هنا وهنا فقط ... سأفرغ مابجعبتي من كلمات ..
سأحكي بقلب حزين مليء بالآهات ...
عن تلك المسكينة ... ومثلها كثير من الفتيات ..
**********************************
كانت تلك الصغيرة تعيش في منزل كله الحنان والحب..
تربت في منزل أحسن تربية .. نشأت على الأخلاق الفاضلة ..
كانت بارة بوالديها .. كانت محبة لكل الناس ..
قد ملأت الطيبة قلبها ... رحيمة بكل مخلوقات الله ...
تحمل من الحب والحنان والأمل ماقد يعطي الكون بهجة وجمالاً ..
هي معنى الرقة واحساسها ... معنى الأنوثة وجمالها ...
****************************************
نشأت تلك الصغيرة بقلب بريء لا يعرف للغدر معنى .. ولا يعرف للحسد والحقد طريق ... قلبها طاهر نقي كطهارة المطر ..
عاشت تحب العطاء .. تكره البخل والكبرياء ..
تربت على طلب العلم .. وكانت من أنجح الصغيرات ..
******************************************
كبرت تلك الصغيرة وأصبحت فتاة ...
فتاة كالقمر .. بل وأحلى وهي تنبض بمعنى الحب والجمال ..
الجميع يتحدث عن أخلاقها .. وعن نجاحاتها في هذه الحياة ..
أعجب بها كثير من الشباب ... وكثير منهم تمناها ..
**********************************************
كان هناك شاب معجب بها أشد الإعجاب ...
سمع عنها كثيرا فأحبها ..
ولكنه أخفى ذلك في قلبه .. في بادئ الأمر ..
ومع الوقت أصبحت تشعر تلك الفتاة بانجذاب هذا الشاب لها .. ولكنها كانت تقول في قرارةنفسها (( لا انها مجرد أوهام .. لا وجود لها .. ابتعدي عنها ))
ومع الوقت أصبح ذلك الشاب ..يريد لفت انتباهها له .. بقصدٍ أو بغير قصد ..
كانت الفتاة تحاول الابتعاد وتجاهل الامر ..
هي لاتريد ذلك .. كانت ترى أن ذلك مازال مبكرا فهي لا زالت صغيرة ..
ومن تريد الارتباط به هو فقط من سيكون حبيبها الوحيد .. عشقها .. فقط ((زوجها ))
**************************************************
كان ذلك الشاب كثيرا ما يسأل عنها كل من يعرفها ...
وكان يقدم لها المساعدة دائماً عندما تحتاجها ..
ومع مرور الأيام .. اصبح يشغل تفكيرها ..
أصبح محور حديثها ...
ومع ذلك كانت تحاول الابتعاد ...
كانت تعلم بذلك صديقتها المقربة ..

