم عليه السلام , ولبني إسرائيل من بعده
    ولم يحرم لحوم الإبل وألبانها إلا إسرائيل , وهو يعقوب على نفسه خاصة كل ذلك : من قبل أن تنزل التوارة . فلما نزلت التوراة : حرمت ما حرمت


    ثم تحداهم ربنا أن يأتوا بالتوراة ويقرءونها ليثبتوا خلاف هذا .
    والذي حدث أيها الكرام أنهم : خافوا من افتضاحهم ؛ فلم يأتوا بها. وبذلك : فقد كذبوا .
    ولذلك : قال تعالى :





    { فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
    [الآية 94]


    نعم وأي ظلم أكبر من الكذب على الله عز وجل

    ثم يأمر الله تبارك وتعالى نبيه أن يعلنها صريحة عالية مدوية :




    { قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
    [الآية 95]


    حقا
    ومن أصدق من الله حديثا ؟ !! وعلى ذلك :
    فآمنوا بالله , واتبعوا ملة إبراهيم , التي أنا عليها , فقد كان إبراهيم حنيفا ، أى : مائلا عن كل دين , إلا الإسلام , وما كان أبدا من المشركين بالله تعالى.


    ولأن الحج إلى البيت الحرام بمكة المكرمة مرتبط بسيدنا إبراهيم وملته فإن الله عز وجل يخبرنا في الآية التالية : أن أول بيت وضع لعبادة عموم الناس , هو الكعبة , التي بناها إبراهيم الذي يزعم اليهود والنصارى أنهم على ملته , ومع ذلك لا يحجون إلى البيت الذي بناه بأمر الله , ودعا الناس إلى حجة وزيارته
    يقول ربنا تبارك وتعالى :






    { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }
    [الآية 96]


    وقد نزلت هذه الآية : لما قال اليهود للمسلمين إن قبلتنا قبل قبلتكم .
    والمعني : أن الكعبة هي أول بيت وضع متعبدا للناس في الأرض , ذو بركة , على من يتجه إليه ،
    وهداية للعالمين ؛ لأنه قبلتهم , ومقصدهم جميعا هذا البيت





    { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
    مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
    [الآية 97]


    أي : فيه دلائل واضحات على احترامه , ومزيد فضله
    ومن هذه الآيات :
    الحجر الذي قام عليه إبراهيم , وهو يبني الكعبة , وعليه آثار أقدامه . وأمن من دخله , ونجاته من كل سوء ومنها : غير هذين


    وواجب لله على من ملك من الناس الزاد والراحلة ، الفائضين عن حاجة من تجب عليه نفقتهم الحج إلى بيت الله الحرام
    ومن أنكر فرضية الحج , أو كفر بالله تعالى : فإن الله غني عنه ، وعن العالمين من الإنس والجن والملائكة ، وعن عبادتهم


    ثم يقيم ربنا – تجلت عظمته – على أهل الكتاب الحجة في مخالفتهم
    بقوله :







    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }
    [الآية 98]


    أي : لا يوجد سبب من الأسباب يدعوكم إلى الكفر بآيات الله الظاهرة , المنزلة على رسوله صلى الله عليه وسلم
    والله شهيد على أعمالكم المخزية ، وسيجازيكم عليها , فخافوه , واتقوه , ولا تكفروا .
    أكثر من هذا :






    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
    [الآية 99]


    أي : لم تمنعون الناس عن الإسلام ؟
    ولم تصدون من آمن بالله عن الإلتزام بدينه , والدعوة إليه , تحقيقا للعدل والسلام في دنيا الناس ؟
    هل تريدونها – أي دعوة الإسلام – معوجة بحصركم الإسلام في العبادات والروحانيات , وعزلها عن الحياة والتأثير فيها , والتوجيه لها ؟


    تفعلون هذا وأنتم تشهدون بما تعرفون من كتبكم : أن الإسلام هو الحياة , وأن الحياة لا تكون إلا بالإسلام
    وعلى كل : فليس الله بغافل عما تعملون , وما تقوم به مؤسساتكم وأنظمتكم المعادية الكافرة للحيلولة دون هذا الإسلام , وانتشاره وتطبيقه , وانتصار دعائه في حماية الحق والدفاع عن أهله
    ولهذا سيجازيكم عن كل ذلك بما تستحقونه


    أيها الأحباب في الله !!
    بعد هذه المواجهة الشديدة الواضحة مع أهل الكتاب !!
    يفسر لنا المولى مواقفهم
    ويبين لنا ما ينبغي أن نستعصم به
    حيث يقول جل شأنه






    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }
    [الآية100]


