مقدمــــــــــة :
يدخل الرصاص في العديد من الصناعات فهو شائع الاستعمال في صناعة بطاريات السيارات والبويات ومواد البناء والسبائك ومن مركباته العضوية خلات الرصاص وهو شائع استخدامه طبياً كعلاج موضعي للكدمات ومركب رابع إيثيل الرصاص (tetraethyl lead) المستخدم كإضافة محسنة لخواص وقود السيارات.
عند تعاطي مركبات الرصاص بالفم فإن امتصاصه يتم ببطء من الأمعاء أما في حالة أبخرة الرصاص المنصهر فيتم امتصاصه من الرئتين وكذلك عند استنشاق غبار الرصاص وأما في حالة رابع إيثيل الرصاص فإن هــــــذا المركب يمتص من الجلد والأغشية المخاطية بالإضافة للاستنشاق.(1)

مصادر الرصاص :
1- غبار الدهان أو رقائق الدهان الناجمة عن استخدام الدهان القديم ويتواجد هذا الغبار وهذه الرقائق على العاب الأطفال والأثاث في البيوت التي بنيت قبل عام 1978 في أمريكا وخاصة البيوت ذات الظروف السيئة والتي أعيد ترميمها أو تجديدها .
2- ماء الصنبور في البيوت التي تحتوي على أنابيب تمديد مياه رصاصية .
3- التراب الحاوي على الرصاص .
4- بعض أدوات التسلية مثل : طلقات الرصاص الموجودة ببنادق الرش - الزجاج الملون - الألوان - مواد اللحام - الأثقال المستخدمة في صيد السمك .. .(7)
5- غبار العمل الذي يحمله العاملون بالرصاص من مكان عملهم إلى المنزل على ثيابهم
6- الأطعمة والمشروبات المخزنة في أوان كريستالية رصاصية أو في صحون السيراميك المطلية بمواد حاوية على الرصاص .
7- بعض الأدوية الشعبية الحاوية على الرصاص . (3)

معدل الحدوث :
الأطفال هم أكثر الفئات عرضه للتسمم بالرصاص و خصوصاً من هم أقل من 3 سنوات .(1)
الأعراض :
التسمم الحاد بالرصاص : وهو نادر الحدوث وتظهر أعراضه في حالة تعاطي مركباته بالفم علي شكل طعم معدني قابض بالفم، وفي حالة تعاطي خلات الرصاص قد يكون الطعم حلواً قابضاً أيضاً مما حدا إلي تسمية هذا المركب باسم سكر الرصاص ، وقد ينشأ التسمم الحاد أثناء علاج حالات التسمم المزمن بالرصاص بالمواد المستخلبة (chelating agents) للرصاص من العظام حيث يصل مستوي الرصاص في الدم إلي نسب التسمم. ويعقب هذا الإحساس بفترة زمنية الشعور بالغثيان والهبوط والقيء مصحوبة بمغص شديد وإمساك وتتشابه هذه الأعراض إلي حد بعيد مع حالات البطن الحادة وتدخل ضمن التشخيص التفريقي لها.


مرض دماغ الرصاص (leadencephalopathy) : وهو من أخطر أعراض التســمم بالرصاص وينشأ نتيجة ارتفاع نسبة الرصاص بالدم إلي درجة كبيرة تسمح بعبوره الحاجز الدموي الدمـــــــاغي Blood brain barrier مما يؤثر علي الجهاز العصبي وتظهر الأعراض علي شكل نوبات تشخيصيه صرعية تتبعها غيبوبة قد تؤدي بحياة المتسمم.


  • التسمم المزمن بالرصاص : أما أعراض التسمم المزمن بالرصاص فتتجلى بعدة أشكال منها :


