أسباب وعوامل صعوبات التعلم
إعداد إبراهيم عفيف

مثلما أن ثمة أنواع متباينة في من التعاريف لصعوبات التعلم وتصنيفاتها فأنه يوجد أسباب متنوعة لهذه الصعوبات وعوامل تساعد على أن تأخذ الأسباب امتدادها بمعنى انه يمكن الحديث عن أسباب وعوامل لصعوبات التعلم فالأسباب هي المسؤول المباشر عن هذه الصعوبات ، أما العوامل فلا تعد أسبابا ولكنها تهيئ وتمهد لوجود الصعوبة واستمرارها

أولا أسباب صعوبات التعلم :
لقد افترض أن أكثر الأسباب المؤدية لصعوبات التعلم تعود إلى التلف الدماغي أو العجز الوظيفي المكتسب قبل أو خلل أو بعد عملية الولادة.
1. أسباب ما قبل الولادة :
أ ـ نقص في تغذية الأم
ب ـ تناول الكحول والمخدرات أثناء الحمل
ج ـ بعض الأمراض التي قد تصيب الأم أثناء فترة الحمل مثل الحصبة الألمانية والسكري
د ـ عمر الأم قبل الولادة
2. أثناء الولادة :
أ ـ نقص الأكسجين أثناء الولادة
ب ـ الولادة المبكرة
ج ـ إصابات الولادة نتيجة لاستخدام الأدوات الطبية
3. ما بعد الولادة :
أ ـ الحوادث التي تؤدي إلى ارتجاج الدماغ
ب ـ أمراض الطفولة مثل التهاب الدماغ ، والتهاب السحايا والحصبة الألمانية والحمة القرمزية

ثانياً عوامل صعوبات التعلم :
o العامل الجيني :
من الموضوعات التي جلبت انتباه الدارسين لصعوبات التعلم معرفة ما إذا كان للوراثة أثر في هذه الصعوبات، وقد انتهت دراسات متعددة جرت في أقطار مختلفة وشملت أفراد من أسر لديها أطفال ذوو صعوبات تعلمية ومقارنة توائم متماثلين يعانون صعوبة القراءة بغيرهم إلى الاستنتاج بوجود اثر قوي للوراثة في إنتاج هذه الصعوبات.
o العامل العصبي :
ينظر إلى أذى الدماغ واختلال وظائف الجهاز العصبي المركزي على أنها أسباب مفترضة لصعوبات التعلم ، ويتم تقدير نوعين من العلامات بالفحص السريري للجهاز العصبي ، فأما الأول فيتغير مع الوقت في الأطفال الصغار ويعتبر أمراً طبيعياً في حالتهم ، ولكنه يدل على عدم اكتمال النضوج العصبي فيمن هم اكبر سناً ،وأما النوع الآخر فهو علامات علامة عصبية خفيفة تكون غير طبيعية في أي عمر تظهر فيه وقد تشير إلى نوع ما من الاختلال العصبي (رعاش خفيف أو رنح ) وتشير معظم التعريفات المقدمة لصعوبات على أن أسباب صعوبات التعلم تعود إلى قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي
o لعوامل الكيميائية العضوية :
أصبحت الأدلة التي تشير إلى الأساس الكيميائي كسبب في صعوبات التعلمية في تزايد ، فشذوذ الاستقلاب (الأيض ) للأحماض العضوية الجينية (السيروتونين ، والدوبامين ،والنورانبفرين ) قد استرعت الاهتمام في هذا المجال ، حيث يعتقد بأن هذه العناصر ذات وظيفة هامة للنواقل العصبية ، ويعتقد بعض الباحثين أن متلازمة فرط الحركة يمكن أن تنتج من كميات غير كافية من العناصر الكيميائية مسببة حالة من عدم اللاتزان العضوي.
o العوامل النفسية :
بالإضافة إلى العوامل السابقة فان عوامل ومتغيرات نفسية كثيرة تسهم في صعوبات التعلم، فأطفال الصعوبات التعلم قد يظهرون اضطرباً في الوظائف النفسية الأساسية مثل الادراك الحسي والتذكر وصياغة المفاهيم ، ذلك انه يمكن أن نجد بينهم على سبيل المثال ، من لا يستطيعون أدراك الجهات ، أو تذكر المادة التي تعلموها حديثاً ، أو تنظيم فكرة مهمة ، أو كتابة جملة مناسبة.
ومن العناصر المهمة في المنظور النفسي لصعوبات التعلم ، دور اللغة في التفكير ، أو علم نفس اللغة ، وتتأسس بعض الممارسات الشخصية والتربوية على افتراض أن مثل هذه الصعوبات النفسية تسهم على الأقل في هذه الأسباب .
o العوامل التربوية:
إن نجاح أو إخفاق الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية في المدرسة ، هو نتيجة لتفاعل بين ذوات الطلاب وبين العوامل الخاصة التي يواجهونها في غرفة الصف ، بما فيها الفروق الفردية بين المعلمين ، واختلاف طرق التدريس، وتتضمن ذلك التفاعل التناسب بين احتياجات الطفل التعلمية و الوسائل المتاحة في غرفة الصف ، فالانسجام الملائم أو التكيف يعني نجاح كل من الأطفال والمعلمين ؛ نجاح المعلمين في أن يعلموا ونجاح الأطفال في أن يتعلموا.
ومن ناحية تقنية ، فان الأطفال الذين لم يتعلموا لأنه ما من أحد علمهم ،أو أتنهم تلقوا تعليماً سيئاً ، لا يمكن أن يدعوا ذوي صعوبات تعلمية ، ورغم ذلك فقد يكون التعليم غير الكافي وغير الملائم عاملاً في كثير من حالات الصعوبة التعلمية،فبعض المعلمين لم تنشأ لديهم المهارات الضرورية لتعليم المواضيع الأساسية ، أو أنهم يفتقرون إلى الكفاءة في المهارات الأساسية.
o العوامل البيئية:
يتفاعل الأطفال في بيئاتهم طوال فترة نموهم ، وخلال هذه العملية تأخذ العوامل العصبية والنفسية والتربوية شكلها، كما تلعب العوامل البيئية دوراً في كشف الصعوبات التعلمية، لكن لها آثرا متفاوتاً في المراحل المختلفة من نمو الطفل ، فوجود التعزيز البيئي النوعي أو عدمه يمكن أن يحدث اختلافاً مهماً في مدى الضرر الذي سيلحقه حادث ما في نمو الطفل ، وما إذا سيكون للضرر عواقب شديدة أو خفيفة .