    وهكذا
    يحذرنا الله تعالى من طاعة بعض أهل الكتاب .. الذين كل رغبتهم أن يخرجوا المؤمنين من دينهم إلى الكفر بالله تعالى
    ولولا أن بعض المؤمنين يطيعون أهل الكتاب ؛ فينصرفون عن دينهم , ويصبحون حربا على بلادهم وإخوانهم في الدين !!
    لما نهى الله , بقرآن يتلى إلى يوم القيامة , عن ذلك
    ولما تعجب ربنا عز وجل ، واستنكر ..
    حيث يقول لهؤلاء الذين يطيعون





    { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
    [الآية 101]


    أي : كيف يحدث ذلك منكم ولكم , والقرآن يتلى عليكم ، وفيه الدلائل الواضحات التي تعصم من هذا الكفر
    وفيكم - كذلك - رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنته , وسيرته , يزيح عنكم الشبهات , ويوضح لكم الآيات
    إن هذا لا ينبغي أبدا فاعتصموا بالله ، ولا تفعلوا ذلك
    حيث إن من يجعل ربه ملجأ وملاذا عند الشبه والفتن : يحفظه الله



    شرع – عز وجل – في بيان ما يكمل المؤمنين في أنفسهم
    بقوله تعالى :






    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
    [الآية 102]


    وهكذا أمر من الله بتحقيق التقوى حق تقاته بأن يطاع فلا يعصى , ويشكر فلا يكفر , ويذكر فلا ينسى
    وكذلك في الآية : نهى لنا أن نموت على غير الإسلام
    ويكون ذلك : بأن نحافظ على الإسلام وتعاليمه ؛ لنموت عليه
    لأن عادة الكريم أنه من عاش على شئ : مات عليه , وبعث عليه

    وكذلك لتكميل المؤمنين في أنفسهم يقول عز شأنه :





    { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
    [الآية 103]


    أي : تمسكوا أيها المؤمنون بدين الله , ولا تتفرقوا بعد التشرف بالدخول فيه , والانتساب إليه واذكروا أيها المؤمنون إنعام الله عليكم .
    إذ كنتم قبل الإسلام , أو بغيره : أعداء ، فجمع بين قلوبكم , فأصبحتم بنعمته عليكم إخوانا في الدين والولاية والنصرة .


    وكنتم – كذلك – على حافة حفرة من النار , قبل الإيمان , ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا كفارا ؛ فأنقذكم منها بالإيمان
    وهكذا يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون إلى الصواب وما ينال به الثواب .



    أيها الأحبة في الله
    بعد أن أرشدنا ربنا إلى ما يعيننا على تكميل أنفسنا , والوصول بها إلى طريق مرضاته !!
    يرشدنا سبحانه إلى ما يعيننا على أن نساعد به غيرنا لبلوغ هذا الكمال
    فيقول :





    { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
    [الآية 104]


    أي : ولتكن منكم جماعة يدعون إلى الخير كل الخير , وهو : ما وافق الكتاب والسنة , وأصلح البلاد ، وأسعد العباد
    ويأمرون بالمعروف كل المعروف , وهو : ما أمر به الشرع أو أباحه
    وينهون عن المنكر كل المنكر , وهو : ما نهى عنه الشرع , أو حرمه


    وهؤلاء : هم المفلحون, الفائزون برضوان الله تعالى
    ويلاحظ : أن هذا الموضوع فرض كفاية , يقوم به البعض فيسقط الإثم عن الجميع ولكن لو تركه الجميع : أثمت الأمة كلها
    ويلاحظ أيضا أن أمة يقوم بعض أفرادها بمهمة إرشاد الغير إلى الخير : لا ينبغي لها أن تكون كالأمم السابقة التي فشلت في هذه المهمة


    ومن هنا يقول عز وجل :





    { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
    [الآية 105]


    أي : لا تكونوا أيها المؤمنون , كالذين تفرقوا عن دينهم , واختلفوا فيه , من بعد ما جاءتهم الآيات الواضحات , الموجبة للاتفاق على كلمة الحق


    وبسبب هذا التفرق والاختلاف : كفر بعضهم بعضا
    وهؤلاء لهم عذاب عظيم
    ومتى يكون ذلك ؟
    يكون ..!!







    { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }
    [الآية 106]


    يعني : في يوم القيامة تبيض وجوه أهل الحق والإيمان , وتسود وجوه أهل الباطل والكفران
    وللمؤمن نوره ولو كان أسود اللون !!
    وللكافر ظلمته ولو كان أبيض اللون !!
    حيث العبرة : ببياض القلب أو سواده


    أي : فأما الذين اسودت وجوههم يوم القيامة
    فيقال لهم توبيخا وتبكيتا : لم كفرتم بمحمد صلى الله عليه وسلم حينما بعث , وذلك بعد أن كنتم مؤمنين به قبل مبعثه , حسبما كنتم تعرفون من أوصافه وصدقه في كتبكم ؟
    على كل حال : ذوقوا العذاب , واخلدوا فيه ؛ بسبب كفركم هذا




    { وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
    [الآية 107]