************************************************** **
اصبحت دون أن تشعر .. تسأل عنه .. تتبع أخباره ..
وفي يوم من الأيام أخبرتها صديقتها أن ذلك الشاب قد وقع له حادث هو وصديقه .. وقد توفي صديقه في هذا الحادث .. أما هو فلا تعلم عنه شيئا فهو يجرى له عملية جراحية في العناية المركزة ...
((وفي نفس الوقت كانت أخت ذلك الشاب الصغرى تقف عند باب غرفة الفتاة
وسمعت ماحدث ))
لم تستطع تلك الفتاة أن تتمالك نفسها ...
أدهشت بالبكاء دون أن تشعر ..
نظرت لها صديقتها باندهاش ..احتضنتها واصبحت تبكي معها قائلة (( لاتقلقي سيكون بخير ..ولكن ...))
لم تكمل صديقتها الكلام .. لأنها لم تستطع من شدة بكاء تلك الفتاة ..
هدأت صديقتها من روعها ..
وجلست معها قليلا .. ثم جائها ذلك الاتصال من أخيها بأن ابن العم بخير .. وقد أجريت له الجراحة بنجاح وطلب منها القدوم مع ابنة العم الصغرى .. فطمأنت تلك الفتاة ..
ثم غادرت صديقتها من المنزل بصحبة ابنة العم ...
عادت تلك الفتاة للبكاء ..
وأصبحت تحدث نفسها ((ماذا بي !! مالذي حدث لي !!))
هل أنا سعيدة انه بخير ... أم حزينة لأني وصلت لذلك الحال ؟؟ ))
يااللهي .. ((صديقتي رأت مابي .. وقد أخبرتني قبل ذلك بأني تغيرت وأصبح حالي لا يعجبها .. أصبحت انطوائية أكثر مما يجب .. ))
************************************************** **
وبعدها بأيام ..
خرج ذلك الشاب من المشفى .. وذهب الى المنزل ..
واصبح يتلقى التهاني بخروجه سالما من المشفى ..
رأته أخته الصغرى .. فذهبت الى احضانه باكية .. كانت تحبه جدا .. وكان حنونا معها .. ابتسم قائلا (( لم يبكي علي أحد غيرك صغيرتي ..)) قالت له بلى أمي كانت تبكي كثيرا )) نعم ((وتلك الفتاة صديقة ابنة العم !!))
... دهش ذلك الشاب .. واصبحت نبضات قلبه تتسارع ...
تذكر تلك الفتاة ... أصبحت تراوده أفكارا كثيرة ..((ماذا هل أحبتني ؟؟ ..
هل كانت قلقة علي !! ... لماذا بكت ؟؟)))
************************************************** **
بعدها بأيام قابل الشاب تلك الفتاة ...
عندها طلب منها محادثته لأنه يردها في موضوع هام ...
ترددت تلك الفتاة كثيرا .. ولكنها وفي لحظة ضعف وافقت ..
************************************************** **
حدثها ..
وطلب منها السؤال عنه والاطمئنان عليه ..
لم توافق في بداية الأمر ...
ولكن !!! هو يعلم الآن انها تقلق عليه ... ويعلم ان قلبها الطيب الحنون لا يتحمل رفضها لطلب أحد ..
هي تحاول جاهدة بألا تفعل ذلك ..
ولكن (( قلب الفتاة ))
كان هو يحدثها ويسأل عنها .. يحدثها .. تحاول جاهدة ان لا يطول الحديث ..
تحاول اخباره بذلك .. ((ولكن انه الهوى ))
اصبح الحديث يطول ..
تعلق بها الشاب وتعلقت به تلك الفتاة ...
أصبحت هي أيضا تحادثه وتسأل عنه ...
يااااااه مسكينة تلك الفتاة !!!
كانت تدعو الله دائما بان يبعد عنها الحرام .. ولا تريد الوقوع فيه ..
لأنها تريد قلبها لزوجها فقط ..
أصبحت بعد كل حديث تشعر وكأن جبالا من الحزن والضيق نمت في داخلها ... أصبحت تبكي كثيرا ...
تبكي وتبكي دون ان تعلم ماهو السبب ... ولكنها تعلم بأن هناك صوتا ما في داخلها يحدثها دائماً ((ان ما أفعله شيء خاطئ .. لم أعتد عليه .. لم أتربى على ذلك .. سيأتي يوم سأسقط فيه من عينيه .. سأكون فتاة سيئة الطباع .. وانا اللتي لا تنظر الى الشباب كبعض الفتيات ... لا أريد الاستمرار في ذلك .. حتى وان تعلقت به .. فهذا ينافي اعتقادي وأغلى مبادئي .. لا أريد ))
************************************************** **
اما ذلك الشاب ...
أصبح يشعر بالأسى نحوها .. اصبح يشعر بأنه سبب حزنها وهو كذلك .. ((ولكنها لاتريده أن يشعر بالحزن والأسى بسببها ..))
ساء حالها ... وسائت صحتها ...
اصبح يشعر بالشفقة عليها ...
راجع نفسه ... تذكر كيف رفضت محادثته منذ البداية وانه هو السبب ..
.......... أصبح يشعر بأنها لا تريده وانها تراه شخص سئ الطباع .. وخصوصا بعدما رفضت محادثته قي المرات الأخيره ...
أصبح تراوده أفكار شيطانية .. ((هناك شخص ما في حياتها !! لم أصبحت ترفض محادثتي ... هل كانت تتلاعب بي كــ((فلانة )) صديقتي التي كنت أخطط معها للإيقاع بـ ((فلان )) !!! ام انها ك ((فلانة)) صديقتي التي كانت تبحث عن الأكثر جمالا ومالا وتريد الزواج منه !! ))
كلا ...لا يهم ..
انا مازلت صغيرا ولا أستطيع أن أحمل أعباء الزواج الآن .. فــلأتركها ..
وسيأتي اليوم اللذي يجمعني القدر بمن هي لي ...
وذهب ليحادث غيرها ..
*************************************************
هأ ... ياللسخرية .. لم يعلم أنه يحادث صديقتها ... فقط ذنبها الوحيد أنها طيبة القلب
سذاجـــــة .. عندما لم يحترم رغبتها في أن تكون خلوقة لاتريد محادثة الشباب ... مع انها أول الصفات التي احبها ..
ياللقسوة .. ترك قلباً بريئاً خاف عليه .. دعا له مع كل نفس .. لم يشعر بنعمة من كانت بين يديه ..
ياللحماقة ... اتخذ قراراً .. على ظنٍ من نسج خياله ...
ياللغباء .. لم يعلم أن من صدق في اختياره .. ودعا الله ... ستصبح له يوما ما لأن الله لايريد تعذيب قلوبا صدقت فأخلصت فدعت مؤلف القلوب مقرب المسافات ... مصلح كل الأحوال ... مفرج الكروبات .. قاضي الحاجات .. من بيده الارزاق ... ان يجمعها على خير ..
*************************************************
هــــــــــــــــــــــذه حال أبسط من يقعون في جرح قلوب الفتيات البريئات ........
وهناك من الحكايات ماهو اعظم من ان يحكى ...
من أولـــئك المتلاعبون...
اللذين يدعون الرجولة ((ذكورٌ نعم ... ولكن الرجولة منهم براء ))

(( أنصاف رجال .... وقلوب نساء ))

رسالتي الى كل شاب والى كل فتاة :

* حافظي على قلبك ولا تهديه الا لمن يستحق .((فقط من سيكون زوجك))

* ايها الشاب كن للرجولة معنى .. ولا تجرح اي انثى أو تتلاعب بها ..
((فالدنيا دوارة وكما تدين تدان ... ان لم تكن في أختك فثق تماماً انها ستكون في أقرب الناس لك او زوجتك ))

*التلاعب بالفتيات سيقلل ثقتك بمن حولك وبمن ستكون زوجتك .

*أخلص لها ان اردتها ... لاتخبرها هي بل أخبر أهلك وأهلها ..ولاتقلق فالله سيكون لك موفق .. ان صدقت في طلبها .. مهما كانت ظروفك .. ولكن أخلص النية وأصدق في رغبتك وطلبك ..

*لاتنسى ولا تنسي أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء ..

* ان وقع الحب في قلبك فإنه بقدر الله .. واختبار منه ..
فحاول الا تقع فيما يغضبه .. حتى يرزقك مايرضيك ...
ولا تنسو جميعا ان النبي صلى الله عليه وسلم ( لم يرى للمتحابين الا النكاح )) ♥♥♥