كتبتُ هذا الحديث لمن عاش ضائقةً أو ألمَّ بهِ همٌّ أو حزنٌ، أو طاف به طائفٌ من مصيبةٍ، أو أقضَّ مضجعة أرقٌ، وشرَّدَ نومَه قلقٌ. وأيُّنا يخلو من ذلك؟!، هنا آياتٌ وأبياتٌ، وصورٌ وعِبرٌ، وفوائدُ وشواردُ، وأمثالٌ وقصصٌ، سكبتُ فيها عصارة ما وصل إليه اللامعون؛ من دواءٍ للقلبِ المفجوعِ، والروحِ المنهكةِ، والنفسِ الحزينةِ البائسةِ، هذا الكتابُ يقولُ لك: أبشِر واسعدْ، وتفاءَلْ واهدأ. بل يقولُ: عِشِ الحياة كما هي، طيبةً رضيَّة بهيجةً، هذا الكتابٌ يصحّحُ لك أخطاء مخالفةِ الفطرة، في التعاملِ مع السننِ والناسِ، والأشياءِ، والزمانِ والمكانِ، إنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على مصادمةِ الحياةِ ومعاكسةِ القضاءِ، ومخاصمةِ المنهجِ ورفضِ الدليل، بل يُناديك من مكانٍ قريبٍ من أقطارِ نفسِك، ومن أطرافِ رُوحِك أن تطمئنَّ لحُسْنِ مصيرِك، وتثق بمعطياتِك وتستثمر مواهبك، وتنسى منغّصاتِ العيشِ، وغصص العمرِ وأتعاب المسيرةِ.

أكثر...