فتح الإسكندر لمصر :
أصبح الطريق مفتوحاً الي مصر بعد سقوط غزة فى يد الإسكندر ، وقد تمكن من فتح مصر بسهولة كبيرة ، وأضحت مصر بعد استيلائه على منف فى قبضته تماماً.
ولا ترجع السرعه التي اتم بها الاسكندر فتح مصر الي تفوقه العسكري على الفرس فحسب .. بل ترجع ايضاً الي مساعدة مصر له ، فقد كانوا فى ثورة مستمرة ضد المحتلين الفرس وكان الإغريق فى نظرهم اصدقاء وحلفاء طالما عاونوهم على استراداد حريتهم المسلوبة كما رأوا فى الاسكندر منقذاً ومنجداً لهم من الاستعمار البغيض .
وقد بهرت حضارة مصر العريقة الاسكندر الذي بدأ سياسة التقرب من المصريين محاولاً ارضاء شعورهم القومي والديني ، فاحترم المعبودات المصرية وقدم لها القرابين ولم يكتف بذلك ، فقام برحلة الي واحة سيوة حيث زار معبد الإله آمون . وهناك منحه الكهنة لقب " ابن آمون " كما أمر خلال رحلته بإنشاء مدينة الإسكندرية.
وبعد ان امن الإسكندر ملكه فى مصر ونظم شئونها الإدارية اتجه الي قلب آسيا ليكمل خطته للقضاء على الامبراطورية الفارسية . وتوغل فى القاره الآسيوية حتي وصل الي الهند ولكنه توفي فى عام 323 قبل الميلاد
وكان فى الثالثة والثلاثين من عمره فى مدينه بابل وهو فى طريق عودته الي بلاده
سعي الإســكندر لمزج الحضارات الإغريقية بالحضارات الشرقيه :
كان استيلاء الإسكندر على سوريا ومصر والعراق وغيرها من بلاد الشرق القديم اكثر من مجرد سيطرة حربية وتوسع عسكري ، اذ ان هذه الأقاليم كانت صاحبة حضارات عريقه نمت وازدهرت علي مر العصور وأفاد منها الإغريق هذا بالاضافة الي ان الإسكندر نفسه اظهر اعجابه بها واحترامه لها ، وبدأ ذلك واضحاً فى مصر على وجه الخصوص .
وقد فكر الإسكندر فى تكوين حضارة جديدة تجمع بين مزايا الحضارات الشرقية العريقه والحضارة الإغريقية الناشئه ، ولتحقيق ذلك عمل على فتح ابواب الشرق على مصراعيها امام الاغريق للإقامة بها . كما اقام بعض المدن الجديدة كالإسكندرية فى مصر وغيرها لتصبح مراكز لنمو تلك الحضارة الجديدة ولتعمل علي نشرها فى كل مكان . وقد سميت تلك الحضارة الجديدة بإسم الهلينستية .
وقد ازدهرت الحضارة الهلينستية فى مصر اذ وجدت فيها تربة خصبة للنمو على تحو لم تشهده فى بلاد الاغريق نفسها وذلك لأنها افادت من حضارات بلادنا العريقه كما وجدت فيها انظمة راسخة وثروة بشرية ومادية عظيمة ، فضلا عن موقعها الفريد وسط العالم المتمدين فى ذلك الوقت ، فكانت مصر بذلك بمثابة المصنع الذي صنعت فيه الحضارة الجديدة واصبحت مدينة الاسكندرية النموذج الأمثل لها ، ومنها اشعت تلك الحضارة على باقي اجزاء العالم ، وفيها احتفظ اجدادنا بعناصرها من مئات السنين .
ولم يعش الإسكندر طويلاً ليحقق آماله فى بناء تلك الحضارة وترك لخلفائه فى مصر تحقيق الأمل .
تأسيس دولة البطالمة :
قسمت امبراطورية الاسكندر بعد وفته اثر إصابته بالحمي بمدينه بابل بيت قواده الاغريق ، فكانت مصر من نصيب القائد بطلميوس ، وسورية والعراق من نصيب القائد سليوقس ، اما مقدونيا فكانت من نصيب القائد انتيجونس وقد نجح بطلميوس وسليوقس فى تأسيس دولتين مستقلتين هما دولة البطالمة فى مصر والدولة السليوقية فى سوريا ، حكمتهما سلالاتهما من بعدهما قربة ثلاثة قرون . وقد اتخذت اسرة البطالمة مدينة الاسكندرية عاصمة ومقر لحكمهم . كما اتخذت دولة السليوقية مدينة انطاكية فى شمال سوريا عاصمة لها .
كان بطلميوس قائداً فى جيش الاسكندر ، فقد نشأ معه فى قصر ابيه فيليب المقدوني وتربي معه منذ الصغر واضحي صديقا حميماً له . وقد تميز بطلميوس بنشاطة وقدرته وشجاعته . وقد امتلأ تاريخ البطالمة والسليوقيين بالحروب بينهما فالبطالمه يحاولون السيطره علي سوريه والسليوقيون بدورهم يعارضون اطماع البطالمة ويردون على ذلك بالرغبة فى استيلاء على مصر . وقد اضعفت تلك الحروب كلا البلدين مما ساعد دولة الرومان الناشئه فى القضاء على الدولة السليوقية اولاً ثم القضاء على دولة البطالمة والاستيلاء على مصر عام 31 ق.م فى نهاية حكم الملكة كليوبترا السابعة آخر حكام البطالمة .
مواقع النشر انشر موضوعك وهاتلو زوار