  • 1. قلة التوصيل العصبي المؤدي في النهاية إلي اعتلال عصبي حركيNeuropathyعلي شكل سقوط بمفصلي الرسغ (انظر الصورة ) والكاحل(Lead paralysis ) Dropped Wrist .
  • 2. الأنيميا anemia : وتحدث كنتيجة لتعطيل الرصاص لعمل الإنزيمات المسئولة عن تخليق مادة الهيم الأولية بالدم فيحدث فقر دم (anemia) وتتراكم المواد الأولية لتخليق الهيم (haem) في كريات الدم الحمراء علي شكل بقع تصطبغ باللون الأزرق وتسهم في المساعدة علي تشخيص التسمم المزمن بالرصاص من خلال فحص عينات الدم.
  • 3. تكون خطوط زرقاء في حواف اللثة عند التقائها بالأسنان Blue line (انظر الصورة ) وخاصة إذا لم تكن هناك عناية بتنظيف الفم والأسنان أوفي وجود تجاويف بالأسنان وتنشأ هذه الخطوط الزرقاء نتيجة تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج من تحلل فضلات الطعام بفعل الجراثيم في الفم مع مركبات الرصاص المفرزة في اللعاب وتكون كبريتيد الرصاص الذي يترسب عند اتصال اللثة بالأسنان.
  • 4. وجود مغص وآلام تشنجيه بالبطن تعرف باسم مغص الرصاص (lead colic) ويتميز هذا النوع من المغص بتحسن شدته بالضغط علي البطن وبالمواد المضادة للتقلصات.
  • 5. إمساك شديد Constipation في هذه الحالات.
  • 6. يؤثر الرصاص علي الكلي في شكل خلل بأنابيب الكليةGlumerulonephropathy من حيث قدرتها علي إعادة امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمنية والفوسفات. لذا يوضع التسمم بالرصاص في الاعتبار كتشخيص تفريقي في حالات ظهور السكر بالبول ولاسيما في الأطفال ويؤدي التسمم المزمن إلي قصور بالكليةRenal impairment ينشأ عنه ارتفاع في ضغط الدم و من الممكن أن يؤدى فى النهاية الى الفشل الكلوى Renal failure .
  • 7. يحدث التسمم بالرصاص عقماً لدي الرجال والنساء infertility كما قد يتسبب في إجهاض الحوامل abortion .
  • 8. هناك علاقة بين التسمم بالرصاص في الأطفال وبين ظهور أعراض قصور عصبي وخلل عصبي حركي وتخلف Mental retardation .
  • 9. الكسل و النوم الكثير و سرعة التعب والإجهاد و قلة التركيز .
  • 10. الصداع المزمن headache .
  • 11. فقدان الشهية والغثيان و القىء أحياناً . (2)

التشخيص :
الفحوصات المعملية :


  • تقدير مستوي الرصاص بالدم دليلاً علي الامتصاص : ويجب أن يتم سحب العينة فى أنبوبة مصنوعة من معدن خامل Trace metal غير الرصاص و يجب التأكد من عدم وجود رصاص فى زجاج الأنبوبة .


  • عمل صورة دم كاملة CBC : ويظهر به أنيميا ناتجة عن نقص امتصاص الحديد كما يعتبر مستوي الهيموجلوبين المنخفض المصحوب بوجود بقع زرقاء في كريات الدم الحمراء (انظر صورة الدم المقابلة ) دليلان علي التسمم بالرصاص ، كما يمكن ان يؤدى الى تحلل كرات الدم الحمراءHemolytic anemia .
  • تقدير كمية البروتوبورفيرن (protoporphyrin) في كريات الدم حيث يمنع الرصاص تحلله مما يؤدى الى ارتفاع نسبته فى الدم .
  • زيادة إخراج حمض الأمينوليفيولينيك (aminolivolinic) في البول يدل علي قصور تخليق مادة الهيم.
  • عمل وظائف كبد LFT وكلىKFT لتحديد مدى تأثرهما بالرصاص و تجنب المضاعفات.

الأشعات :


  • عمل اشعة سينية على البطن Abdominal X-Ray و يظهر بها وجود جسيمات الرصاص المترسبة (انظر فيلم الاشعة المقابل ) Radio-opaque F.B..
  • عمل اشعة سينية على المفاصل و العظام يظهر فيها أجزاء تمتص الأشعة أكثر من غيرها.
  • عمل أشعة مقطعية CT Scan (Brain) و أشعة بالرنين المغناطيسى على المخ فى حالة وجود إضطراب بالوعى .
  • a provocative chelation test : و ذلك بإعطاء المواد المستجلبةChelator (Ca, Na editate) ثم تجميع البول وحساب نسبة الرصاص الموجودة به . (4)

العلاج :
أولا : علاج الحالات الحادة :

  • 1. تركيب محاليل saline للمريض .
  • 2. عمل التحاليل والأشعات بسرعة .
  • 3. اذا ما كانت المشكلة ابتلاع مادة الرصاص يتم تركيب انبوب انفى معوىNasogasteric tubeلعمل غسيل للمعدة ببولى اثيلين جليكول Polyethylene glycol .
  • 4. اعطاء المواد المستخلبة Chelators و التى تقلل نسبة الرصاص بالدم . (8)

ثانياً : علاج الحالات المزمنة :

