يقول الشيخ إبراهيم الدويش:
هذا الموقف يحكيه لنا بعض المربين في كتبهم فيقول: أن أحد المربين قال لصغاره: يا أبنائي إذا كان من الغد فلا يأتي أحد منكم إلا بيده دجاجة قد ذبحها في مكان لا يراه فيه أحد، فلما كان من الغد جاء الغلمان الصغار كلهم وقد علق كل فرد منهم بيده دجاجة قد ذبحها في مكان لا يراه فيه أحد كما هي وصية شيخه إلا تلميذا واحدا.

فقال له المربي: لماذا لم تفعل كما فعل زملاؤك وأين دجاجتك؟

فقال الصغير: يا شيخ أنت قلت لي أن أذبح الدجاجة في مكان لا يراني فيه أحد وإني صعدت السطح فوجدت أن أحدا يراني ودخلت الغرفة فوجدت أن أحدا يراني وما تركت مكانا في البيت إلا وكان هذا الأحد معي يراني..

فقال الشيخ: من هذا الأحد يا غلام؟

فقال الصغير الذي تربى على خشية الله ومراقبته: يا شيخ إنه الله، إن الله معي في كل مكان يراني .

فضمه الشيخ وقال:أحسنت أحسنت أنت ابني إذا.

تعليق الشيخ الدويش على الموقف بتصرف:
هكذا تكون التربية.
أين أنتم أيها المدرسون والمدرسات من هذا المبدأ وغرسه في نفوس الطلاب.
ومتى وقفت أيها الأب أو أيتها الأم لتربوا أبناءكم على هذا المبدأ.
كثير من الأمهات إذا أرادت أن تخوف صغارها تخوفهم بأبيهم.. فإذا غاب الأب فعل الصغير ما تمليه عليه نفسه ولهذا السبب التربوي لا يحرص الصغير على الصلاة غالبا إلا في وجود والده. ولو أننا خوفناهم بالله: إن الله يراك،إن الله يغضب عليك،وخوفناهم من النار، ورغبناهم في الجنة.
أطلق بعد ذلك العنان لهذا الصغير يذهب حيثما يشاء فكلما حدثته نفسه بمعصية تذكر رقابة الله وخافه.‏‎