    أي : وأما الذين ابيضت وجوههم يوم القيامة فلا يقال لهم ما يعكر صفوهم ، بل يقال لهم : سلام عليكم طبتم .
    ثم يدخلون الجنة بفضل الله ورحمته ، ويقيمون فيها أبد الآبدين


    ثم يقول رب العزة : لحبيبه صلى الله عليه وسلم :






    { تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ }
    [الآية 108]


    أي : هذه الآيات السابقة المشتملة على : نعيم الأبرار, وتعذيب الكفار نتلوها عليك بما فيها من حق وعدل ، إعلاما لك وللمؤمنين بأمور الدنيا والآخرة
    وما يريد الله أن يظلم العالمين , وما يفعل ذلك !!
    بل العدل فعله كما أن العدل اسمه , سبحانه وتعالى

    ولم لا يكون ذلك ؟






    { وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ }
    [الآية 109]


    نعم لله ما في السموات وما في الأرض ، ملكا , وخلقا , وعبيدا
    وإلى حكمه وقضائه ومشيئته : ترجع الأمور كلها


    أيها الأحباب في الله !!
    ما يزال ربنا عز وجل يتعطف على عباده المؤمنين , فيثبتهم على الحق , والدعوة إلى الخير
    حيث يقول لهم :






    { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }
    [ الآية 110]


    والمعني :أنتم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أظهرتها في الوجود , لنفع الناس وخيرهم ؛ لأنكم تأمرون بالمعروف , وتنهون عن المنكر , وتؤمنون بالله
    وأنتم – كذلك – على هذه الخيرية ما دمتم متصفين بهذه الصفات , ومحافظين عليها



    ولما مدح الله تعالى أمة محمد لمحافظتها على هذه الصفات :
    ذم أهل الكتاب , وأنبهم
    حيث إنه : لو آمن أهل الكتاب بمحمد صلى الله عليه وسلم , وما جاء به ، لكان خيرا لهم مما هم فيه , من : طلب الرياسة , وحب الدنيا , والكبر , والحسد , الخ


    ولأنهم لم يؤمنوا فهم بالتالي : لا يأمرون بمعروف , ولا ينهون عن منكر , بل يحاربون المعروف , ويشيعون المنكر
    ولذا : لا خيرية فيهم , ولا خير منهم
    ومع ذلك , وللإنصاف :
    فإن قليلا منهم يهتدي : فيؤمن بالله , وما أنزل عليهم , وما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
    ولكن : أكثرهم , وغالبيتهم على الضلالة , والفسق والعصيان
    فلا تخافوهم !!


    فهم :






    { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }
    [الآية 111]


    أي : ضررا جزئيا , بسيطا , لا يصل أبدا - بإذن الله تعالى – لدرجة : القضاء عليكم , وإنهاء وجودكم
    وإذا حدث قتال بينكم – يا مؤمنين – وبينهم : لا يثبتون أمامكم , بل يولوكم الأدبار ، أي يفرون منهزمين
    ولا يكون لهم نصر عليكم أبدا
    وهذه بشارة عظيمة للمؤمنين , يوم أن يحققوا في أنفسهم وبأنفسهم الإيمان


    وبخاصة مع اليهود الذين :






    { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }
    [الآية 112]


    أي : لزمتهم وفرضت عليهم الذلة , أينما وجدوا , في كل دولة يعيشون في ظلها , وخوفهم الدائم فيها مما يضطرهم إلى فعل الذليل من الأعمال , والأحوال ؛ نفاقا واتقاء شر يلحق بهم
    ولا ترفع عنهم هذه المذلة إلا بواحد من أمرين :


    حبل من الله , أي : إمداد من الله لهم , و سلطان يعطيه سبحانه إياهم علينا ؛ بسبب ذنوبنا وظلمنا , وبعدنا عن الإيمان


    أو حبل من الناس أي : إمداد من الناس , كما هو مشاهد من مساندة قوى الظلم لهم في تمكينهم , وتخاذل أهل الحق عن قطع حبل المودة لهم , والخوف منهم , والتعاون معهم


    وكما لزمتهم الذلة أيها الكرام : فقد لزمهم غضب الله عز وجل , ويرجعون بعقابه الأليم يوم القيامة
    وثالثا : لزمهم خوف الفقر , حتى مع غناهم , وامتلاكهم لبيوت المال في العالم


    وكانت هذه الذلة لهم , والغضب عليهم , والمسكنة فيهم : لأنهم كفروا بآيات الله , وقتلوا أنبياءهم ؛ حيث إن من طبيعتهم ارتكاب المعصية وممارسة العدوان




  2. #2
    الصورة الرمزية ♥ρėŧŧу ςαŧ♥
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مدينة المستحيل
    المشاركات
    25,770
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: (( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ))

    ربنا يحسن خواتيمنا
    ويجعلنا من الصالحين واياكم
    تسلم ايدك يا حبيبتى


 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار

مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
DMCA.com Protection Status جميع الحقوق ل رياض حسونة