  • إبعاد المريض عن مصدر التسمم أساساً أولياً في علاج حالات التسمم بالرصاص ويتم ذلك في بعض الأحيان عن طريق تغيير طبيعة العمل بحيث يتوقف تعرض المريض إلي جرعات جديدة من الرصاص.
  • العلاج الدوائى : تعتمد السياسة العلاجية للتسمم بالرصاص علي عدم السماح بتجاوز مستوى الرصاص بالدم حداً يفوق قدرة الكلي علي إخراجه حتى لا يتسبب في عبور الرصاص الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي حدوث أخطر مضاعفات التسمم بالرصاص وهو مرض دماغ الرصاص . وعليه فعند ارتفاع مستوي الرصاص بالدم ارتفاعاً كبيراً يوجه الرصاص إلي العظام لترسيبه وتخزينه بصفة مبدئية حتى يتجاوز المريض المرحلة الحادة من التسمم ثم يبدأ بعدها في سحب كميات صغيرة محسوبة من الرصاص المخزون بالعظام بواسطة مواد استخلابية (chelating) إلي مجري الدم ومنها إلي الكليتين حيث تخرج مع البول. وتستغل خاصية تشابه سلوك الرصاص بالجسم مع سلوك الكالسيوم في توجيهه للترسيب بالعظام حيث يعطي المريض فيتامين د ومواد قلوية لتشجيع الترسيب بالعظام

ونستخدم لهذا الغرض:

  • إيديتات الصوديوم (Calcium EDTA) ß كمادة استخلاب مختارة وتعطي حقناً بالوريد في محلول كلوريد الصوديوم 9,.% بمعدل يصل 40 ملليجرام مرتين يومياً وتستمر فترة العلاج من ثلاثة إلي خمسة أيام وتحسب الجرعة للأطفال بواقع 20 ملليجرام /كيلوجرام مقسمة إلي جرعات وفي الأطفال يبادر إلي العلاج بالمواد الإستخلابية إذا تعدي منسوب الرصاص في الدم 80 ميكروجرام في الديسيليتر حتى وإن لم توجد أعراض ظاهرة.
  • Dimercaprol (British auliewisite , BAL) : 30 -50 مجم/كجم عضل كل اربع ساعات و قياس نسبة الرصاص بعدها يوم .
  • D- Penicillamineß 25-35 مجم / كجم بالفم مقسمة الى جرعات على مدى اليوم .
  • Succimer (DMSA)ß 10 مجم /كجم / 8 ساعات لمدة 1-5 ايام ثم 10 مجم / كجم بالفم كل 12 ساعة لمدة 6- 14 يوم .
  • Dimerval (DMPS)ß امبول 250 مجم / 4 ساعات لمدة 7 ايام ثم 100 مجم كبسول / 6 ساعات حتى انخفاض مستوى الرصاص بالدم ثم / 12 ساعة ثم يوقف . (5)

الوقاية من التسمم بالرصاص :

  • يجب فحص المنزل إن كان يحتوي على دهان حاو على الرصاص إذا كان قد بني قبل عام 1978 ( وهو العام الذي حرمت فيه الدولة استخدام الدهان الذي يدخل في تركيبه الرصاص لدهن البيوت )
  • اسأل طبيبك فيما إذا كان يجب فحص الابن بشان التسمم بالرصاص .
  • افحص مستوى الرصاص في ماء الصنبور إذا كانت أنابيب المياه في المنزل رصاصية. 4. يجب غسل اليدين قبل الطعام . 5. يجب تغذية الأطفال بطعام يحتوي على الكثير من الكالسيوم والحديد ( السبانخ ) والإقلال من الأغذية الدسمة فالأطفال الذين يتغذون بشكل جيد لا تمتص أمعاؤهم الكثير من الرصاص .

الجديد فى الموضوع :

  • اثبتت الابحاث ان هناك ثلاث جينات فى الانسان هم المسئولون عن مدى شدة تاثره بالتسمم بالرصاص وهم Delta - amino levulinic acid dehydratase (ALAD), Hemochromatosis gene , vitamin D receptor gene مما يجعل العلماء يتوسعون فى احتمالية علاج اثار التسمم بالرصاص على اجهزة الجسم المختلفة . (9)
  • وضع العلماء نظام يسمى Neurobehavioral evaluation system (C-NBES) وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة يمكن عن طريقها تحديد مدى تاثر الجهاز العصبى بالتسمم بالرصاص ، و قد وجد تحسن ملحوظ فى العمال الذين انخفضت نسبة الرصاص لديهم من26.3to8.3microg / dl . (10)
  • ثبت ان المواد المستخلبة Chelators منها ما لا يصل الى داخل الخلاياintracellular sites و ذلك نتيجة طبيعتها الكاره للدهونLipophobic nature مثل Meso- 2,3 dimercaptosuccinic acid(DMSA) ، ولذلك فإن الإتجاة الجديد فى العلاج هو استخدام اكثر من مادة مع بعض مثل (DMSA)+ 2,3 dimercaprol in combination ، وبذلك يصبح اكثر فاعلية وهو علاج آمن. (11)
  • استخدام تقنية جديدة فى الكشف عن الرصاص فى البول فيما يعرف باستخدام الفلوروسين Hydride generation atomic fluorescence . (12)