ويحتاج كل متعلم إلى نوع مختلف من التعزيز ، يترواح بين تحقيق الحاجات البدنية الأساسية إلى التشجيع والحب والنجاح ، ويأتي بعض الأطفال ذوو الصعوبات التعلمية من بيئات قليلة العيوب ، أما آخرون فهم ضحايا لمحيط يكاد كله يكون معيباً كما في حالة الفقر المدقع ، وقد تتسبب هذه العيوب البيئية في الصعوبة التعلمية ، أو أنها على الأقل قد تتفاقم منها .

في نهاية الحديث عن عوامل صعوبات التعلم يمكن القول بان الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية هم نتاج التفاعل بين عوامل فيزيولوجية ونفسية وتربوية وبيئية غير كافية أو غير ملائمة ، ويمكن لأحداث ما قبل الولادة وخلالها أن تجعل خطر صعوبات التعلم على هؤلاء الأطفال وشيكاً ، وقد تتضمن عوامل العصبية وجينية واستقلابية ، وعوامل أخرى غيرها ،كما يجب إلا تغفل المشاكل في الأنظمة الحسية والمناعية و الغذائية .
فالعمليات النفسية قد تعاق وتختل الآن الأسس الفيزيولوجية غير سلمية ، وتمثل المعالجة الخاطئة للمعلومات ، والذاكرة والطرق التنظيمية أفضل ما عند المعاقين تعليمياً من جهود للتفاعل مع بيئتهم ، ففرط النشاط ، والاندفاع ، وعدم الانتباه ، وهي أجزاء من مجموعة سلوكيات تنشأ على الأغلب للتعامل مع أوضاع محبطة ، وتتعقد المشاكل بعدئذٍ عندما تضاف تشكيلة من المتطلبات التربوية ، وقد لا تكون الظروف التعليمية قادرة على مواجهة العجز في مهارات التعلم الأساسية .
وفي السياق الأوسع للعوامل البيئية غير المعزز لهؤلاء الأطفال الحسّاسين فإنها تؤدي بكثير من مشاكلهم إلى أسوأ خاتماتها . فقد يعني سوء التغذية وضعف الأمن وعدم كفاية الفرص الحسية والحركية واتخاذ نموذج لغوي غير ملائم ، ونقص التعزيز العاطفي ولاجتماعي المناسب ،قد يعني أن إصابات الأطفال الأصلية لصعوبات التعلم ستتعقد لتصبح مشاكل أكثر شدة وحدة.

المراجع:
1. راضي الوقفي .أساسيات التربية الخاصة .ط2001.ص275
2. كيرك وكالفانت . صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية . ترجمة زيدان احمد السرطاوي ص61
3. كيرك وكالفانت . صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية . ترجمة زيدان احمد السرطاوي ص62
4. راضي الوقفي .أساسيات التربية الخاصة .ط2001.ص277
5. راضي الوقفي. مقدمة في صعوبات التعلم . ط1998 .ص 122
6. راضي الوقفي . علم النفس العصبي .ط1998.ص271
7. المصدر السابق.ص271
8. راضي الوقفي. مقدمة في صعوبات التعلم . ط1998 .ص 134
9. المصدر السابق.ص 127