هل للعب دور في تنمية قدرات الاطفال ؟

عالم الاطفال بريء بعيد عن مشاكل الحياة اليومية ومتطلباتها ، عالم خال من التملق والخداع والزيف ، همهم الوحيد هو ايجاد لعبة قد يستغرقون معها معظم ساعات يقظتهم ، وقد يفضلونها على الاكل والنوم ، خصوصا اذا كانوا في سن ما قبل المدرسة ،
لان اللعب غريزة لديهم ونشاط تلقائي لا يحتاج للتعلم ، ولكن السؤال المطروح ، هل اللعب مضيعة للوقت ؟ ام هو داخل في تقوية وصقل شخصية الطفل ومساعدته على اكتشاف العالم المحيط به والاندماج فيه؟

توصل العلم حديثا الى اكتشاف ان للعب الاطفال فوائد كثيرة ، لانه يكسبهم مهارات حركية ، تقوي اجسامهم الفتية ، ويساهم ايضا في منحهم معارف استكشافية ، كما انه يساهم بشكل كبير جدا في تخزينهم مجموعة معارف ومصطلحات لغوية تفيدهم في مرحلة نموهم وتعينهم على اكتشاف العالم المحيط بهم .
وهناك عدة مظاهر لتفاعلات الاطفال مع اللعب ، فقد نجد اطفالا يكتفون بالنظر لاقرانهم ولا يتوقفون عن التجول ببصرهم ، دون ان يشاركوا في اللعب ، وهناك نوع ثانٍ من الاطفال يفضلون الوحدة لدرجة ان الطفل منهم يندمج مع لعبته ويتفاعل معها كما لو انها انسان حقيقي متناسيا العالم المحيط به ، اما نوع آخر من الاطفال فيجلسون لمراقبة اقرانهم وهم يلعبون ، ويكتفون بالتحدث معهم ووضع اسئلة حول اللعبة التي يمارسونها دون ان يشاركوهم في اللعب فيها.

وهناك انواع عدة من اللعب عند الاطفال ، حيث نجد ما يسمى باللعب التعاوني ، الذي يكون خصوصا في المرحلة الابتدائية لدى الاطفال ، يلعبون في جماعة لها قائد يوجهها وتأتمر بامره .
وهناك ايضا اللعب الفردي او ما يسمى باللعب التناظري ، يفضله الاطفال الذين لا يلعبون ضمن مجموعات ، بل لوحدهم ، حيث يندمجون مع اللعبة ، وكأنها شخص حقيقي وهذه محاولة لتعويضهم عمَّن يلعب معهم ، لانهم غالبا ما يشعرون بالوحدة ، نجد ايضا اللعب بالمشاركة ، وذلك داخل مجموعات ، لكن هذه المرة دون الحاجة الى قائد او موجه بل يتشاركون كلهم في لعبة معينة كالسير في طوابير ، او مثلا عند الفتيات لعبة الاسرة ، كتجسيد دور الام والبنات والصديقات .. الخ
ويمكن ايضا ان نتحدث عن اللعب الايهامي ، الذي يظهر خصوصا بعد دخول الرضيع عامه الثاني، ويستمر حتى العام السادس لدى بعض الاطفال بحيث يلعبون لعبة " عريس وعروسة " " الشرطة واللصوص" " الام وبناتها" ... وقد رأى الباحثون ان لهذا النوع من اللعب فوائد كثيرة على شخصية الطفل اذ انه يساعده على تنمية معارفه اجتماعيا وثقافيا ويزيد من مخزونه اللغوي ويزيد ايضا من اندماجه داخل المجتمع .ولعب الاطفال عموما يساعد في اظهار شخصية الطفل ، مثلا عندما يركب الطفل عصى ويعتبر نفسه انه يركب حصانا فهذا دليل على الابداع .

ويساعد اللعب عند الاطفال على الاطلاع على نفسية الطفل ومعرفة ما يجوب داخله ، فمثلا عندما يحاول الطفل تكسير اللعبة لمعرفة اسرارها وممّ تتكون فهذا دليل على حب الاستكشاف والاستطلاع ، فلا تترددوا في ترك ابنائكم يلعبون ، لانهم في سن تسمح بذلك ، وقريبا جدا سيأتي يوم وينشغلون فيه بمتطـــــــلبات الحياة الواسعة .