بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }طه131
أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال
الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس
الفاخرة ، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فـإن ذلك كله
زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا
بأبصار المعرضين ، ويتمتع بهـــا - بقطع النظر عن الآخرة -
القوم الظالمون ، ثم تذهب سريعا ، وتمضي جميعا ، وتقتـــل
محبيها وعشاقها ، فيندمون حيث لا تنفع الندامة ، ويعلمـون
مـا هــم عـــليــه إذا قدموا في القيامة ، وإنما جعلها الله فتنة
واختبارا ، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها ، ومن هو أحسن
عملا كمـــا قـــال تعالى
{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } * { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } سورة الكهف 7-8
( وَرِزْقُ رَبِّــكَ ) العاجل من العلم والإيمان وحقائق الأعمال
الصالحة والآجل من النعيم المقيم والعيش السليم في جوار
الرب الرحيم (خَيْرٌ) مما متعنا به أزواجا ، في ذاته وصفاته
( وَأَبْقَى ) لكونه لا ينقطع ، أكلها دائم وظلها ، كمــا قــال
تعالى{ بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }
سورة الأعلى 16- 17
وفــي هـذه الآية ، إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه
طموحا إلى زينة الدنيا ، وإقبالا عـليــهـــا ، أن يذكرها
ما أمامها من رزق ربه ، وأن يوازن بين هذا وهذا .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML |
مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار